الإمارات في "عيد الاتحاد الخمسين".. يد في الإنجاز وقدم إلى المستقبل
تحتفل الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، احتفاءً بمسيرة اتحاد أكملت نصف قرن، تشكل قصة ملهمة للعالم، عامرة بإنجازات الحاضر والمستقبل.
خمسون عاما حافلة بالإنجاز، والتحدي، في الحاضر، ومستشرفة في خمسين أخرى للمستقبل بإرادة قيادة لا تعرف المستحيل، خططت وأعدت العدة لتضع قدما في عام 2071، حين يمر قرن على قيام اتحاد الإمارات.
عام الخمسين
احتفال هذا العام يتميز بمصادفته لليوبيل الذهبي للإمارات، بمرور نصف قرن على قيام الاتحاد، وإطلاق مشروع الخمسين القادمة، بخطة محكمة، تبني على الإنجازات، وتطلق التحديات بخطوات مدروسة، ومبادئ وقيم راسخة.
عام أطلق عليه رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام الخمسين، حين أعلن شهر فبراير/ شباط الماضي، أن 2021 في دولة الإمارات "عام الخمسين"، موجها بالاحتفاء بالذكرى الـ50 لتأسيس الإمارات على مدار عام كامل حتى 31 مارس عام 2022.
الاحتفالات بالعام بدأت مبكرا عبر إطلاق عدة مبادرات، أرادت لهذا التاريخ أن يكون مميزا، بفعاليات غير مسبوقة، عبر خمسين طريقة مبتكرة وإبداعية، بدأ العد التنازلي لها قبل شهر وعشرين يوما على تاريخ 2 ديسمبر/كانون الأول.
وتحت إشراف لجنة الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، التي يترأسها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائب رئيس اللجنة، مع ممثلي مختلف مؤسسات الدولة الاتحادية والمحلية، توالت الاحتفالات والفعاليات المواكبة لهذ المناسبة.
تراكم الإنجازات
ويأتي عيد الاتحاد الخمسين، والإمارات ترفل وسط تراكم الإنجازات، على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي والإنساني، وعلوم الفضاء، والصحة، ونشر التسامح، وتضع قدما عليا في كل المؤشرات العالمية للتقدم في مختلف المجالات.
فقد كشف استطلاع شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أجراه "بي سي دبليو" أن الشباب العربي وللعام العاشر على التوالي اختار دولة الإمارات كبلد يرنو للعيش فيه ويريد لبلدانه أن تقتدي به، كما تتصدر الإمارات العالم في 9 مؤشرات تنافسية مرتبطة بمدى التقدم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة "الصحة الجيدة والرفاه".
وتتبوأ المركز 25 عالميا حسب تقرير التنافسية العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2019، كما حافظت الإمارات لعدة أعوام على التوالي على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية قياسا لدخلها القومي.
مبادئ الخمسين
واستبقت الإمارات الذكرى الخمسين للاتحاد بإصدار وثيقة أطلقت عليها وثيقة مبادئ الخمسين، وهي خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية، حددت توجهات الإمارات للخمسين سنة المقبلة، وتضمنت 10 مبادئ أساسية ترسم مسارها الاقتصادي والسياسي والتنموي، وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071.
وينص المبدأ الأول على أن الأولوية الرئيسية الكبرى ستبقى تقوية الاتحاد، من مؤسسات وتشريعات وصلاحيات وميزانيات. وتطوير كل مناطق الإمارات، عمرانياً وتنموياً واقتصادياً، فيما يركز الثاني بشكل كامل خلال الفترة المقبلة على بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العال، عبر التشديد على أن التنمية الاقتصادية للإمارات هي المصلحة الوطنية الأعلى، وجميع مؤسسات الدولة في كل تخصصاتها وعبر مستوياتها الاتحادية والمحلية ستكون مسؤوليتها بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية والحفاظ على المكتسبات التي تم تحقيقها خلال الخمسين عاماً السابقة.
أما المبدأ الثالث، فيتعلق بالسياسة الخارجية لدولة الإمارات، كأداة لخدمة الأهداف الوطنية العليا، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية، إذ هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد. وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد.
واعتبر المبدأ الرابع، المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو هو رأس المال البشري، وتطوير التعليم، واستقطاب المواهب، والحفاظ على أصحاب التخصصات، والبناء المستمر للمهارات هو الرهان للحفاظ على تفوق دولة الإمارات.
ويؤكد المبدأ الخامس على حسن الجوار كأساس للاستقرار، واعتبار المحيط الجغرافي والشعبي والثقافي الذي تعيش ضمنه الدولة خط الدفاع الأول عن أمنها وسلامتها ومستقبل التنمية فيها. وتطوير علاقات سياسية واقتصادية وشعبية مستقرة وإيجابية مع هذا المحيط يعتبر أحد أهم أولويات السياسة الخارجية للإمارات.
وترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات في المبدأ الخامس مهمة وطنية للمؤسسات كافة، وتحقيق خيار الإمارات وجهة اقتصادية واحدة، ووجهة سياحية واحدة، ووجهة صناعية واحدة، ووجهة استثمارية واحدة، ووجهة ثقافية واحدة، ومؤسساتها الوطنية مطالبة بتوحيد الجهود، والاستفادة المشتركة من الإمكانيات، والعمل على بناء مؤسسات عابرة للقارات تحت مظلة دولة الإمارات.
وطرحت المبادئ في السابع منها التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات هدفا، يرسم حدودها التنموية والاقتصادية، وترسيخها كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في هذه المجالات سيجعلها العاصمة القادمة للمستقبل.
أما المبدأ الثامن، فيرمي إلى ترسيخ منظومة القيم في دولة الإمارات وإبقائها قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية.
وكعادتها أكدت الإمارات في المبدأ التاسع، على أن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً. ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة، والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات.
وفي المبدأ العاشر، شددت على أن الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل جميع الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية.
خطوات في المستقبل
وتدخل الإمارات الخمسين الثانية بخطوات نحو المستقبل، فبينما يستمر نجاح تنظيم إكسبو دبي 2020، حسمت الإمارات مقعدا في مجلس حقوق الإنسان، وتنتظر شغل مقعدها في مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة دورة 2022-2023.
كما فازت بتنظيم مؤتمر المناخ لإنقاذ العالم COP28 لعام 2023، بعد أن أثبتت قدرات كبيرة في دعم تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، ضمن خطة استراتيجية وطنية، تجعل الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي.
وبناء على إنجاز مهمة مسبار الأمل في الوصول للمريخ عام 2021، أطلقت الإمارات مهمة فضائية جديدة بإرسال مركبة فضائية وطنية لاستكشاف كوكب الزهرة والكويكبات المجاورة عام 2028، وتستمر 5 سنوات.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز