معارضة تركية: نظام أردوغان يدفع البلاد إلى الهاوية
النائبة عن حزب الشعب الجمهوري سَلين سايق بوكه تقول إن الاقتصاد التركي فقد استقراره منذ 6 سنوات
قالت معارضة تركية إن النظام الحاكم، بزعامة الرئيس، رجب طيب أردوغان، هو الذي يدفع بيديه تركيا إلى الهاوية، على خلفية الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد منذ فترة، والتي وصلت مؤخرًا لدرجة انهيار العملة المحلية الليرة، بشكل تاريخي أمام الدولار الأمريكي.
جاء ذلك في تصريحات أدلت بها الأحد، سَلين سايق بوكه، البرلمانية عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، عضو مجلس الحزب، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "آرتي غرتشك"، وتابعته "العين الإخبارية".
وأشارت بوكه إلى أن "الأشهر الأربع الأخيرة شهدت تبخر 4 مليارات دولار من الاحتياطي النقدي الأجنبي لتركيا"، مشيرة إلى أن الاقتصاد التركي وصل لمرحلة بات معها مرتبطًا بالاستدانة من الخارج.
وأوضحت أن "الاقتصاد التركي فقد استقراره منذ 6 سنوات"، مضيفة "نظام القصر وضع يده على مقدرات الجمهورية التركية بشكل ينقل تبعيتها لشركات عائلة أردوغان، ويسعى حاليًا لاستخدام الاحتياطي النقدي من الدولار للحفاظ على الليرة من الانهيار".
وأردفت المعارضة بوكه قائلة :"وصل هذا الاستغلال لدرجة تبخر 4 مليارات دولار من الاحتياطي خلال الأشهر الأربع الأخيرة".
ولفتت إلى أن "النظام بات لا يدرك أن قيمة الليرة لا يمكن إنقاذها من خلال بيع الدولار بشكل غير محدود، وهذه معلومة بسيطة يدركها أي طالب بالفرقة الأولى من كلية الاقتصاد".
وشددت على أن "الشيء الذي بإمكانه الحفاظ على قيمة الليرة، هو الإنتاج، وخلق مناخ من الثقة، فبدون هذه الأشياء لن يكون بالإمكان الحفاظ على قيمتها من خلال بيع الدولار، وهذا ما قلناه من قبل، وكل ما نراه حاليًا من تردي للأوضاع الاقتصادية كان متوقعًا ولم نتفاجئ به".
وأعربت عن استنكارها لتصريحات أردوغان التي أدلى بها الجمعة الماضية، وربط فيها الأوضاع الاقتصادية المتركية بمؤامرات كونية خارجية، مشيرة إلى أن "هذه المزاعم غير صائبة، وعلى النظام أن يواجه الحقيقة".
وبيّنت أن "هناك الكثير من الطرق لحل تلك الأزمات، ولكن النظام لا يراها"، مشيرة إلى أن "عدم وجود حزب الشعب الجمهوري في السلطة، أحد أسباب هذا المسار السيء الذي يمر به الاقتصاد".
3 ملايين شخص عزفوا عن البحث عن وظائف
في سياق متصل، ذكرت بوكه أن التقرير الأخير الصادر عن اتحاد نقابات العمال الثورية التركي(DİSK)، يشير إلى أن هناك 3 ملايين مواطن عزفوا عن البحث عن وظائف".
واستطردت قائلة :"تركيا يوجد بها حاليًا 18 مليون عاطل عن العمل، كما أن معدلات التضخم بها مرتفعة للغاية وتتكون من رقمين عند مقارنتها ببلدان أخرى، ونعرف جميعًا أن هذا انعكس وسيواصل انعكاسه على حياة المواطنين".
وأفادت بوكه كذلك أن "حالة اليأس التي بات عليها الأتراك تعتبر مؤشرًا آخرًا على انهيار الاقتصاد وسقوطه في الهاوية، فلقد فقد المواطنون الأمل في ذلك النظام، وباتوا يعزفون عن البحث على عمل رغم حاجتهم إليه".
وشددت على أنه "إذا لم يتم تغيير نظام الرجل الواحد، فإن الأزمة الاقتصادية ستتعمق"، مضيفة "فتركيا لن تبقى أسيرة لنظام العدالة والتنمية".
ونهاية الأسبوع الماضي، سجل سعر صرف الليرة التركية هبوطا تاريخيا غير مسبوق، إلى متوسط 7.3 ليرات لكل دولار واحد، وهو سعر لم يسبق وأن تم تسجيله حتى في أوج الأزمة الدبلوماسية التركية الأمريكية في أغسطس/آب 2018.
وكالات الأنباء الاقتصادية الدولية، مثل بلومبيرغ، قالت إن أساس الاضطرابات التي تمر بها الليرة يعود إلى المخاوف بشأن مستوى احتياطيات تركيا من النقد الأجنبي، وموجة قوية من خفض أسعار الفائدة والتي أدت إلى تدفق رأس المال الأجنبي إلى الخارج.