خبيرة دولية تكشف لـ«العين الإخبارية» عن القضيتين الأكثر إثارة للجدل في COP30
ما هي أكثر القضايا التي أثارت الخلافات في COP30؟
برزت العديد من القضايا الخلافية في أثناء مفاوضات "مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين" (COP30)، والذي انعقد في بيليم بالبرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وعلى الرغم من تعدد القضايا الشائكة والمشاحنات والتوترات التي تصاعدت في الساعات الأخيرة من المؤتمر، دفعت رئاسة المؤتمر لإمداد المؤتمر لنحو 27 ساعة عن الموعد المحدد مسبقًا لاختتام المؤتمر، إلا أنّ هناك قضايا محددة أكثر إثارة للجدل من غيرها. وهذا ما تُخبرنا بهما -من وجهة نظرها- "جيني ميللر"، المديرة التنفيذية للتحالف العالمي للمناخ والصحة في حديثها الخاص مع «العين الإخبارية».
تقول ميللر لـ«العين الإخبارية»: "كانت القضيتان الأكثر إثارة للجدل في COP30 هما تمويل التكيف، ووضع خطة عملية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".
لماذا التكيف؟
قبل أيام قليلة من COP30، خرج تقرير "فجوة التكيف لعام 2025: نفاد الموارد"، والذي صدر عن "برنامج الأمم المتحدة للبيئة" (UNEP)؛ مشيرًا إلى اتساع فجوة تمويل التكيف لتتراوح بين 284 إلى 339 مليار دولار. وبالفعل احتدت المناقشات خلال COP30 حول تمويل التكيف الذي سجل 26 مليار دولار فقط عام 2023، وظهرت دعوات في نص المونتراو لمضاعفة تمويل التكيف 3 مرات.
من جانب آخر، اشتعلت النقاشات على الطاولة البرازيلية حول مؤشرات التقدم في الهدف العالمي بشأن التكيف، لكن انتهى الأمر بالاتفاق على 59 مؤشرًا. وفي هذا الصدد، تقول "جيني ميللر" للعين الإخبارية: "يشير تمويل التكيف إلى التمويل الذي تحتاجه الدول النامية للتكيف مع أزمة مناخية ليست من صنعها. وبموجب اتفاقية باريس، التزمت الدول المتقدمة الغنية، التي تتحمل تاريخيًا الجزء الأكبر من الاحتباس الحراري، والتي لا تزال حتى اليوم تساهم بأكبر قدر من انبعاثات غازات الدفيئة للفرد، بتقديم هذا الدعم للتكيف".
وتتابع قائلة: "لكن الواقع أن الدول النامية ترزح تحت وطأة آثار تغير المناخ التي لا تملك الموارد اللازمة للاستعداد لها أو الاستجابة لها، ويعاني الناس ويموتون، وتُستنزف أنظمة الرعاية الصحية إلى أقصى حد. إلا أن التزامات الدول المتقدمة المتكررة بتوفير التمويل لم تُنفذ؛ كما أن معظم التمويل المتاح للدول النامية يأتي بأسعار فائدة مرتفعة تُثقل كاهلها بديون هائلة".
وتُضيف: "رغم التوصل إلى اتفاق لتوفير 300 مليار دولار سنويًا لتمويل التكيف مع تغير المناخ في الدول النامية بحلول عام 2035، إلا أن هذا الموعد أبعد بخمس سنوات من الموعد المقترح في البداية؛ ولا يتوفر حاليًا سوى حوالي 26 مليار دولار".
الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري
كان من المنتظر أن تُوضع خطة واضحة للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بعد أن خرجت الدعوة بصورة واضحة من COP28 في إكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة. لكن، لم يحدث ذلك، ما أثار حالة من الإحباط بعد الجلسة الختامية لـCOP30. على الرغم من دعم العديد من الأطراف لوضع خطة للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، إلا أنّ المؤتمر انتهى بدون الوصول إلى اتفاق، وتم تأجيل الحوار حول الوقود الأحفوري إلى حوار حول التحوّل عن الوقود الأحفوري بين يومي 28 و29 أبريل/نيسان 2026 في مدينة سانتا مارتا باستضافة مشتركة بين كولومبيا وهولندا.
وتعلق ميللر، قائلة لـ"العين الإخبارية": "أما القضية الخلافية الأخرى فكانت مقترحًا لوضع خارطة طريق للانتقال من الوقود الأحفوري، أو بعبارة أخرى، وضع خطة تنفيذية لتطبيق الالتزامات التي وافقت عليها الدول في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28). وقد أيدت أكثر من 80 دولة هذا المقترح، إلا أنه رُفض في نهاية المطاف، لا سيما من قبل المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى، بالإضافة إلى روسيا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز