تويتر في الغرب تحكمه منظومة اجتماعية ذات أطر سياسية واجتماعية وثقافية تختلف عن الشرق أو الشمال أو الجنوب
تويتر هو أحد التطبيقات الحيوية التي تنتشر في العالم بشكل مبهر وينتمي إلى هذا التطبيق ملايين البشر من مختلف بقاع الأرض، وعبر هذا التطبيق يعمد مشاهير العالم والرؤساء إلى تمرير أفكارهم وآرائهم بشتى أنواعها، ولكن السؤال المهم يقول هل يمكن لهذا التطبيق أن يكون جزءا من خلق الأزمات الاجتماعية والثقافة في العالم وخصوصا في البلدان العربية التي تجد نفسها أمام منظومة تقنية شديدة البساطة في الاستخدام ولكن شديدة التأثير في النتائج.
حق الشهرة في القرن الحادي والعشرين أصبح مشاعا وقد تصعد إليه فئات متنوعة بلا معايير تعليمية أو غيرها، وهذا ما يوجب على الدول والمجتمعات الاهتمام بشكل كبير بمشاهيرهم لأن العالم الآخر يرى أولئك المشاهير كممثلين لتلك المجتمعات كونهم يكسبون تلك الأعداد الهائلة من المتابعين
في العالم العربي وتحديدا في منطقتنا الخليجية صنع تويتر مجموعة من المسارات لأفراد حققوا متابعين بمئات الملايين ووصل بعضهم لملايين المتابعين، وهنا وجد هؤلاء أنفسهم أمام أمواج من البشر الذين يعيدون أو يعلقون على تغريداتهم، وفي الجانب الأهم فإن أولئك المشاهير حصلوا على أولئك المتابعين بدون ثمن ولم يبذلوا أي جهد يذكر في الحصول على ذلك العدد الهائل من البشر.
تويتر في الغرب تحكمه منظومة اجتماعية ذات أطر سياسية واجتماعية وثقافية تختلف عن الشرق أو الشمال أو الجنوب، وهذه حقيقة لا يمكن الجدل حولها. ولكن السؤال الأهم يتحدث عن الكيفية التي يوجد بها تطبيق عالمي كبير مثل تويتر في المنطقة الخليجية؟ تويتر في منطقتنا العربية - كما هو في كل العالم - قدم مشاهير ليس وفق معايير محددة، واستثنى من أولئك المشاهير أصحاب السياسة أو القادة الذين تكونت شهرتهم من مواقعهم السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية وتأثيراتهم الشخصية، وهذه الفئة من الأفراد يخضعون لمعايير تكتسب صفتهم الرسمية.
ما أجادل به هنا يدور حول أولئك الذين يحصلون على شهرة اجتماعية وفق قيم ومعايير لا يمكن تصنيفها في إطار محدد من المسؤولية المجتمعية، ومثل هؤلاء المغردون غالبا ما يرتكبون أخطاء كبرى تتعلق بقدرتهم على فهم الاتجاهات العامة في المجتمع سواء ثقافية أو سياسية أو اقتصادية، على الجانب الآخر أيضا يعاني الكثير ممن يقفون على قمة الشهرة في تويتر من فقدان التوازن على القمة التي يوفرها هذا التطبيق، فقد تنحدر بهم أخلاقهم مرات وقد تنحدر بهم أفكارهم أو آرائهم مرات أخرى.
ولأن مشاهير تويتر هم مشاهير غير رسميين، فبالتالي المطلوب منهم تغذية حساباتهم بالتغريد بشكل يومي. وقد أدى ذلك إلى كشف معايير أولئك المشاهير وقيمهم الأخلاقية بالإضافة إلى اكتشافنا أن قدرات بعضهم في فهم الواقع والاتجاهات سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الأخلاقية أيضا محدودة جدا.
حق الشهرة في القرن الحادي والعشرين أصبح مشاعا وقد تصعد إليه فئات متنوعة بلا معايير تعليمية أو غيرها، وهذا ما يوجب على الدول والمجتمعات الاهتمام بشكل كبير بمشاهيرهم لأن العالم الآخر يرى أولئك المشاهير كممثلين لتلك المجتمعات كونهم يكسبون تلك الأعداد الهائلة من المتابعين، ولا أعتقد أن هناك من محظور من أن تقيم المجتمعات لدينا دورات تأهيلية لأولئك المغردين الأشهر في المجتمع كونهم أصبحوا جزءا من أدوات المجتمع المؤثرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة