"تويتر" ينتفض عقب مصادرة كتب بليبيا بينها أعمال لمحفوظ ولكويلو وبراون
مصادرة لعشرات الكتب في شاحنة بمدينة المرج الليبية تثير زوبعة من ردود الأفعال.. تعرف عليها.
بلهجة بعيدة عن كتاباته السحرية الحالمة، خرج الكاتب البرازيلي باولو كويلو بقلق بالغ عبر "تويتر" ليصرح :" أتواصل مع السفارة البرازيلية.. لا يمكن أن أجلس مكتوف اليدين وأنا أراقب كتبي تحترق"، هكذا كان رد فعله الأول إزاء نشر تسجيل مصور لمديرية الأمن في مدينة المرج شرق ليبيا يُظهر عشرات الكتب المصادرة في شاحنة كانت تقوم برحلة بين طبرق وبنغازي (شرق).
تعبير "إحراق" الكتب الذي استخدمه صاحب "ساحر الصحراء" كان ينطوي على بعض المبالغة المقصودة، قصد بها التعبير عن خطورة خطوة مصادرة كتبه ضمن الكتب الأخرى التم تم مصادرتها والتي تم تصنفيها باعتبارها "إباحية" أو منافية لتعاليم الاسلام من جانب سلطات الأمن في شرق ليبيا.
تلى كويليو تغريدته تلك بأخرى يؤكد فيها على احترامه للدين الإسلامي، وأنه لا يمكن تحميله هذه التصرفات المتعصبة.
ماري فيزجيرالد، الصحفية البريطانية المختصة في الشأن الليبي، دوّنت هي الأخرى معتبرة أن مسألة إحراق الكتب التي أشار لها كويلو لا دليل عليها، مشيرة إلى أن دعماً كبيراً يحظى به الكاتب البرازيلي من خلال الليبين المتابعين لصفحته على "تويتر" والذين قدموا له الاعتذار عما حدث.
إلى جانب أعمال باولو كويلو، كان من بين الكتب المصادرة أعمال للأديب المصري نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للآداب، والفيلسوف الألماني نيتشه، والروائي الأمريكي دان براون.
من ناحية أخرى ندد عشرات الكتاب والمفكرين الليبين بمصادرة سلطات الأمن للكتب، ونشروا بياناً احتجاجياً بعد نشر صور للشاحنة المحملة بالكتب التي تم مصادرتها، التي حسب مسئولين أمنين وآخرين دينين في مدينة المرج تحتوي" غزواً ثقافيا لكتب عن الشيعة والمسيحيين، وأخرى عن السحر إضافة إلى روايات تحوي مقاطع إباحية منافية لتعاليم الإسلام"، حسب تصريحات أدلى بها مسعود الناثوري من مكتب الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة المرج التي نقلها موقع RT .
من بين الكُتاب المنددين بالمصادرة عزة المقهور وإدريس الطيب ورضوان بوشويشة، وقالوا في البيان الصادر عن اتحاد الكتاب، إنهم ضد هذه الخطوة "مهما كانت المبررات"، مؤكدين أنهم ينطلقون "من موقف مبدئي يرفض مصادرة الكتب والحجر على الرأي والتضييق على الفكر".
وأشار الموقعون على البيان إلى أن هذه المصادرة هي في المحصلة "نوع من الإرهاب الفكري، وجزء من الإرهاب بمفهومه العام".
وأثارت مصادرة الكتب مواقف مستنكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أطلق مستخدمون ليبيون وسم "#الكتب تقرأ ولا تصادر" عبر وسائل التواصل الاجتماعي.