الإمارات: 20 عاما من التحول الرقمي وراء الكفاءة في مواجهة كورونا
الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، استعرض التجربة الإماراتية في العالم الرقمي أمام الأمم المتحدة
تمكنت الإمارات من مواصلة العمل بكفاءة تشغيلية نسبتها 100% خلال أزمة جائحة كورونا، بفضل بيئة عمل افتراضية فعالة وفرتها الاستثمارات الحكومية في التحول الرقمي على مدى 20 عاما ماضية، وفقا لما أكده الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.
ولدى استعراضه التجربة الإماراتية الاستثنائية في العالم الرقمي أمام الأمم المتحدة، الجمعة، أوضح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم أن الإمارات تحرص دائما على تبني التغيير والتطوير، وتمتلك آلية تفكير تتطلب دوما صياغة المستقبل "من اليوم"، وفقا لوكالة أنباء الإمارات "وام".
- 100 مليار دولار فاتورة وصول الأفارقة إلى العالم الرقمي
- الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية يطلق مبادرة عالمية جديدة
وأضاف خلال مشاركته متحدثا رئيسيا في جلسة "خارطة الطريق للتعاون الرقمي" وهي المبادرة العالمية الجديدة التي أطلقتها الأمم المتحدة: " نعرف أن العالم سيمر بتحولات جذرية، والحاجة لتسريع مسيرتنا التنموية تضمن أن نواصل المضي قدما دون أن نترك أحدا يتخلف بعيدا عن الركب".
وقال إن مبادرة خارطة الطريق للتعاون الرقمي ستعزز التعاون بين الحكومات وتشجع الدعم للقطاع الخاص والمنظمات الدولية والأفراد حول العالم، لافتا إلى أن الإمارات ملتزمة بالكامل تجاه أي مبادرة تعمل على تعزيز الحوار العالمي وهي داعم رئيس للأمم المتحدة.
وأضاف: "شهد العالم في الأشهر الثلاثة الأخيرة مرحلة تاريخية ستكون محل نقاش مستفيض في كتب التاريخ.. شهدنا تحديا هائلا وتقدما كبيرا في الوقت نفسه".
وتابع: "رأينا جميعا المشاكل الناجمة عن عدم وجود حكومات وسياسات رشيقة ومرنة ومستعدة لأي تحد قادم سواء أكان سلبيا أم إيجابيا، لقد كشف الوباء أننا لا نستطيع أن نعمل بصورة منعزلة ومنفردة، وأنه لا توجد أي دولة ستكون أفضل حالا إذا عملت لوحدها.. وإذا كان هناك وقت يتعين علينا أن نركز فيه على بناء جسور أكبر وأكثر متانة وأكثر مرونة فهو اليوم".
وقال الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم إن أكثر من 46% من المجتمعات في العالم لا يمكنهم الوصول إلى شبكة الإنترنت، ويتعين تسريع الجهود لوصل نصف سكان العالم تقريبا بالشبكة.
وتابع: "لا تزال هناك العديد من الفرص بالنسبة لنا لتعزيز التعاون الرقمي والدفع به في كل المجالات".
من جانبه قال أنطونيو جوتيرس، الأمين العام للأمم المتحدة، إن العالم يمر يمر بمرحلة حاسمة في حوكمة التكنولوجيا، مضيفا أن العالم الرقمي أصبح عنصرا أساسيا في مسيرة التقدم.
وأضاف: "من خلال خريطة الطريق للتعاون الرقمي، أحث جميع ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والتقنية أن يتواصلوا ويحترموا ويحموا الأفراد بشكل دؤوب في ظل العصر الرقمي".
وقالت سيمونيتا سوماروغا رئيسة سويسرا، إنه يجب وضع الرقمنة في خدمة جميع الأفراد.
وتابعت: "لتحقيق ذلك يجب أن نضع مجموعة من القواعد والأنظمة المشتركة لضمان اتصال كل أطفالنا بشبكات التواصل".
وقال كلاوس شواب المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي:" نحن اليوم في حاجة متزايدة وملحة لتعميق التعاون الرقمي عالميا، وإذا لم نتعامل بسرعة مع التحدي المتمثل في تحقيق وصول عالمي عالي الجودة لشبكة الانترنت من قبل الجميع فلن نكون قادرين على بناء اقتصادات شاملة أو تحقيق أهدافنا للتنمية المستدامة".
شارك في فعالية إطلاق "خارطة الطريق للتعاون الرقمي" في الأمم المتحدة كل من ونيك ريد الرئيس التنفيذي لمجموعة فودافون، وآجايا بانغا الرئيس التنفيذي لماستركارد.
وتستعرض "خارطة الطريق للتعاون الرقمي" المشهد الرقمي الحالي في ظل التعامل مع تداعيات الأزمة الراهنة لوباء فيروس كورونا المستجد، والشروط الجديدة التي فرضها في مختلف القطاعات التنموية.
كما ناقشت خارطة الطريق الحاجة الماسة لبناء منظومة تعاون رقمية دولية بما يسهم في ترسيخ عدالة تكنولوجية خاصة في المجتمعات الأقل حظا عبر الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة الرقمية.
وتأتي مشاركة الإمارات في الفعالية بوصفها من أعضاء اللجنة الدولية العليا للتعاون الرقمي" التابعة للأمين العام للأمم المتحدة، واعترافا أمميا بالدور القيادي للإمارات في قضية التعاون الرقمي وتصدرها المنطقة في مجال التكنولوجيات الرقمية والمدن الذكية.