الإمارات في "عيد الاتحاد الـخمسين".. مكانة تتعاظم وثقة دولية تتزايد
تحتفي دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين في وقت تتعاظم فيه مكانتها الإقليمية والدولية، وتتزايد ثقة العالم وتقديره لجهودها على مختلف الأصعدة.
ثقة جسدها العالم، بانتخابه دولة الإمارات عضوا في مجلس الأمن الدولي للفترة "2022-2023"، تقديرا لجهودها في دعم الأمن والاستقرار ونشر السلام.
وأكد على هذه الثقة بانتخابها عضوا في مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، في خطوة تعبر عن عمق الاحترام الدولي الذي تحظى به ودورها البارز في دعم حقوق الإنسان.
قبل أن تفوز باستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي، في خطوة جديدة تؤكد ريادة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
فوز أعقبه ترؤس الإمارات "الإنتربول" لمدة 4 سنوات، كأول دول عربية يترأس مرشحها منظمة الشرطة الجنائية الدولية منذ نشأتها قبل قرن.
مكانة مرموقة وثقة متزايدة أضحت معها الإمارات بمبادراتها مصدر إلهام العالم، وهو ما تجسد في الأيام الدولية التي اعتمدها العالم بمبادرات إماراتية.
ففي 4 فبراير/شباط الماضي، احتفل العالم بيوم الأخوة الإنسانية، تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، في مثل هذا اليوم عام 2019.
وقبل أيام، اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الثاني من ديسمبر، تزامناً مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، وتقديراً لدولة الإمارات ودورها الريادي عالمياً على مدى الخمسين عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل، وتجربتها الاستثنائية في استشراف المستقبل.
وفيما تحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد الخمسين، يستذكر العالم تاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول 1971 يوم رفع علم الإمارات في مقر هيئة الأمم المتحدة، بعد انضمامها للمنظمة الأممية بعد أسبوع من إعلان الاتحاد.
وبعد 50 عاما من انضمامها للأمم المتحدة أضحت دولة الإمارات لاعبا دوليا هاما ومؤثرا في المجتمع الدولي، ويسعى العالم الاستفادة بتجاربها وخبراتها وحماية الأرض من أقوى خطر يهددها وهو التغير المناخي، والمساهمة في دعم الأمن والاستقرار العالمي عبر استثمار جهودها في نشر السلام والتسامح.
عضوية مجلس الأمن
دور الإمارات الهام في نشر السلام كان محل تقدير دولي، عبر عنه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 يونيو/حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.
فبعد نحو 35 عاما من شغلها هذا المقعد للمرة الأولى " 1986-1987".. تتولى الإمارات هذه المسؤولية الآن في وقت يشهد فيه العالم تحديات غير مسبوقة.
وارتكزت حملة دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن على التزامها في تعزيز الشمولية، والتحفيز على الابتكار، وبناء القدرة على الصمود وتأمين السلام على كافة الأصعدة.
وأكدت دولة الإمارات إيمانها الراسخ بأهمية بناء الجسور لتعزيز العلاقات بين أعضاء المجلس، وتجديد ثقة الدول الأعضاء بقدرة مجلس الأمن على الاستجابة بشكل فعّال للتحديات الدولية التي تواجه السلم والأمن الدوليين.
عضوية حقوق الإنسان الأممي
وعزز العالم ثقته بالإمارات، عبر انتخابها يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، بتصويت 180 لصالحها من إجمالي 193 عضوا، في إنجاز يعبر عن حجم التقدير والاحترام الدولي للإمارات ومكانتها ودورها.
وتم انتخاب دولة الإمارات لعضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للمرة الثالثة، في خطوة تعبر عن عمق الاحترام الدولي الذي تحظى به ودورها البارز في دعم حقوق الإنسان.
ومجلس حقوق الإنسان هو هيئة حكوميَّة دوليَّة تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، ويتألف من 47 دولة مسؤولة عن تعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في كافة أنحاء العالم.
ويمتلك المجلس صلاحية مناقشة كل المواضيع وحالات حقوق الإنسان التي تتطلب اهتمامه على مدار العام، ويعقد اجتماعاته في مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
وتفوز الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان مستندة إلى تجربة سابقة رائدة لها داخل المجلس، حققت خلالها إنجازات بارزة.
وسبق لدولة الإمارات أن شغلت عضوية مجلس حقوق الإنسان لولايتين متتاليتين على مدار 6 سنوات في الفترة (2013-2018)، حيث إن فترة ولاية أعضاء المجلس ثلاث سنوات ولا تجوز إعادة انتخابهم مباشرة بعد شغل ولايتين متتاليتين.
وعملت دولة الإمارات خلالها عضويتها في تلك الفترة على دعم أجندة المجلس، لا سيما في مجالات تمكين المرأة وحقوق الطفل وحقوق أصحاب الهمم إلى جانب الحقوق الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وشاركت الإمارات بفعالية في عمل المجلس من أجل تعزيز احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وبفوز الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان، تستكمل الإمارات جهودها الرائدة في تعزيز ودعم حقوق الإنسان على الصعيد الدولي.
حماية الكوكب
ثقة العالم بالإمارات لم تقتصر على المجال السياسي والحقوقي، بل امتدت لمختلف مناحي الحياة وعلى رأسها حماية البيئة.
وأعلنت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن استضافة دولة الإمارات الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر دول (COP28) في عام 2023، والذي يعد أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي بمشاركة قادة وزعماء العالم.
تفويض دولي للإمارات لتنفيذ مهمة جديدة لإنقاذ الكوكب من التغير المناخي، الذي يعد أخطر ما يهدد البشرية.
تفويض يستند إلى ما تمتلكه الإمارات من خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث بدأت خطة الإمارات نحو "كوكب نظيف" منذ 3 عقود وتستمر في تنفيذ خطتها الطموحة لإنقاذ العالم من تداعيات التغير المناخي.
وسيشهد مؤتمر "كوب 28" أول تقييم عالمي لمدى تقدم الدول في تنفيذ مساهماتها المحددة بموجب اتفاق باريس، كما أنه سيتيح للإمارات إطلاق نهجٍ استباقي شامل يراعي احتياجات وظروف مختلف الدول، المتقدمة والنامية، مع توحيد جهود المجتمع الدولي.
رئاسة الإنتربول
وفي إنجاز جديد للإمارات والعرب، فاز مرشح الإمارات، اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، برئاسة المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول" لمدة 4 سنوات.
وبات اللواء الريسي أول عربي يتولى منصب رئيس الإنتربول منذ تأسيس المنظمة الدولية قبل نحو قرن.
إنجاز جديد يؤكد ريادة دولة الإمارات وثقة المجتمع الدولي بها وبمنظومتها الأمنية كما أنه يعزز من الحضور العربي في هذه المنظمة.
وبذلك، يترأس الريسي اللجنة التنفيذية لـ"الإنتربول" التي تتولى تمثيل المنظمة الدولية، وتنفيذ قرارات جمعيتها العامة. وتتكون اللجنة من رئيس و3 نواب للرئيس، و9 مندوبين يمثلون مختلف مناطق العالم.
يذكر أن "الإنتربول" الدولي تأسس عام 1923، ويضم حاليا في عضويته 194 دولة، حيث يرتبط مجال عمله حصريا بالتحقيق في القضايا الجنائية وجمع وتحليل المعلومات عن المجرمين والجرائم ذات الطابع الدولي.
اليوم العالمي للمستقبل
وفي شهادة عالمية جديدة بدور الإمارات ومكانتها في الماضي والحاضر والمستقبل، أقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة " اليونسكو " بالإجماع 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يوم الثاني من ديسمبر والذي يوافق اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية يوما عالميا للمستقبل.
ويأتي هذا الاختيار تزامناً مع احتفال الدولة بعيد الاتحاد الخمسين، وتقديرا لدولة الإمارات ودورها الريادي عالمياً على مدى الخمسين عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل، وتجربتها الاستثنائية في استشراف المستقبل وجاهزيتها العالية في القطاعات المستقبلية إلى جانب سياساتها ومشاريعها الاستباقية التي مكنتها من تبني التوجهات والفرص المستقبلية في مختلف القطاعات التي تمس حياة الإنسان.
ويهدف اليوم العالمي للمستقبل إلى تعزيز الوعي بأهمية تطوير التفكير المستقبلي للمجتمعات بما يسهم في تعزيز استعداد الحكومات لمختلف التحديات وابتكار حلول جديدة تدعم تحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز الحوار والتعاون الدولي الهادف لتنشيط الإبداع والابتكار.
كما يهدف إلى تعزيز معرفة الدول بالمستقبل، ولفت الانتباه إلى أهمية استشراف المستقبل، وتمكين الدول من استخدام الأدوات العلمية التي تساهم في رسم المستقبل، وتعزيز الوعي العام بأهمية المستقبل كمفهوم يؤدي إلى التنمية المستدامة.
مبادرة الإخوة الإنسانية
هذا التقدير العالمي استبقه أيضا احتفاء العالم في 4 فبراير/شباط الماضي، باليوم الدولي للأخوة الإنسانية.
واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، 4 فبراير/شباط يوما عالميا للأخوة الإنسانية بناء على مبادرة قدمتها الإمارات، بالتعاون مع السعودية والبحرين ومصر.
القرار الأممي جاء تقديرا للخطوة التاريخية التي أقدمت عليها أبوظبي، وبجهودها في احتضان توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية يوم 4 فبراير/شباط 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي لم يدخر جهدا كي تظهر هذه الوثيقة إلى العالم بمبادئها السامية التي تمهد الطريق نحو عالم أفضل.