معارض تركي يطالب بكشف مصير تبرعات جمعها أردوغان لكورونا
المعارض مراد أمير يؤكد أن التبرعات التي جمعت من خلال حملة أردوغان في مارس/آذار الماضي، وصلت إلى ملياري ليرة ولا "نعرف أين أنفقت".
طالب نائب معارض بالبرلمان التركي بتشكيل لجنة للتحقيق في مصير الأموال التي جمعها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان من الشعب لمواجهة التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، الثلاثاء، جاءت مطالبة البرلمان بتشكيل اللجنة، من قبل مراد أمير، نائب العاصمة أنقرة عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية.
وأوضح المعارض التركي أن "قيمة التبرعات التي جمعت من خلال حملة أردوغان التي أطلقها في مارس/آذار الماضي، وصلت إلى ملياري ليرة، ولا نعرف أين أنفقت، لا سيما أن وزيرة الأسرة المعنية بتوضيح مصير هذه الأموال تتهرب من الإجابة على هذه النقطة".
- تبرعات كورونا.. حلال لحزب أردوغان "حرام" على المعارضة
- اعتقال صحفي تركي انتقد ازدواجية أردوغان بشأن تبرعات كورونا
وأضاف مراد أمير، الذي قدم مقترحًا للبرلمان بهذا الشأن، قائلا :"لذلك نطالب البرلمان بتشكيل لجنة تحقيقات مركزية لتقصي مصير هذه الأموال وكشف الحقائق أمام الشعب الذي لم يعد يثق في هذا النظام الذي له سوابق بخصوص جمع التبرعات وعدم إنفاقها فيما جمعت من أجله".
وفي 30 مارس/آذار الماضي، دشن أردوغان حملة جمع تبرعات تحت عنوان "نحن نكفي أنفسنا" يقول إنها لصالح متضرري تفشي الفيروس، لكنها لاقت ردود فعل غاضبة من كافة أحزاب المعارضة في البلاد.
أبرز المعارضين في البلاد في سياق انتقادهم للحملة، قالو إن "الدولة هي التي يجب أن تدعم المواطنين في مثل هذه الظروف، لا أن تثقل كاهلهم بجمع الأموال".
الحملة ذاتها قوبلت، بحالة كبيرة من الاستهجان والتذمر والتهكم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، منذ الإعلان عنها وحتى الساعة، حيث أعرب عدد من النشطاء والثقفين رفضهم لها بشدة.
الغريب في الأمر أن نظام أردوغان حارب كافة الحملات الأخرى التي دعت إليها المعارضة، وأمرت وزارة الداخلية بفتح تحقيقات مع من دعوا لها، وقامت كذلك بغلق الحسابات البنكية التي أعلنت عنها لجمع التبرعات.
اتهامات باستغلال التبرعات لسد عجز الموازنة
ومطلع يونيو/حزيران الماضي اتهم كاتب تركي نظام أردوغان، باستخدام أموال تلك التبرعات؛ لسد عجز الموازنة العامة للبلاد.
جاء ذلك بحسب ما ذكره الكاتب الصحفي التركي، أمين تشولاشان، في مقال له نشره آنذاك الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، تحت عنوان " أين ذهبت الأموال؟"، والذي تساءل فيه عن مصير تبرعات الحملة التي أطلقها أردوغان.
وفي مستهل مقاله، ذكر الكاتب أنه مع بداية أزمة وباء فيروس كورونا، أطلق أردوغان حملة جمع تبرعات من المواطنين، بدلًا من تقديم المساعدات لهم كما فعلت الدول الأخرى، تلك الحملة التي لاقت انتقادات واسعة من المعارضة آنذاك.
وأكد تشولاشان أن "مسؤولي العدالة والتنمية يتجنبون الإجابة على الأسئلة الخاصة بهذه الأموال"، مضيفًا "لقد بتنا نخجل من السؤال، ولكنهم لا يخجلون من الصمت بهذا الشكل "
وأردف قائلا: "أحد أكثر الأشياء إزعاجًا لأي صحفي، أن يضطر للكتابة في موضوع ما أكثر من مرة، والطرف الآخر لا يصدر أي صوت؛ لأنهم لا يملكون إجابات منطقية".
وأعاد مرة أخرى طرح سؤاله عن مصير تلك الأموال وكيف أنفقت، قائلًا: “الآن لدينا في عقولنا مخاوف وشكوك كبيرة: كما تعرفون هناك عجز في الموازنة يصل إلى أرقام كبيرة للغاية. إياكم أن تكون تلك الأموال قد استغلت في غلق عجز الموازنة".
تحويل تبرعات ضحايا مسرحية الانقلاب لخزينة الدولة
وجدير بالذكر أن هذه لم تكن المرة الأولى التي استغل فيها نظام أردوغان أموال التبرعات لانتشاله البلاد من كبوتها الاقتصادية التي سقطت فيها بسبب سياساته الفاشلة.
ففي ديسمبر/كانو أول الماضي، كشف نظام أردوغان، وبعد إلحاح من المعارضة، عن مصير أموال التبرعات التي تم جمعها من أجل ضحايا المحاولة الانقلابية المزعومة التي شهدتها البلاد صيف العام 2016.
وحينها قال فؤاد أوقطاي، نائب رئيس البلاد، إن هذه الأموال وقيمتها 309 ملايين ليرة تم تحويلها إلى الحسابات البنكية الخاصة بمؤسسات الخزانة التركية.
وأضاف المسؤول التركي في تصريحات أدلى بها من داخل مقر البرلمان، أن تقييم هذه الأموال، وكيفية التصرف بها مسألة ستقوم بها إحدى الهيئات التابعة للدولة، على حد تعبيره.
على الجانب الآخر، وتعليقًا على تصريحات أوقطاي، قال أوزقا ياليم، نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض عن ولاية "أوشاق"، "لماذا لم يتم توزيع الأموال على أصحابها؟ أمن تبرعوا بها كانوا قد تبروعوا بتلك الأموال لوزارة الخزانة؟!".
بدوره قال معارض آخر من الحزب ذاته، وهو نائب العاصمة أنقرة، مراد أمير "لماذا ظلت هذه الأموال دون أن تعطى لأصحابها طيلة 3.5 سنوات ؟".
ووصل تبجح النظام إلى قيامه في 16 يونيو/حزيران المنصرم، بفض، تجمع لعدد من مصابي وأسر شهداء مسرحية الانقلاب، كانوا قد نظموه للاستفسار عن مصير الأموال التي جمعت بإسمهم.
وفي 15 يوليو/تموز 2016 شهدت تركيا محاولة انقلاب فاشلة ترى المعارضة أنها كانت "انقلاباً مدبراً" لتصفية المعارضين من الجنود وأفراد منظمات المجتمع المدني، فيما يتهم النظام جماعة رجل الدين فتح الله غولن بالوقوف وراء تدبيرها.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC4xNiA= جزيرة ام اند امز