بعد 214 عاما من التغريد.. باريس تكتب شهادة وفاة "سوق الطيور"
لما يقرب من 214 عاما لم يتوقف تغريد طيور الكناري والبرقش والببغاوات في سوق الطيور بباريس، حتى إغلاقه في ديسمبر/كانون الأول 2022.
في بدايات القرن التاسع عشر وتحديدا في عام 1808، تم تأسيس سوق الطيور، على جزيرة إيل دو لا سيتيه بنهر السين.
السوق الذي يقام كل يوم أحد يجذب عشاق الطيور من السياح ومن سكان باريس أنفسهم، لكن هذه الصورة ستنتهي قبل نهاية عام 2022.
السوق سيتم إغلاقه لعدة أسباب، أبرزها ما أعلنت عنه بلدية باريس والتي قالت إن الإغلاق يتعلق بسلامة الطيور.
قرار إغلاق السوق اتخذ من قبل بلدية باريس في عام 2021، بعد حملة من منظمة معنية بحقوق الحيوان، لإغلاق السوق وتجديد الموقع، بعد أن تحول السوق لمركز لتهريب الطيور في باريس، حتى الطيور المهددة بالانقراض، علاوة على أن الظروف التي تعرض فيها الطيور لم تعد مقبولة.
وفقا لـ"فرانس برس"، قالت البلدية في بيان إنّ "آخر نقطة لبيع هذا النوع من الحيوانات في أملاك عامة بالعاصمة هي سوق الطيور المُنظمة كل أحد في سوق الزهور بمنطقة لي هال للتسوق في ليل دو لا سيتيه، لا تزال مُتاحة لعشرة تجار".
ولم يجد التجار في سوق مفرا من تغيير نشاطهم، منذ القرار الصادر في شباط/فبراير 2021 والذي يقضي بإنهاء ممارسة هذه التجارة.
وصوّت مجلس بلدية باريس لصالح حظر بيع الطيور والحيوانات الحية الأخرى في سوق الزهور التي تعود إلى القرن التاسع عشر ويُفترض أن يجري تجديدها بين سنتي 2023 و2025.
وقال كريستوف نجدوفسكي نائب رئيسة البلدية، المسؤول عن ملف الحيوانات، إن هذا القرار بتسجيل عمليات اتجار بالطيور كانت السوق تشكل "مركزاً لها"، بالإضافة إلى أنّ الظروف التي تُعرض فيها الطيور"غير مقبولة".
وكانت حماية الحيوانات وسلامتها موضوع جدل عام على مدى سنوات، خصوصاً مع تزايد بثّ جمعيات الرفق بالحيوان مقاطع فيديو مرتبطة بهذه المسألة.
وأطلقت جمعية "باز" (باري أنيمو زوبوليس) عريضة تطالب بإغلاق سوق الطيور جمعت نحو 3000 توقيع، على ما تقول المشاركة في تأسيس الجمعية أماندين سانفيسانس.
ورحّبت سانفيسانس بقرار البلدية الذي اعتبرته "خطوة متقدمة" في هذا المجال، مشيرةً إلى أن باريس "لا تزال تضم معرضين لبيع الحيوانات الأليفة" في أماكن تابعة للمدينة.
وذكّرت البلدية بأنها تبنّت في تموز/يوليو 2021 وثيقة لصالح سلامة الحيوانات تعهدت بموجبها "وقف كل عمليات بيع الحيوانات الحية في الأملاك العامة".