آلاف الأتراك يعتصمون ضد بيع مصنع الدبابات لقطر
الاحتجاجات جاءت تلبية لدعوة المعارضة لتنظيم اعتصام ومظاهرات ضد قرار خصخصة وبيع مصنع الدبابات التابع لوزارة الدفاع لقطر.
شهدت مدينة سكاريا غربي تركيا، مظاهرة واعتصاماً استمر نحو 12 ساعة بمشاركة آلاف الأتراك؛ اعتراضاً على خصخصة "مصنع الدبابات" وبيعه لقطر.
- 3 أسباب تفضح خضوع "الحمدين" لأردوغان بصفقة "الدبابات المشبوهة"
- الاحتلال المقنع.. تركيا تفتتح قاعدة عسكرية جديدة في قطر
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، الأربعاء، جاءت هذه المظاهرة تلبية لدعوة المعارضة لتنظيم اعتصام ومظاهرات، الثلاثاء، في ميدان "كنت" في بلدة "آضه بازاري" التابعة لمدينة سكاريا عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه.
الاعتصام جاء احتجاجاً على قرار خصخصة مصنع الدبابات التابع لوزارة الدفاع في المدينة، وشارك فيه عدد من قيادات حزب الشعب الجمهوري المعارض وبرلمانيين عن الحزب.
رئيس كتلة النواب التابعين لحزب الشعب الجمهوري المعارض بالبرلمان ونائب الحزب عن سكاريا، أنغين أوزكوتش، قال على هامش الاعتصام في تصريحات صحفية إن "القضية ليست قضية خصخصة مصنع، وإنما قضية وطن بأكمله".
وتابع قائلاً: "مصنع صفائح الدبابات كان قد أسند لشركة تشغيل المصانع العسكرية والترسانات التركية (أسفات) بالقرار الجمهوري رقم 1105، لكن في حقيقة الأمر كان هذا الإسناد بمثابة حيلة تم اللجوء إليها لنقل المصنع العسكري إلى قطر".
وأضاف المعارض التركي قائلاً "نظراً لأنه لم يتبقَ في تركيا شيء للبيع، لجأ النظام إلى بيع المصانع العسكرية. وهذا المصنع ملك للدولة والشعب وليس للبيع بأي حال من الأحوال".
وشدد أوزكوتش على "ضرورة أن تكون تركيا متيقظة لوقف تلاعب النظام بمقدراتها، فالأمر ليس قاصراً على مصنع الدبابات فقط، فهناك كثير من الموراد المدفونة تحت الأرض يعطى حق الكشف عنها لشركات أجنبية، كإحدى الشركات الكندية التي تنفذ مشروع منجم الذهب بولاية (جناق قلعه) بعد حصولها على تصريح من وزارة الطاقة والموارد الطبيعية".
واستطرد في السياق نفسه قائلاً: "علينا أن نقف جميعاً في وجه هذه الصفقات المشبوهة، ونحمي هذا الوطن".
والإثنين الماضي، ذكرت صحيفة "جمهورييت" المعارضة أن الحكومة التركية قررت نقل مصنع صفائح الدبابات، الذي يعتبر أحد أكبر مصانع الدبابات والمنصات العسكرية بالبلاد، إلى شركة "أسفات" وهي شركة قطاع عام.
وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار جاء للتحايل على الرأي العام التركي، بعد أن أثارت عملية خصخصة المصنع بشكل مباشر، عاصفة من الانتقادات داخل المجتمع.
وتكمن الحيلة هنا في أن شركة "أسفات" ستقوم بدورها بتأجير المصنع لشركة "بي إم سي" للصناعات الدفاعية التركية، وهي شركة خاصة تمتلك دول أجنبية نسبة كبيرة من أسهمها.
وذكرت الصحيفة أيضاً أن إجراءات تأجير هذا المصنع، الذي يُعد أحد أكبر المصانع العسكرية المهمة التي تمتلكها القوات المسلحة التركية إلى القطاع الخاص، تُدار بصمت وبخبث شديد، موضحة أن لديها معلومات تفيد بأن المصنع سيتم نقله رسمياً إلى شركة "أسفات"، الأربعاء.
وكانت الجريدة الرسمية التركية قد نشرت بعددها الصادر بتاريخ 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، قراراً لرئيس الجمهورية أردوغان، ينص على ضم مديرية مصانع الصيانة الرئيسية الأولى التابعة للمديرية العامة للمصانع العسكرية التابعة لوزارة الدفاع إلى برنامج الخصخصة.
وكان أردوغان قد أوضح في تصريحات سابقة أنه سيتم بيع المصنع إلى شركة (بي إم سي) متعددة الجنسيات التي يمتلكها رجل الأعمال أدهم صانجاك الذي يعرف نفسه بأنه عاشق أردوغان؛ إلا أن الشريك الأكبر في الشركة المذكورة هو الجيش القطري بقيمة 49.99%.
يذكر أن شركة “بي إم سي” العسكرية تجمع شركات تتخذ من تركيا مقراً لها، وتضم شركة “راينميتال” الألمانية العملاقة لتصنيع السلاح بنسبة 40%، مع العلم أن قطر تمتلك في الشركة الألمانية أسهماً، بالإضافة إلى شركتين من تركيا وماليزيا.
aXA6IDE4LjIyNS45NS4yMjkg
جزيرة ام اند امز