عامان من حكم هيثم بن طارق.. تهان إماراتية تتوج العلاقات الأخوية
تهانٍ إماراتية إلى سلطان عمان هيثم بن طارق، بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم، تجسد العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين.
وتحل، اليوم الثلاثاء، ذكرى مرور عامين على تولي سلطان عمان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، 11 يناير/كانون الثاني 2020، في وقت تشهد في السلطنة إنجازات جديدة في مسيرة نهضتها.
وبعث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برقية تهنئة إلى السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان وذلك بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم.
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيتي تهنئة مماثلتين إلى السلطان هيثم بن طارق.
تهان إماراتية تتوج الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتجسد قوة العلاقات بينهما.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في جميع المجالات في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد، واستمر الزخم في علاقات الأخوة والتعاون بين البلدين، وتزايدت وتيرته مع تولي السلطان هيثم بن طارق آل سعيد مقاليد الحكم، قبل عامين.
تعميق العلاقات
ويمثل تعميق العلاقات مع سلطنة عمان أولوية رئيسية لدى القيادة الإماراتية، وهو ما عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال أول لقاء جمعه مع السلطان هيثم بن طارق -لتقديم واجب العزاء في وفاة المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- وذلك غداة تولي السلطان هيثم الحكم 12 يناير/كانون الثاني 2020.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان كانت ولا تزال وستظل بإذن الله تعالى وإرادة قيادتهما.. قوية وراسخة لأن ما يجمع شعبي البلدين من روابط أخوية يضرب بجذوره في أعماق التاريخ ويستند إلى أسس متينة من الجوار الجغرافي والقيم والعادات والتقاليد المشتركة وعلاقات القربى والمصاهرة والعمق الاستراتيجي وغيرها من العوامل التي تكسب علاقات البلدين خصوصيتها وتميزها.
بدوره أكد السلطان هيثم بن طارق متانة العلاقات الأخوية التاريخية المتجذرة بين دولة الإمارات وسلطنة عمان وشعبيهما الشقيقين وحرص قيادتهما على مواصلة توثيقها لما فيه خير البلدين.. متمنيا لدولة الإمارات مزيدا من التقدم والتنمية والرفعة في ظل قيادتها الحكيمة.
زيارات ومباحثات
وتحل ذكرى مرور عامين على حكم السلطان هيثم بن طارق، في وقت يتزايد فيه التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة.فقبل شهر أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي مباحثات لتعزيز التعاون مع بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان في 5 ديسمبر /كانون الأول الماضي بأبوظبي، في أحدث سلسلة زيارات ومباحثات متبادلة بين الجانبين لدعم العلاقات وتنسيق الجهود وزيادة التعاون بينهما.
جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين دولة الإمارات وسلطنة عمان وسبل تطويرها وتنمية آفاق التعاون المشترك بما يعود بالخير على البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان وقيادتهما والحرص على تطويرها وتنمية التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة.
جاء هذا اللقاء بعد نحو أسبوعين من مباحثات جرت بين الوزيرين في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدولة الإمارات، وقبلها في 14 فبراير/شباط الماضي في مسقط.
وتأتي تهاني القيادة الإماراتية لسلطان عمان هيثم بن طارق، بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم، تأكيدا على متانة العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين التي شهدت نموا سريعا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وسلطان عمان هيثم بن طارق، لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
كما أجرى أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لسلطان عمان، زيارة لدولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استمرت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وقام برعاية احتفالات الجناح العماني في معرض "إكسبو 2020 دبي" بمناسبة اليوم الوطني الحادي والخمسين للسلطنة.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والممثل الخاص لسلطان عمان العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين دولة الإمارات وسلطنة عمان، وسبل تطويرها وتوسيع آفاقها بما يعود بالخير والنماء على البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات.
على الصعيد الاقتصادي، ترأس الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وفدا إماراتيا في زيارة لسلطنة عمان ١٨ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.
والتقى خلال الزيارة قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في السلطنة، وعددا من المسؤولين في القطاعات ذات الصلة.
تأتي هذه الزيارة ضمن العلاقات الأخوية والاستراتيجية مع سلطنة عمان، واستكشاف فرص التعاون المشتركة بين البلدين، وتوسيع آفاق الشراكة على جميع المستويات الحكومية والخاصة، خصوصا في قطاعات الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية للجودة وغيرها.
على صعيد التعاون العسكري، أجرى الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية زيارة إلى السلطنة في 16 أغسطس/آب الماضي، أجرى خلالها مباحثات لتعزيز التعاون العسكري وسبل تعزيزها بما يخدم أمن واستقرار المنطقة مع عدد من كبار المسؤولين من بينهم شهاب بن طارق بن تيمور آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع في سلطنة عمان.
وأكد الفريق الرميثي خلال اللقاء أن العلاقات الإماراتية العمانية تزداد تطوراً ورسوخاً في ظل دعم ورعاية قيادتي البلدين.
وعبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الاتصال عن تضامن دولة الإمارات مع سلطنة عمان، حكومة وشعبا ووقوفها إلى جانبها في مواجهة تداعيات هذه الحالة.
من جانبه شكر السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على مبادرته الطيبة وما أبداه من مشاعر أخوية صادقة تجاه سلطنة عمان وشعبها.
العلاقات القوية بين البلدين ظهرت جلية أيضا في الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي مع السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد معبرا عن تضامن بلاده مع السلطنة عقب الحالة المدارية "شاهين" التي شهدتها البلاد آنذاك.
إكسبو يعزز العلاقات
وتحل ذكرى مرور عامين على تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في وقت تشارك فيه عمان بإكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه دولة الإمارات والذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي، وأكبر حدث ثقافي في العالم.
وقام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في وقت سابق، بزيارة جناح سلطنة عمان، المقام في منطقة "التنقل" في مقر معرض إكسبو 2020 دبي، حيث أبدى إعجابه بتصميم الجناح الذي جاء مستوحى من أصالة التراث العماني العريق وارتباطه بمكونات البيئة العمانية ومن أهمها شجرة اللبان التي تم استلهام تصميم الجناح منها.
واطلع خلال الزيارة على المحتوى الذي يقدمه الجناح ويعكس في ملامحه إنجازات السلطنة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية، وبما يجسد رؤية "عمان 2040".
وأثنى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على إبداع العرض الذي قدمت من خلاله سلطنة عمان الشقيقة سردا إبداعيا يروي قصة النهضة الشاملة التي تشهدها السلطنة بقيادة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، متمنيا كل التوفيق والسداد للسلطنة قيادة وشعبا للوصول إلى مستويات التميز في مختلف المجالات.
أخوة ومحبة
علاقات المودة والأخوة والمحبة ظهرت جلية أيضا في فرحة السلطنة بإنجازات دولة الإمارات، والتعبير عن الفخر بها.
ولم تفوت السلطنة مناسبة إلا وعبرت فيها عن المكانة التي تحتلها دولة الإمارات لديها واعتزازها بإنجازاتها، في تعبير صادق عن حجم المودة والمحبة بين البلدين.
وهنأت سلطنة عمان دولة الإمارات بمناسبة فوزها باستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023.
وتستضيف دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر دول "COP 28" في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.
وسبق أن هنأ سلطان عمان دولة الإمارات بنجاح وصول "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ في فبراير/ شباط الماضي، واصفا إياه بالإنجاز العظيم لدولة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وللعرب عموما.
كما هنأت سلطنة عمان في يونيو/حزيران الماضي دولة الإمارات العربية المتحدة بانتخابها عضوا في مجلس الأمن الدولي للفترة "2022-2023".
علاقات تاريخية
وتستمد العلاقات الإماراتية-العمانية قوتها من جذورها التاريخية المتأصلة، وحرص قيادتي البلدين على دفعها نحو مزيد من التطور والتقدم، واستثمار الفرص المتاحة في هذا الشأن، بما يلبي طموحات الشعبين.
وتجمع البلدين الشقيقين علاقات اجتماعية وثقافية تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وقد مرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمضي بها قدماً.
وتعود العلاقات الإماراتية-العمانية لعقود مضت، وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، وتشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
كما تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات الثقافية والتربوية بينهما، معززة بتبادل الزيارات في مختلف المجالات الثقافية والتربوية بغرض الاستفادة من الخبرات، وتطوير مجالات التعاون.
وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين تماسكاً ورسوخاً في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وسلطان عمان هيثم بن طارق.
لغة الأرقام
وتترجم معدلات النمو المتزايدة لحجم التبادل التجاري والاستثماري المشترك، حالة التفاهم والترابط التي تجمع البلدين، إذ بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال العام 2020 نحو 42،3 مليار درهم، فيما بلغت نسبة النمو في حجم التبادل التجاري غير النفطي خلال النصف الأول من العام 2021 نحو 24،1 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام 2020، حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري من 18،98 مليار درهم إلى 23،56 مليار درهم.
وتشير البيانات و التقديرات الإحصائية إلى مزيد من النمو في حجم التجارة غير النفطية بنهاية 2021 ليصل لنحو 27%، فيما تعد دولة الإمارات ثالث أكبر شريك استثماري لسلطنة عمان على مستوى غرب آسيا.
وسجل حجم الصادرات الإماراتية إلى سلطنة عمان نموا بنسبة 18،1 بالمئة خلال النصف الأول من العام 2021 مقارنة بنفس الفترة من العام 2020، حيث ارتفعت قيمة الصادرات من 6،79 مليار درهم إلى 8،02 مليار درهم، وفي المقابل سجلت الاستثمارات العمانية المباشرة في دولة الإمارات نموا بنسبة 46،8 بالمئة مطلع العام 2020 مقارنة بمطلع العام 2019.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز