"نقطة تحول".. هل يحسم العالم همومه المناخية في "غلاسكو"؟
ما إن انطلقت قمة فعاليات قمة المناخ (كوب 26) بغلاسكو، الأحد الماضي، حتى انفجرت مشاعر القلق بين المهمومين بمصير الكوكب.
من رئيس القمة، إلى قادة دول عظمى ومؤسسات دولية، اتفق الجميع على أن "قمة غلاسكو" يجب أن تكون نقطة التحول التي تحسم الهموم المناخية الرئيسية وتطمئن العالم على مستقبل كوكبه.
- المناخ العالمي "يدخل في المجهول" بعد 7 سنوات شديدة الحرارة
- قمة غلاسكو.. جونسون يخشى انهيار جهود إنقاذ المناخ
والقمة التي تنعقد على مدار أسبوعين كاملين، تختلف عن القمم السابقة في أنها لا تستهدف مثلا الوصول إلى معاهدة أو اتفاقية كتلك التي اتفق عليها العالم في باريس، لكنها رغم ذلك ستمضي في مسارات تفاوضية أعقد وعلى جوانب مختلفة لتحقيق أفضل تعهدات ممكنة من الدول والشركات والمستثمرون.
هموم مناخية قاسية.. وغلاسكو "الأمل الأخير"
ولدى افتتاح قمة الأمم المتحدة للمناخ، حذر ألوك شارما رئيس القمة من أن العالم دخل بالفعل في مرحلة خطرة نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وحال استمر الوضع فإن بعض الدول ستغرق.
وأعلن شارما خلال الافتتاح أن هذه القمة هي "الأمل الأخير والأفضل" لحصر الاحترار بـ1.5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحا في اتفاق باريس.
وقال: "نحن بالفعل في ظاهرة الاحتباس الحراري عند 1.1 درجة فوق مستويات ما قبل التصنيع.. عند الوصول إلى 1.5 درجة ستكون ثمة دول في العالم تحت المياه، ولهذا السبب نحتاج إلى التوصل إلى اتفاق هنا حول كيفية معالجة تغير المناخ خلال العقد المقبل".
وتابع: "نحتاج ونحن نخرج من غلاسكو أن نقول بمصداقية إننا حافظنا على هدف 1.5 درجة".
المناخ إلى المجهول
ومن جهتها، قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن المناخ العالمي "دخل في المجهول" بعد أن مر بسبع سنوات هي الأشد حرارة.
وحسب المنظمة، فإن السنوات السبع الممتدة بين 2015 و2021 هي على الأرجح أكثر الأعوام حرا تسجل حتى الآن.
ومن ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إن هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ "يكشف أن كوكب الأرض يتحول أمام أعيننا".
وتابع: "من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب".
انهيار جهود السنوات الطويلة
أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فيخشى من انهيار جهود إنقاذ المناخ بالكامل حال فشلت قمة غلاسكو التي يرى أنها يجب أن تكون بمثابة نقطة تحول.
وقال جونسون، إن الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لمعالجة تغير المناخ والتي تعود إلى عشرات السنين قد تبوء بالفشل إذا لم تنجح مفاوضات الأمم المتحدة في غلاسكو.
وأضاف: "الدول الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات الهائلة والراهنة لم تقم بعد بالعمل الذي يتعين عليها القيام به".
وتابع "إذا كنا نرغب في الحيلولة دون فشل كوب26 فيجب أن نتخذ سلوكا مغايرا ويجب أن أكون واضحا في القول إنه إذا فشلت قمة غلاسكو فسوف تبوء العملية كلها بالفشل".
نقطة تحول
ولأجل كل هذه المخاوف، يتفق الجميع على أن قمة غلاسكو يجب أن تكون نقطة تحول في مسار العمل المناخي.
وسيُقاس نجاح القمة بالبحث حول ما إذا كان العالم سيتمكن من الحفاظ على هدف قصر الزيادة في ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض على 1.5 درجة مئوية.
ويقول العلماء إن قصر الزيادة في حرارة الكوكب على 1.5 درجة مئوية يستلزم خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% بحلول عام 2030 عما كانت عليه في 2010 والوصول إلى الصافي الصفري بحلول 2050.
أما التعهدات الحالية فستؤدي إلى زيادة الانبعاثات بنسبة 16% بحلول 2030.
باريس للخطوبة وغلاسكو للزفاف
وستستخدم قمة كوب26 ثلاثة عناصر لمحاولة توجيه العالم لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
وأول هذه العناصر هو رسم خطة تعمل الدول بمقتضاها على التعجيل بالوفاء بتعهدات خفض الانبعاثات في السنوات المقبلة.
أما العنصر الثاني فهو المال، حيث ستحتاج قمة كوب26 إلى الخروج بخطة جديدة لضمان الوفاء بهدف تخصيص 100 مليار دولار سنويا.
كما ستبدأ القمة مفاوضات من أجل وضع هدف جديد لتمويل المناخ لعام 2025 والقواعد اللازمة للتأكد من ضمان التزام الدول الغنية بسداد ما عليها.
والأولوية الثالثة لقمة كوب26 هي استكمال المفاوضين القادمين من قرابة 200 دولة موقعة على اتفاقية باريس القواعد اللازمة لتنفيذها.
وقالت جينيفر مورجان رئيسة منظمة جرين بيس (السلام الأخضر) "باريس كانت حفل الخطوبة. أما الآن فنحن في حفل الزفاف، في انتظار أن تقول الدول الرئيسية والمؤسسات ’قبلت الزواج’".
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA==
جزيرة ام اند امز