شطران وحزن وفرح.. 50 عاما على أزمة قبرص
مع بزوغ صباح الـ20 من يوليو/تموز، دوت صافرات الإنذار في أنحاء العاصمة القبرصية نيقوسيا، لا لتنذر بقصف أو بحرب بل لتعيد للأذهان ذكرى «انشطار الجزيرة»، غير المعترف به دوليا، وتقسم المشاعر فيها بين الحزن والفرح.
وبينما ساد الحزن في صفوف القبارصة اليونانيين، احتفل القبارصة الأتراك بمرور 50 عاما على دخول تركيا شمال الجزيرة لتسيطر على ثلث مساحتها.
- قبرص.. هل تجر الجزيرة الصغيرة أوروبا لحرب غزة؟
- تركيا تعزز وجودها بشمال قبرص.. هل ترد على قرار واشنطن؟
تاريخ الأزمة
وبدأت الأزمة حينما نالت قبرص استقلالها عن بريطانيا في عام 1960، لكن الإدارة المشتركة بين القبارصة اليونانيين والأتراك سرعان ما انهارت ما أدى إلى انسحاب القبارصة الأتراك إلى جيوب وإرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.
وتمكنت قوات تركية عام 1974 من السيطرة على أكثر من ثلث مساحة الجزيرة ردا على «محاولة انقلاب» رعاها المجلس العسكري في أثينا وقتئذ سعيا لتوحيد الجزيرة مع اليونان، ما أدى لانتقال ما يزيد عن 160 ألف قبرصي يوناني إلى الجنوب.
وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون في استفتاء خطة مدعومة من الأمم المتحدة لتوحيد الجزيرة.
وانهارت آخر جولة محادثات لإعادة التوحيد في في كرانس-مونتانا بسويسرا عام 2017، ليصبح شمال قبرص منطقة انفصالية لا تعترف بها سوى تركيا، ويريد قادتها من القبارصة الأتراك نيل الاعتراف الدولي.
وفشلت عقود من المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في توحيد الجزيرة. وانهارت آخر جولة من محادثات السلام في 2017.
قيادات تركيا واليونان وقبرص على الخط
لإظهار دعم كل منهما لأحد الطرفين المتنافسين، حضر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس حدثين منفصلين في شطري الجزيرة.
وبين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي سلسلة من الخلافات، على الرغم من تحسن العلاقات بين تركيا واليونان في الآونة الأخيرة، لكن لا تزال قبرص نقطة مثيرة للنزاع.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يزور الشطر الشمالي من قبرص، السبت، في الذكرى الخمسين أنه "لا يرى أي فائدة في مواصلة المفاوضات برعاية الأمم المتحدة حول مستقبل الجزيرة المتوسطية".
وقال أردوغان في "شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، إنه "لا فائدة لأي طرف في القول لنواصل المفاوضات حيث تركناها في سويسرا قبل سنوات".
وأضاف أردوغان أن "ينبغي أن يجلس الجانب القبرصي التركي على الطاولة على قدم المساواة مع الجانب القبرصي اليوناني... (على هذا الأساس) نحن مستعدون للتفاوض والتوصل لسلام دائم وحلّ".
ومن المقرر أن يتابع أردوغان عرضا عسكريا احتفاليا في شمال نيقوسيا بمناسبة ما تصفه تركيا بأنه "عملية سلام وحرية".
وفي الجنوب، أقامت الكنائس مراسم لإحياء ذكرى القتلى، بمناسبة ما يسميها القبارصة اليونانيون "الذكرى السوداء".
والسبت، أكد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس أن "إعادة توحيد الجزيرة هو المسار الوحيد للمضي قدما، وذلك بعد 50 عاما على شطر الجزيرة المتوسطية إلى شطرين".
وأضاف خريستودوليدس، للصحفيين بعد مراسم دينية إحياء للذكرى في الشطر الجنوبي لنيقوسيا، أنه "لا خيار سوى إعادة التوحيد".