بالصور.. توت عنخ آمون .. قصة فرعون اشتهر بكنوزه
لم يكن توت عنخ آمون معروفا كثيرا قبل عام 1922 عندما اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مقبرته شبه مكتملة في وادي الملوك بالأقصر.
بعد 7 أعوام من عمليات التنقيب وفي محاولته الأخيرة، عثر عالم الآثار البريطاني وخبير علوم المصريات، هوارد كارتر، عام 1922، على أكبر اكتشاف أثري في تاريخ مصر.. إنها مقبرة توت عنخ آمون.
- مصر.. اكتشاف مقبرتين بالأقصر تعودان إلى 3500 عام
- بالفيديو.. استنساخ "ثلاثي الأبعاد" لمقبرة الملك سيتي في سويسرا
كان نب خبرو توت عنخ آمون الذي يعني اسمه باللغة العربية القديمة "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة، أحد فراعنة الأسرة الـ18 والأخير الذي يحمل الدم الملكي في هذه الأسرة، حيث حكم نحو 9 أعوام في القرن الرابع ق.م، ويتمثل إنجازه الأكبر في إعادته للبلاد عبادة آلهة مثل آمون وأوزوريس بعد فترة والده أخناتون التي كان يعبد فيها الإله آتون.
ولم يكن يعرف عن توت عنخ آمون الكثير قبل نوفمبر/تشرين الثاني عام 1922، عندما اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر مقبرته شبه مكتملة في وادي الملوك بمدينة الأقصر، والتي عثر بداخلها على أكبر كنز من هذه الفترة العظيمة في التاريخ القديم، ليتحول توت عنخ آمون إلى أحد أشهر الفراعنة بفضل كنوزه.
ولم يتلق هوارد كارتر (1874-1939) الذي تربى في عائلة فنية تعليما رسميا، وتوجه عندما كان لديه 17 عاما إلى الإسكندرية وشارك في عدة عمليات تنقيب حتى عُين في عام 1899 كبير مفتشي الآثار في مصر العليا.
وتعرف كارتر على الأرستقراطي البريطاني جورج إدوارد ستانهوب مولينكس هيربرت، أو اللورد كارنارفون، الذي كان يمول عمليات التنقيب في مدينة الأقصر (التي كانت تعرف وقتها باسم طيبة) والتي جعل كارتر مسؤولا عنها.
كان اللورد كارنارفون يرغب في العثور على مقبرة توت عنخ آمون وجعل هدفه هذا الشغل الشاغل لدى كارتر، لكن تعين عليهما الانتظار حتى يقرر تيودور ديفيز الوحيد الذي كان يحظى بتصريح للتنقيب في وادي الملوك ترك المنطقة في عام 1912 عند الاعتقاد أنه اكتشف جميع المقابر.
وبرغم جهود كارتر للعثور على المقبرة، فإن حملاته لم تحقق نتائج مهمة إزاء عدم رضا كارنارفون الذي وجه له إنذارا أخيرا، وفي الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1922 استأنف كارتر الأعمال ليكتشف سلما يؤدي إلى مقبرة توت عنخ آمون.
وبعث كارتر في السادس من نوفمبر برسالة إلى اللورد كارنارفون ذكر فيها "أخيرا حققنا اكتشافا رائعا في الوادي خاصا بمقبرة رائعة بآثارها التي لم تمسها يد الإنسان.. تهانينا".
بعيدا عن الخيال
ووصل اللورد كارنارفون وابنته ايفلين هيربرت في 23 من نوفمبر/تشرين الثاني 1922 إلى الأقصر، وفي اليوم التالي اكتشف كارتر أن لصوصا قاموا بالدخول إلى المقبرة وتركوا الباب مفتوحا، ما زاد من التوتر بين فريقه.
وفي 26 من الشهر نفسه، وبعد تجاوز أول وثاني بوابة، تم العثور على بوابة ثالثة مغلقة.
