شيماء قرقاش لـ«العين الإخبارية»: ما تحقق خلال 50 عاما بالإمارات معجزة
قالت شيماء قـرقاش، نائبة رئيس بعثة دولة الإمارات لدى واشنطن، إن ما تحقق خلال الـ٥٠ عاما الماضية في الإمارات معجزة.
وتحدثت قرقاش، في مقابلة مع "العين الإخبارية" عن طريق دولة الإمارات الناجح من صيد اللؤلؤ إلى المريخ، بالتزامن مع احتفالات عيد الاتحاد الخمسين.
كما أكدت، في حوار حصري من العاصمة الأمريكية، أن احتفالات عيد الاتحاد الخمسين في واشنطن ونيويورك، تأتي تأكيدا للصداقة العميقة مع الولايات المتحدة، مضيفة أن حملة "50 عاماً /50 وجهاً" تحتفي بعلاقة التعاون المستمرة بين الإمارات والولايات المتحدة وتتطلع لفتح آفاق جديدة لهذه العلاقة.
ولفتت إلى أن النظرة المستقبلية للأمور، هي التي دفعت الإمارات والولايات المتحدة للسعي لتحقيق واقع أكثر أمناً في منطقة الشرق الأوسط من خلال توقيع الاتفاق الإبراهيمي.
وأطلقت السفارة الإماراتية في واشنطن مؤخرا، حملة "50 عاما/50 وجها" ضمن احتفالات السفارة بعيد الاتحاد الخمسين في مدينتي واشنطن ونيويورك، والتي ستستمر حتى مارس/أذار 2022.
وتتضمن الحملة سلسلة لقطات فيديو قصيرة، يتحدث فيها خمسون من المواطنين الإماراتيين والمقيمين في الدولة، ومواطنون أمريكيون عن تجاربهم الشخصية في إطار العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة على مدى خمسة عقود من الزمن.
وإلى نص الحـوار:
أطلقت السفارة الإماراتية في واشنطن حملة "50 عاماً/50 وجهاً" في إطار الاحتفالات بعيد الاتحاد الخمسين.. هل يمكنكم اطلاعنا على تفاصيل الحملة وكيف تم الإعداد لها؟
حققت دولة الإمارات العربية المتحدة تقدماً مذهلاً على مدى العقود الخمسة الماضية، ويمكننا القول إن هذا التطور يمثل معجزة بمعنى الكلمة؛ ففي خلال خمسين عاماً فقط انتقلنا من صيد اللؤلؤ في أعماق البحر إلى دراسة كثبان الرمل على سطح المريخ.
وكمواطنين إماراتيين، فإننا لا نفخر فقط بتمكننا من اقتناص الفرص لتحقيق النمو والازدهار، بل من دواعي فخرنا كذلك العمل على استقطاب العقول والأفكار النيرة لكي نبني مستقبلاً أفضل.. هذه النظرة أتاحت لنا تأسيس علاقات فريدة من نوعها على مر السنوات مع دول تشاركنا ذات التوجه، ومن أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقديراً لماضينا ولعلاقتنا المزدهرة مع الولايات المتحدة على مدى العقود الخمسة الماضية، فقد سعت سفارة الإمارات في واشنطن إلى تسليط الضوء على قصص فريدة لمواطنين إماراتيين وأمريكيين خلال مراحل مختلفة من عمر هذه العلاقة، وذلك بهدف التعرف على مدى عمق الروابط بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، والتي شكلت مسار الدولة لتصبح في نهاية المطاف شريكاً دولياً جديراً بالثقة. ومن هذا المبدأ تم تدشين حملة "50 عاماً/50 وجهاً" بدعم من شركائنا هنا في الولايات المتحدة وفي دولة الإمارات.
في الوقت الذي تحتفل فيه دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الخمسين، تحتفل أيضاً بمرور 50 عاماً على العلاقات بين أبوظبي وواشنطن. كيف يمكن لحملة "50 عاماً/50 وجهاً" أن تساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين؟
لقد كانت رؤية الوالد المؤسس سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ترتكز على بناء مجتمع متحضر، مرتبط بالعالم الخارجي ويشمل الجميع، وبسبب هذه الرؤية، تمكنت دولة الإمارات من بناء علاقات متينة مع الولايات المتحدة، واليوم وبعد مرور خمسين عاماً، رأت سفارة الدولة في واشنطن أن تدشن هذه الحملة تقديراً ووفاءً لرؤية الشراكة التي انتهجها الوالد المؤسس، حيث يسرد المشاركون في الحملة من البلدين رواية أحداث عايشوها خلال مسيرة الدولة نحو التقدم والنماء على مدى هذه الأعوام الخمسين.
وإن كان الهدف من هذه الحملة عكس تجارب ومواقف حدثت خلال خمسين عاماً مضت، إلا أننا أردنا كذلك تسليط الضوء على الفرص التي لا حصر لها والتي تتيحها شراكتنا مع الولايات المتحدة، حيث تطرقنا لكافة مجالات التعاون بين البلدين في استكشاف الفضاء وسياسات الطاقة والتعاون الطبي ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، بالإضافة إلى التبادل الثقافي والمعرفي. ومن أهداف هذه الحملة تشجيع مجموعة من المواطنين الإماراتيين والأمريكيين على بناء شراكات جديدة لتعزيز التعاون والتقارب بين البلدين.
هذه النظرة المستقبلية هي التي دفعت دولة الإمارات والولايات المتحدة للسعي لتحقيق واقع أكثر أمناً في منطقة الشرق الأوسط من خلال توقيع الاتفاق الإبراهيمي في شهر سبتمبر "أيلول" العام الماضي، وذات النظرة الحكيمة هي التي تم من خلالها إبرام اتفاق تعاون في مجال الفضاء بين مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة "ناسا" الأمريكية سنة 2020.
ومن خلال ذات الرؤية، قامت دولة الإمارات والولايات المتحدة بإطلاق "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" في الثاني من شهر نوفمبر "تشرين الثاني" الماضي، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP26) الذي عقد في مدينة غلاسكو باسكتلندا، مما جعلنا بكل فخر الدولة المضيفة لهذا المؤتمر (COP28) عام 2023 حسب الإعلان الصادر 11 نوفمبر "تشرين ثاني" 2021 بدعم من حلفائنا.
خلاصة القول إن حملة "50 عاماً /50 وجهاً" تحتفي بعلاقة التعاون المستمرة بين الدولة والولايات المتحدة وتتطلع لفتح آفاق جديدة لهذه العلاقة.
هل تخطط السفارة الإماراتية في واشنطن لمبادرات أخرى أو حفلات أخرى بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات الإماراتية الأمريكية؟
إن مرور خمسين عاماً على تأسيس دولة الإمارات هو في حد ذاته مناسبة جديرة بالاحتفاء، ونحن في سفارة الدولة في واشنطن حريصون على الاحتفال بهذه الصداقة العميقة مع الولايات المتحدة. لكن دعني أكشف لك، أنه بالإضافة إلى حملة "50 عاماً/ 50 وجهاً"، ستقيم السفارة حفل استقبال في مركز كينيدي في العاصمة الأمريكية واشنطن، احتفاءً بالعام الخمسين وبتاريخنا الذي نفخر به، وسيشاركنا في الحفل أصدقاؤنا وحلفاؤنا، وكذلك ستقوم السفارة بتنظيم "ماراثون عام الخمسين" في حديقة "بروسبكت بارك" بمدينة نيويورك في الرابع من شهر ديسمبر "كانون الأول" في إطار الاحتفالات بهذه المناسبة.
تشهد العلاقات الإماراتية الأمريكية تطوراً كبيراً، وجاء إعلان الرئيس جو بايدن عن مبادرة مشتركة مع الإمارات لمناخ أفضل مؤخراً ليؤكد هذه العلاقة المتميزة. كيف تنظرين إلى مستوى العلاقات الأمريكية الإماراتية وكيف يمكن أن تخدم تلك العلاقات المتميزة شعبي الدولتين والشرق الأوسط والعالم؟
من المؤكد أن دولة الإمارات والولايات المتحدة تعملان سوياً لبناء شراكات لمواجهة تحديات التغير المناخي، ومن هذا المنطلق أطلقت الدولتان بصفة رسمية "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" في 2 نوفمبر "تشرين الثاني" في غلاسكو بإسكتلندا بمشاركة 30 دولة أخرى و48 منظمة غير حكومية. وقد بدأت هذه المهمة تؤتي ثمارها بعد تعهدات بتخصيص مبلغ 4 مليارات دولار إضافي للاستثمار في مجال الابتكار الذكي في الزراعة وتوفير الغذاء من خلال تطويع الظروف المناخية.
وقد تعهدت دولة الإمارات والولايات المتحدة بتوفير مبلغ مليار دولار من كل منهما للمساعدة في تسريع عملية الابتكار والتحول واستحداث وسائل جديدة لزيادة الإنتاج الزراعي بشكل كبير وتحسين مستوى المعيشة ودعم التنمية الاقتصادية والبشرية في دولة الإمارات وبقية أرجاء العالم، مع إتاحة القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وتعتبر "مهمة الابتكار الزراعي للمناخ" بداية المطاف، حيث إننا نعمل سوياً على تعزيز المبادرات والشراكات التي من شأنها أن تساعدنا في التصدي لأكبر التحديات والتعقيدات التي تواجه عالمنا.
كذلك نعمل مع شركائنا في الدول النامية لتطوير أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية من خلال التبادل التجاري، فضلاً عن مساعدتهم في التكيف مع تأثيرات جائحة كورونا (كوفيد-19)، ونقص الغذاء والمياه، وتحديات الأمن الإقليمي ومجالات أخرى عديدة. ولا شك في أننا حريصون على الحفاظ على وضعنا كشريك موثوق جدير بالاعتماد عليه في منطقة الشرق الأوسط وفي بقاع مختلفة من العالم.
الاهتمام بعلوم الفضاء واكتشافه جزء لا يتجزأ من السياسة الإماراتية، وانعكس هذا أيضاً في حملة "50 عاماً/50 وجهاً" من خلال مشاركة دكتور فاروق الباز. ماذا عن آخر تطورات التعاون الإماراتي الأمريكي لاستكشاف الفضاء؟
تحكي رواية الدكتور فاروق الباز في حملة "50 عاماً/50 وجهاً" عن بدايات حب الاستطلاع في دولتنا للتعرف على الفضاء. وقد حوَّل كل من عمران شرف وسلطان النيادي وهزاع المنصوري تلك الطموحات إلى واقع تمثل في القيام بمهمة ناجحة لاستكشاف الفضاء بالتعاون مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، وسيروون تجاربهم في الفضاء لحملة "50 عاماً/ 50 وجهاً" خلال الأشهر المقبلة.
وقد قمنا بتسجيل قصة العالمة الإماراتية الشابة علياء المنصوري وهي تروي تجربتها أثناء مشاهدة تحميل اختبارها العلمي الحائز على جوائز مرموقة ضمن كبسولة الفضاء "دراغون" في مقدمة الصاروخ "سبيس أكس روكيت" في 2017. لقد قادتنا تلك الروح المفعمة بحب الاستطلاع إلى سبر أغوار النجوم، ولكننا لا ننسى الدور الذي لعبته روابط الصداقة التي تجمعنا بالولايات المتحدة في دفعنا نحو الانطلاق على متن مركبة فضائية أقلتنا إلى كوكب المريخ.
وفي ذات السياق نشرت "مهمة مسبار الأمل لاستكشاف المريخ" مؤخراً مجموعة مهمة من البيانات المتعلقة بمناخ كوكب المريخ دفعت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومعه الجهات المعنية في العالم إلى الإعلان عن مهمة جديدة مدتها خمس سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي والطواف حول كوكب الزهرة في العام 2028.
ودعني أشير هنا إلى أن شركة "نانوراكس" الأمريكية أعلنت في شهر أغسطس "آب" الماضي، أنها سوف تفتتح مختبر "ستارلاب أواسيس" في أبوظبي بغرض دراسة إمكانيات إنتاج الغذاء في الفضاء وفي البيئات القاسية وتطبيق تلك المعرفة والعلوم في الفضاء. وكما أوضحت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الهدف الأسمى لمهام استكشاف الفضاء هو حل التحديات على كوكب الأرض مثل نقص الغذاء وصعوبة الحصول على المياه النظيفة وغيرها الكثير.
وستعمل دولة الإمارات، بالتعاون مع الولايات المتحدة، على تحقيق مقاصد اتفاقات "آرتميس" (المعنية بالتعاون الدولي في مجال الاستكشاف السلمي للقمر والمريخ وكويكبات أخرى) واتفاقية استكشاف الفضاء الموقعة مع وكالة "ناسا" الأمريكية في العام ٢٠٢٠.
aXA6IDMuMTMzLjEzOC4xMjkg جزيرة ام اند امز