انقلاب على الأصدقاء.. أردوغان يصفي حساباته مع منافسيه
مجلس إدارة حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة أردوغان طالب باستبعاد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو و3 نواب سابقين عن الحزب
حالة من الارتباك تضرب المشهد السياسي التركي، في ظل سلسلة من الانشقاقات داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.
المشهد الضبابي شهد خطوات تصعيدية من جانب أردوغان ضد عدد من الأصدقاء المقربين أبرزهم رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.
الانقلاب على الأصدقاء
فمجلس إدارة حزب العدالة والتنمية الحاكم، طالب باستبعاد رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو و3 نواب سابقين عن الحزب، وهم: أيهان سفر أوستون- نائب سابق عن بلدية صقاريا، وسلجوق أوزداغ- نائب سابق عن بلدية مانيسا، وعبدالله باشجي- نائب سابق عن بلدية إسطنبول، جاء ذلك خلال اجتماع مجلس إدارة الحزب، الذي انعقد، الإثنين، برئاسة أردوغان.
وكان سلجوق أوداغ كشف الأسبوع الماضي، عن أن أردوغان قاد انقلابا ضد أحمد داود أوغلو في 2016، موضحا أن "انقلاب الرئيس التركي جاء في مسعى منه لتكريس جميع السلطات في يديه".
وأضاف "أوداغ" الذي كان أحد أعضاء فريق أوغلو، أن "أردوغان ورفاقه قاموا بالانقلاب على أوغلو؛ لأنه "أي أردوغان" كان يريد أن يتولى منصب رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب في الوقت نفسه، ولم يتفق مع داود أوغلو في العديد من القضايا".
وأشار إلى أن "هذا الانقلاب بدأ بالتدخل في مهام داود أوغلو، وبعدها بدأت الاختلافات تدب بين الطرفين، مثل الاختلاف في قضية اختيار قائمة النواب وتعيين الوزراء، والاختلاف الآخر كان حول قانون الشفافية الذي يمنع السرقة والفساد والرشاوى".
الاستبعادات التي شنها حزب أردوغان جاءت في الوقت الذي يعاني فيه الحزب من زلزال الانشقاقات المستمر، فمنذ أيام أعلن 3 وزراء سابقين من حزب "العدالة والتنمية" استقالاتهم، ما زاد من عمق أزمة العدالة والتنمية.
الوزراء الذين استقالوا من الحزب هم وزراء العدل والداخلية والصناعة والتجارة الخارجية السابقون في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، سعد الدين أرجين وبشير أطالاي ونهاد أرجون.
وكان عبدالقادر سلفي الكاتب التركي المقرب من أردوغان، كشف في مايو/ أيار الماضي أن الأخير يدرس حاليا فصل رئيس وزراء البلاد الأسبق أحمد داود أوغلو من الحزب وإسقاط عضويته.
وقال سلفي، في مقال نشره بصحيفة "حرييت" الموالية للنظام، إن "أردوغان خلال اجتماع مجلس إدارة الحزب، الجمعة، تطرق إلى تعليقات عبدالله جول وأحمد داود أوغلو على قرار اللجنة العليا للانتخابات خلال اجتماع مجلس إدارة الحزب، والاجتماع الحادي عشر له في إسطنبول".
أوغلو يكشف دفاتر الإرهاب
"القيم الأساسية لحزب العدالة والتنمية تغيرت".. بهذه الكلمات بدأ رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، في كشف العديد من ملفات الفساد والإرهاب للحزب الحاكم بقيادة أردوغان.
فبعد الانشقاقات التي ضربت الحزب، أعلن أوغلو، أنه سيكشف قريباً في برنامج تلفزيوني أخطاء الرئيس أردوغان، ويفضح علاقته بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وأوضح الكاتب الصحفي صباح الدين أونكبار، في مقال له على الموقع الإخباري التركي "أوضة تي في"، الأربعاء، أن "أوغلو كشف عن نيته هذه خلال لقاء جمعه مؤخراً بنائب رئيس الوزراء السابق، علي باباجان، الذي انشق عن العدالة والتنمية قبل نحو أسبوع، ويستعد لتأسيس حزب سياسي جديد".
وحول ما سيكشف عنه داود أوغلو خلال ظهوره في التلفزيون، قال الكاتب: "سيقدم وثائق خاصة بمجلس الأمن القومي التركي توضح أن السياسات التي اتبعتها تركيا لسنوات بشأن سوريا والإخوان خاصة بالرئيس أردوغان، ولا علاقة له بها".
ودأب داود أوغلو خلال الآونة الأخيرة على توجيه انتقادات حادة لحزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان، بسبب السياسات التي يتبناها الأخير ورجاله.
وأكد داود أوغلو في يونيو/ حزيران الماضي، أنه سيواصل انتقاداته للحزب وتسليط الضوء على أية أخطاء يراها، مضيفاً "فأنا كمواطن تركي سأواصل الحديث عن أية أخطاء أراها".
وتشهد الأروقة السياسية منذ عدة أشهر مزاعم حول اتجاه الرئيس التركي السابق عبدالله جول وعدد من قيادات حزب العدالة والتنمية، ومن بينهم داوود أوغلو وعلي باباجان وزير الاقتصاد الأسبق، لتأسيس حزب سياسي جديد، احتجاجاً على السياسات التي يتبعها أردوغان وحزبه العدالة والتنمية.