"نوتردام حية".. الترانيم تعود لكاتدرائية باريس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعهد بإعادة بناء الكاتدرائية في غضون 5 سنوات، وحتى الآن لم يتم دفع سوى 9% من 850 مليون يورو.
ترأس أسقف باريس ميشال أوبوتي، السبت، أول قداس في نوتردام منذ الحريق الذي دمر قسماً من الكاتدرائية قبل شهرين، بحضور نحو 30 شخصا فقط، نصفهم من رجال الدين.
وتضم الكاتدرائية ذخائر عدة أبرزها "إكليل الشوك"، الذي وضع على جبين المسيح قبيل صلبه حسب المعتقدات المسيحية، وتم إنقاذها من الحريق.
وقبيل بدء القداس، الذي ارتدى خلاله المصلون خوذات حماية، قال الأسقف أوبوتي إن القداس هو "للتذكير بأن هذه الكاتدرائية لا تزال قائمة، وللاحتفال بالهدف الذي تم تشييدها من أجله".
وإلى جانب المونسنيور أوبوتي حضر القداس خادم رعية الكاتدرائية المونسنيور باتريك شوفيه وعدد من الكهنة ومتطوعون وأشخاص يعملون في الورشة وعاملون في أبرشية باريس.
وكانت أبرشية باريس أعلنت أن المشاركة في القداس ستقتصر على عدد محدود من الأشخاص، حرصاً على سلامة المصلين، وتولت قناة "كي تي أو" الكاثوليكية نقل وقائعه مباشرة.
وتضرر جزء كبير من كاتدرائية نوتردام التي تمثل رمزاً في قلب العاصمة الفرنسية، في حريق أثار حملة تضامن واسعة في العالم لإنقاذ وترميم هذا الموقع الذي يرتدي طابعاً رمزياً كبيراً، ودمر الحريق مسلة الكاتدرائية وسقفها وجزءاً من قبتها.
وقال المونسنيور شوفيه إنه "تاريخ يرتدي طابعاً مهماً روحياً"، معبراً عن ارتياحه لتمكنه من إثبات أن "نوتردام حية بالتأكيد".
ومنذ الحريق يعمل بين 60 و150 عاملاً في الورشة، مواصلين نقل الركام وتعزيز البنية، وما زالت المنشأة في طور تعزيزها، أما أعمال تأمينها بالكامل فيمكن أن تستغرق أسابيع قبل إطلاق الأشغال الطويلة والمعقدة لترميمها.
وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة بناء الكاتدرائية في غضون 5 سنوات، وحتى الآن لم يتم دفع سوى 9% من المساهمات الموعودة، والبالغة قيمتها 850 مليون يورو.
ويفسر ذلك بأن التبرعات الصغيرة للأفراد يمكن تقديمها بدون أي شروط، لكن الشركات الكبرى والمجموعات عليها صياغة عقود حول تخصيص مساهماتها.
من جهتها، تنتظر الأبرشية جواب السلطات المدنية حول إمكانية فتح باحة المعلم أمام العموم، وأوضحت أنه في حال أعطت السلطات الضوء الأخضر "سيتم النظر بالاحتفال بصلاة المساء" فيها.
كذلك يمكن في حال الحصول على هذا الإذن وضع مزار مريمي في الباحة للحجاج والكهنة، يأوي تحت خيمة تمثالاً لمريم العذراء.
وفي عام 2017 زار نحو 12 مليون سائح كاتدرائية نوتردام، التي تُعد تحفة معمارية للفن القوطي، وتجري فيها أشغال منذ سنوات.
وإضافة إلى إكليل الشوك تحوي الكاتدرائية قطعتين أخريتين مرتبطتين بآلام المسيح، وهي جزء من الصليب، وأحد المسامير المستخدمة في صلبه.
والكاتدرائية مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ 1991، واكتسبت شهرة كبيرة بفضل رواية فيكتور هوجو "أحدب نوتردام" التي تم اقتباسها عدة مرات في السينما والعروض المسرحية الغنائية.