كاتب تركي: حزب باباجان ينطلق الشهر الجاري وجول من مؤسسيه
الحزب الجديد سيضم كلا من الرئيس السابق عبدالله جول، ووزير الداخلية الأسبق بشير آطلاي، ونائب رئيس الوزراء الأسبق محمد شمشك
كشف كاتب تركي عن أن الحزب الجديد لنائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان، سيتم الكشف عنه في وقت لاحق من سبتمبر/أيلول الجاري، مشيرًا إلى أن الرئيس السابق عبدالله جول سيكون من ضمن أعضائه.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الكاتب الصحفي فهمي كورو، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة "خبر ترك" التركية، الجمعة، وتطرق فيها إلى الحديث عن التطورات السياسية التي تشهدها البلاد؛ لا سيما فيما يتعلق بما يجري داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتداعيات الانشقاقات الأخيرة على مسيرة الحزب.
ملامح الحزب الجديد
قال كورو في تصريحاته إن "الحزب الجديد سيضم كلا من الرئيس السابق عبدالله جول، ووزير الداخلية الأسبق بشير آطلاي، ووزير المالية نائب رئيس الوزراء الأسبق محمد شمشك، ورئيس المحكمة الدستورية السابق هاشم قليج".
وتابع قائلا "وأعتقد أنهم سيخرجون أمام الرأي العام التركي في وقت لاحق سبتمبر الجاري، للإعلان عن الحزب الجديد".
ولفت كورو إلى أن باباجان قام خلال الفترة الماضية بإجراء مفاوضات ومقابلات مع أكثر من 100 اسم من الشخصيات المعروفة داخل العدالة والتنمية؛ لمعرفة آرائهم حول مسار الحزب الجديد، والاستراتيجية التي سيتبناها.
وتابع قائلا "ومن بداية تحرك باباجان والجميع يعلم أن جول يؤيده في توجهه؛ لكن قيادة الحزب ستكون لدى الأول، ومن ثم فسيكون جول ضمن الكادر المؤسس للحزب الجديد، فلا مانع من ذلك على الإطلاق".
وأضاف "وكذلك وجود شخص مثل بشير آطلاي أمر ضروري بحكم أنه موظف دولة تولى العديد من المهام داخل العدالة والتنمية، وحمل حقيبة الداخلية، ونفس الشيء بالنسبة لمحمد شمشك الذي تولى وزارة المالية من قبل، وتقلد منصب نائب رئيس الوزراء أيضًا".
الانشقاقات وسياسة أردوغان
تجدر الإشارة إلى أن خروج نظام أردوغان وحزبه عن مسار القيم والمبادئ التي تأسس عليها الحزب، وانتهاكاته حقوق الإنسان، كانت بمثابة الدوافع لإعلان عدد كبير من قياديي ومؤسسي الحزب رفضهم للسياسات التي يتبناها العدالة والتنمية، وأعربوا عن رغبتهم في تشكيل كيانات وأحزاب سياسية جديدة لمواجهة أردوغان.
ولم يكتف المعارضون لأردوغان من داخل الحزب بذلك، بل خرجوا في أكثر من مناسبة ببيانات مختلفة أكدوا من خلالها مدى تحول الحزب الحاكم إلى أداة بيد أردوغان ليحقق بها مطامعه الشخصية، حتى وإن جاء تحقيق ذلك على حساب الديمقراطية، والوضع الاقتصادي للبلاد.
وردًا على هذه التحركات، والانتقادات خرج أردوغان على الجانب الآخر؛ ليرد على تلك الانتقادات؛ ليس بتوضيح حقيقة الأمور، وإنما بكيل الاتهامات لمعارضيه، وتهديده لهم بالطرد من الحزب.
حيث أعلن العدالة والتنمية، الإثنين الماضي، في بيان صادر عنه أن "اللجنة التنفيذية المركزية بالحزب قررت خلال اجتماعها الذي انعقد بقيادة أردوغان 2 سبتبمر/أيلول، وبإجماع الآراء إرسال طلب للجنة الانضباط من أجل فصل الرباعي أحمد داود أوغلو، وأيهان سفر أوستون، نائب الحزب السابق عن مدينة سكاريا(غرب)، وسلجوق أوزداغ، النائب البرلماني السابق عن ولاية مانيسا(غرب)، والذي شغل لفترة نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، وأحد الأسماء المقربة من داود أوغلو.
والجمعة، أرسلت لجنة الانضباط بالعدالة والتنمية إعلانًا على داود أوغلو، والأشخاص الثلاثة الآخرين للمثول أمامها، من أجل الرد على ما ورد في حيثيات طلب اللجنة المركزية الخاص بفصلهم.
وأدى هذا القرار إلى كثير من ردود الأفعال التي اجتمعت على أن الحزب الحاكم في طريقه إلى مزيد من الانهيار والتفكك؛ لا سيما أن الحزب يشهد تصدعًا كبيرًا؛ بسبب انشقاق عدد من قيادييه السابقين، أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان، الذي يتجه رفقة آخرين لتأسيس حزب سياسي جديد لمناهضة أردوغان وسياساته.
وفي 8 يوليو/تموز الماضي قدم باباجان استقالته رسمياً من "العدالة والتنمية"، في خطوة كان لها بالغ الأثر على الحزب الحاكم الذي يعاني من انشقاقات متتالية؛ اعتراضاً على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
كما يسعى داود أوغلو لتأسيس حزب سياسي جديد؛ لنفس الأسباب التي دفعته في أكثر من مناسبة لتوجيه انتقادات مباشرة للحزب وأردوغان علانية.
نواب الحزب الحاكم ينشقون
وعلى وقع انشقاق باباجان، كشفت وسائل إعلام تركية مؤخراً، عن نية 40 برلمانياً منتمين للحزب الحاكم الانضمام إلى الحزب الجديد.
كما أن 89 عضواً بأمانة حزب العدالة والتنمية في مدينة غازي عنتاب(جنوب)، قدموا في يوليو/تموز الماضي استقالتهم من الحزب، على وقع تراجع أداء الحزب وخسارته بلديات مهمة خلال الانتخابات المحلية الأخيرة، وقالت العديد من التقارير الصحفية، إنهم يعتزمون الانضمام لحزب باباجان الجديد.
وسارع 4 وزراء سابقين منتمين لحزب أردوغان، الشهر الماضي، إلى تأييد باباجان في خطوته الجديدة.
ويعتزم 40 نائباً من الكتلة البرلمانية للعدالة والتنمية الانضمام لحزب نائب رئيس وزراء تركيا السابق، الذي يؤسس له رفقة رئيس البلاد السابق عبدالله جول، وفقاً لتقارير صحيفة محلية.
ويُرجع النواب الذين يعتزمون الاستقالة من العدالة والتنمية، اتجاههم لهذه الخطوة، إلى إصرار أردوغان على سياساته القائمة حاليا في المجالات كافة.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg جزيرة ام اند امز