غواصة «تايب XXI».. سلاح «ثوري» هزمته ساعة الصفر

من بين الأسلحة التي راهنت عليها ألمانيا النازية في لحظاتها الأخيرة خلال الحرب العالمية الثانية، برزت الغواصة تايب XXI، المعروفة باسم
هل كان بإمكان الغواصة الكهربائية من طراز XXI إنقاذ ألمانيا النازية؟
من بين الأسلحة التي راهنت عليها ألمانيا النازية في لحظاتها الأخيرة خلال الحرب العالمية الثانية، برزت الغواصة تايب XXI، المعروفة باسم"إلكتروبوت" أو "القارب الكهربائي".
هذه الغواصة، رغم أنها لم تُسجّل أي نجاح قتالي فعلي، لكنها مثلت قفزة نوعية في تكنولوجيا الحرب تحت البحر. حتى إن مجرد ظهورها دفع الحلفاء إلى تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة الغواصات، خشية أن تتحول إلى تهديد يقلب موازين معركة الأطلسي.
ووفقا لتقرير مجلة ناشيونال إنترست، مثّلت هذه الغواصة نقلة من مفهوم "سفن السطح القابلة للغوص إلى غواصة حقيقية مصممة للعمل لفترات طويلة تحت السطح. وقد أتاح هيكلها الانسيابي، وبطارياتها العملاقة، ميزات جعلتها أشبه ببداية لعصر الغواصات الحديثة.
ابتكارات سبقت عصرها
كان لتايب XXI عدة خصائص جعلتها فريدة، مثل البطاريات ثلاثية السعة مقارنة بالغواصات السابقة، ما سمح لها بالعمل أياما كاملة تحت الماء. وأنظمة هيدروليكية تتيح إعادة تلقيم الطوربيدات بسرعة، دون الحاجة إلى الصعود للسطح. وتصنيع معياري يعتمد على تجميع الأجزاء في أحواض السفن بعد إنتاجها في مصانع متفرقة، لتسريع البناء رغم القصف. وتقنيات طلاء تمويهية ومواد ماصّة للموجات لتقليل فرص اكتشافها.
وبهذه المواصفات، كانت الغواصة قادرة نظريا على الإفلات من الرادار والسونار، ومهاجمة قوافل الحلفاء بسرعة تفوق قدراتهم على الرد. لكن هذا "التفوق الورقي" لم يجد فرصته ليُختبر على نطاق واسع.
أسباب الفشل
رغم اكتمال بناء أكثر من 118 وحدة، كانت غالبية هذه الغواصات تعاني من مشاكل تصنيع وتعطل في البطاريات، إضافة إلى نقص حاد في أطقم مدرّبة، حيث أدت الضغوط المتزايدة والقصف الجوي إلى تسريع الإنتاج على حساب الجودة.
وعندما خرجت أول غواصة من هذا الطراز في مهمة قتالية في أبريل/نيسان 1945، كانت ألمانيا على وشك الانهيار. وعندما رصدت طرادا بريطانيا بالفعل، لم تهاجمه لعلم قائدها أن الحرب انتهت عمليا. ومع استسلام ألمانيا بعد أسابيع، لم تُتح للغواصات الجديدة فرصة لخوض معركة حقيقية.
إذن، لم يكن الفشل بسبب التصميم أو الفكرة، بل بسبب الزمن، فقد وصلت الغواصة في وقت كانت ألمانيا قد فقدت فيه القدرة على المبادرة الاستراتيجية، وتهاوت بنيتها التحتية الصناعية أمام قصف الحلفاء.
إرث أبعد من الحرب
إذا كان لتايب XXI من دور بارز، فهو ليس في إطالة عمر الرايخ الثالث، بل في صياغة مستقبل الغواصات خلال الحرب الباردة. فقد استولى الحلفاء على عدد منها ودرسوها بدقة، واستلهم الاتحاد السوفياتي هيكلها الانسيابي في غواصاته من فئة ويسكي.
أما الولايات المتحدة فقد اقتبست منها كثيرا في غواصات تانغ. وحتى الغواصات النووية اللاحقة ورثت عنها فكرة أن الأداء الحقيقي يكمن في القدرة على البقاء والتحرك تحت الماء لا على السطح.
ويرى التقرير أن ظهور الغواصة قبل عامين فقط من استسلام ألمانيا، ربما كانت سيطيل معركة الأطلسي وتزيد خسائر الحلفاء، لكن من الصعب الجزم بأنها كانت ستغير مسار الحرب كليًا. إذ إن مشاكل ألمانيا لم تكن عسكرية فقط، بل اقتصادية وصناعية ولوجستية أيضا.
مواصفات غواصة "تايب XXI"
سنة الدخول للخدمة: 1944
عدد الوحدات المبنية: 118
الطول: 76 مترا
العرض: 8 أمتار
المحركات: محركا ديزل من نوع MAN معدّلان للعمل تحت الماء
السرعة القصوى: 15.6 عقدة (28.9 كم/س) على السطح
17.2 عقدة (31.8 كم/س) تحت الماء
المدى العملياتي: 28,700 كم على السطح
التسليح: 6 أنابيب طوربيد عيار 21 بوصة، 4 مدافع مضادة للطائرات عيار 20 ملم (للاستخدام السطحي فقط)
عدد الطاقم: 57 فردًا