عصفور "تويتر" المتشوق لحرية "ماسك".. مهدد أوروبيًا من التحليق
في وقت يترقب فيه مستخدمو تويتر منح وهدايا المليادرير الأمريكي إيلون ماسك بوضع حرية التعبير أولوية، تسارع حكومات العالم المتقدم للتحذير.
إيلون ماسك.. مطلق حرية الرأي والتعبير
منذ اللحظة الأولى التي تحدث فيها إيلون ماسك عن نيته في الاستحواذ على تويتر وحتى لحظة نجاح الصفقة، يردد ماسك رغبته في أن يصبح تويتر منصة تتمتع بحرية الرأي بشكل مُطلق، وأن ذلك هو ما سيسمح للمنصة بالتطوّر والاستمرارية، دون خسارة أي من جمهورها.
ووصف ماسك نفسه سابقًا بأنه "مطلق لحرية التعبير" وتركت تعليقاته موظفي تويتر وآخرين يتساءلون عما إذا كان سيخفف من قواعد المنصة بشأن المحتوى المسموح به.
لم تكن تلك هي الفكرة الوحيدة التي تبناها ماسك، لقد تبنى أيضًا قضية إيقاف الروبوتات على تويتر قائلًا، عندما أصبح مالكًا للموقع سأوقف هذه الظاهرة أو سأموت بينما أحاول ذلك، وأمس أعلن رغبته في أن تتحول المحاورات في موقع تويتر إلى نظام الـ end to end encryption لضمان حماية وسرية أكبر للمستخدمين ورسائلهم، كما هو الحال في منصة Signal.
الاتحاد الأوروبي: شروطنا ستطبق
لكن يبدو أن الاتحاد الأوروبي متخوّف من نية "ماسك" في منح الحرية المطلقة، وقد أصدر أحد كبار المشرعين في الاتحاد الأوروبي تحذيرًا إلى إيلون ماسك، بعد ملكيته لتويتر مقابل 44 مليار دولار يوم الإثنين 25 أبريل 2022.
حذر مفوض الاتحاد الأوروبي للسوق الداخلية، تيري بريتون، ماسك من التراخي الشديد في تعديل المحتوى في تعليقات لصحيفة "فايننشال تايمز". وقال بريتون للصحيفة إنه يريد أن يتطلع على خطط ماسك وأن يكون هناك مزيدًا من الإشراف على المحتوى بشكل مريح.
وأوضح: "نحن نرحب بالجميع. نحن منفتحون ولكن بشروطنا." وقال المفوّض أن رسالته لإيلون أن للاتحاد الأوروبي قواعد يجب احترامها، وأن هي ما سيتم الالتزام به وليست قواعد ماسك.
كان بريتون أحد القوى الدافعة وراء قانون الخدمات الرقمية، وهو عبارة عن حزمة جديدة من تشريعات الاتحاد الأوروبي تم تمريرها يوم السبت، والتي تنص على قوانين أكثر صرامة بشأن كيفية قيام عمالقة التكنولوجيا بتعديل المحتوى على منصاتهم.
وقال إن مجلس إدارة تويتر سيتعين عليه الامتثال لقوانين أوروبا بشأن قضايا مثل الاعتدال والشفافية وخطاب الكراهية.
قال بريتون إنه إذا فشل تويتر في الامتثال، فقد يفرض الاتحاد الأوروبي غرامة على الشركة بنسبة 6% من إيراداتها السنوية أو حتى حظرها من العمل في أوروبا بالكامل. بالإضافة إلى النص على كيفية قيام الشركات بمراقبة المحتوى غير القانوني والضار ، تحتوي DSA على تشريعات من شأنها إجبار شركات التكنولوجيا على فتح خوارزمياتها للرقابة.
غرد ماسك في الشهر السابق على شرائه للشركة، قائلاً إن خوارزمية تويتر "يجب أن تكون مفتوحة المصدر" - مما يعني أنها ستكون متاحة للجمهور للتدقيق.
كرر بريتون تحذيره لماسك في تغريدة. وقال "سواء كانت سيارات أو وسائل التواصل الاجتماعي، فإن أي شركة تعمل في أوروبا تحتاج إلى الامتثال لقواعدنا - بغض النظر عن مساهمتها".
وأضاف: "السيد ماسك يعرف ذلك جيدًا. إنه على دراية بالقواعد الأوروبية الخاصة بالسيارات، وسوف يتكيف بسرعة مع قانون الخدمات الرقمية".
ووفقا لقانون الخدمات الرقمية الأوروبية فإن الشركات ملزمة بمنع ظهور أي محتوى ضار مثل المعلومات المضللة على منصاتها.
وأي منصة لديها أكثر من 45 مليون مستخدم ملزمة بتعيين عدد كبير من المتخصصين في التعامل مع المحتوى الضار بكل لغات دول الاتحاد الأوروبي. كما أن الشركات مطالبة بالتحرك الفوري للتعامل مع أي محتوى غير قانوني يتم نشره على منصاتها.
"خطاب الكراهية".. قناع لمهاجمة الصفقة أم تنظيمها؟
فيما حذر خبراء ألمان في مجال التكنولوجيا الرقمية من أن شراء الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لشركة موقع التواصل الاجتماعي تويتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطاب الكراهية عبر الإنترنت.
وقالت أنكه دومشيتبيرج المتحدثة باسم لجنة السياسة الرقمية في كتلة اليسار بالبرلمان الألماني في تصريحات نشرتها مجموعة آر.إن.دي الإعلامية الأربعاء 27 أبريل 2022 إن "استحواذ ملياردير واحد على منصة تواصل عالمية أمر بالغ الخطورة لأسباب عديدة... لآن إيلون ماسك لا يخفي ارتباطه بقصص ونظريات المؤامرة والدوائر اليمينية، فلا يمكن أن نتوقع خيرا كثيرا" من استحواذه على موقع تويتر.
وقالت ريناته كونست عضو حزب الخضر الألماني في تصريحات لمؤسسة "آر.إن.دي" إنه لا يجب أن يكون هناك تعارضا بين حرية التعبير والحماية ضد الإساءة والتمييز، وعلى منصات التواصل الاجتماعي ضمان الاثنين.
وأكدت كونست أنه رغم الجهود الكبيرة المبذولة فإن موقع تويتر يعاني من مشكلة كبيرة بالنسبة لخطاب الكراهية والتضليل.
وقالت كونست إن إعلان ماسك الاستحواذ على تويتر يؤكد أهمية تنظيم الاتحاد الأوروبي لعمل هذه المنصات من خلال قانون الخدمات الرقمية الذي تم تمريره مؤخرا.
وحذرت كونست من أنه "لا يمكننا أن نعتمد بسذاجة على مساهمين مليارديرات لحماية سيادة القانون والديمقراطية".
كما أعرب ينس تسيمرمان المتحدث باسم السياسة الرقمية لكتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البرلمان الألماني عن قلقه من استحواذ ماسك على تويتر وقال: "إيلون ماسك يروج لاستحواذ على تويتر بالحديث عن المزيد من حرية التعبير، لكن تركيز السلطة في (يد) شخص واحد لا يضمن ذلك".
وأضاف تسيمرمان: "الخطر الأكبر أن ماسك يمكن أن يسيء استخدام المنصة لتحقيق أغراضه وطموحاته السياسية".
في المقابل تبنى المتحدث باسم السياسة الرقمية في حزب الديمقراطيين الأحرار المؤيد للشركات مانويل هوفرلين مبدأ "ننتظر ونرى" حيث قال إنه من الأفضل انتظار خطوات ماسك التالية.