وقال كارتر: "في البداية لم يمكنني رؤية شيء فالهواء الساخن الخارج من المقبرة كان يعوق رؤيتي، لكن بعد ذلك بدأت تظهر ببطء بعض آثار المقبرة من تماثيل وقطع ذهبية"، وعندما سـأله كارنارفون "هل وجدت شيئا" قال "نعم، أشياء مذهلة".
وهكذا مرت قبل اكتشاف المقبرة، ثلاثة آلاف و262 عاما على دفن الفرعون وفقا للطقوس المصرية القديمة للسماح باستراحة روحه ومنع أي شيء من إزعاجه.
الموقع الأكثر جذبا للسياحة في مصر
استغرق فريق هوارد كارتر 10 أسابيع لاستخراج الكنوز من المقبرة واحتاج 10 أعوام من العمل لإمكانية تصنيف أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية كانت موجودة بداخل المقبرة المكونة من حجرة انتظار وملحق وحجرة ثانوية وحجرة الدفن.
وبرز بين القطع الأثرية التابوت الذي كان يتضمن مومياء الفرعون ويزن أكثر من 100 كجم من الذهب، والقناع الجنائزي الذي أصبح رمزا لتوت عنخ آمون ومصر، وخاصة المومياء التي سمحت عمليات تحليلها بتحديد أن الفرعون توفي إثر اصابته بالملاريا واضطرابات بالعظام وأنه كان ابن أخناتون.
وتتضمن محتويات المقبرة أيضا كرسي العرش المصنوع من الخشب والذهب والفضة والزجاج والعجلات التي تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر وأقواس، فضلا عن تابوت خشبي والتاج الملكي الذهبي المرصع بالأحجار شبه الكريمة والذي كان لا يزال على رأس المومياء عندما فتح كارتر المقبرة.
كما كان يوجد 314 تمثالاً من التماثيل المسماة المجيبة (الشوابتي) التي كانت توضع في المقبرة لكي تقوم بالعمل بدلاً من الملك في العالم الآخر .
وعثر أيضا بداخل المقبرة على 32 تمثالاً للملك وآلهة العالم الآخر من الخشب المذهب، بالإضافة إلى كثير من الصناديق المزخرفة بالمناظر الحربية ومناظر الصيد والترفيه والمقاصير الكبيرة من الخشب المذهب والمنقوش عليها مناظر من كتب العالم السفلي تصور علاقة الملك مع الشمس والمعبودات المختلفة.
وكذلك مجموعة من 143 قطعة من الحلي الذهبية المرصعة بأحجار شبه كريمة أغلبها يمثل معبود الشمس بأشكاله المختلفة والقمر أيضاً، فهناك الأساور والأقراط والخواتم والصدريات والدلايات، بل هناك درع صنع للملك من الذهب مرصع بالأحجار والزجاج الملون ومزخرف بأشكال المعبودات التي تحمي الملك وترعاه في حياته وبعد وفاته.
كما عثر هناك على مجموعة هائلة من الأواني التي صنعت من الألباستر، أهمها بالطبع ذلك الإناء الذي يمثل علامة الوحدة بين شطري البلاد يربطهما معبود النيل، كما يوجد هناك مصباح ليلى من الألباستر صنع بطريقة فنية رائعة تظهر صورة الملك مع زوجته عند إضاءته.
ولمساعدة الملك في رحلته للعالم الآخر أيضاً، صنعت له 3 أسرّة جنائزية لتحمله فوق ظهرها وتصعد به إلى السموات البعيدة.
واحتفلت مدينة الأقصر المصرية في 22 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمرور 90 عاما على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
وشارك في مراسم الاحتفال جورجيس كارنارفون حفيد اللورد كارنارفون، قائلا للصحفيين عند مدخل المقبرة: "كارتر وجدي كانا شخصين مختلفين تماما، لكنهما كان يعملان معا بشكل جيد للغاية، وتركا تراثا جميلا للشعب المصري".
واعترف جورجيس حول ما يعرف بـ"لعنة الفراعنة" بأن جده كان يؤمن بالخرافات وكان يقول لأحفاده إن والده توفي بشكل مفاجئ في القاهرة.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز