في عيده الـ54.. روح الاتحاد تعزز تمكين الإسرة
"تعزيز دور الأسرة ودعم نموها وتمكينها وزيادة معدلات الخصوبة في الدولة يمثل أولوية وطنية"
هدف أساسي لدولة الإمارات أكد عليه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ 54، التي تحتفي به الإمارات.
وتحتفل دولة الإمارات، اليوم الثلاثاء، بعيد الاتحاد، الذي يصادف تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لطالما أكد أن : "الأسرة أساس أي مجتمع قوي".
وبتلك المناسبة المهمة، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كلمة رسم خلالها خارطة طريق "حتى تظل دولة الإمارات دائماً كما أرادها زايد .. رائدة.. متقدمة.. ملهمة في مسيرتها وطموحها وقصة نهضتها."
أحد المحاور الرئيسية في تلك الخارطة لتعزيز ريادة الإمارات هو " تعزيز دور الأسرة ودعم نموها وتمكينها وزيادة معدلات الخصوبة في الدولة".
وإيمانا منه بأن "الأسرة المستقرة والمجتمع المتماسك هما أساس الوطن المزدهر القادر على مواجهة التحديات واستثمار الفرص والسير إلى الأمام بقوة وثقة"، كشف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن رؤية ملهمة شاملة لدعم نمو وتمكين الأسرة، بدأتها الإمارات، وتواصل تنفيذها، من أبرز ملامحها:
- استحداث "وزارة الأسرة" .
-تغيير اسم "وزارة تنمية المجتمع" إلى "وزارة تمكين المجتمع" مع تعزيز دورها واختصاصاتها.
- إعلان عام 2025 عاماً للمجتمع.
-إعلان عام 2026 "عام الأسرة".
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن الاهتمام بالأسرة والمجتمع يقع في صلب إستراتيجية التنمية الشاملة في دولة الإمارات ورؤيتها للمستقبل.
ووشدد على أن "تعزيز دور الأسرة ودعم نموها وتمكينها وزيادة معدلات الخصوبة في الدولة يمثل أولوية وطنية ويقع في جوهر الأمن الوطني بمفهومه الشامل".
وشدد على أن "مستقبل الوطن يبدأ من الأسرة؛ فهي أول مدرسة وأهم مدرسة في حياة الإنسان، وإحدى أهم مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وخط الدفاع الأول في مواجهة أي أفكار سلبية أو توجهات مخالفة لقيمنا وعاداتنا وثقافتنا".
وزارة الأسرة
استحداث وزارة الأسرة جاء قبل نحو عام ، فبتوجيهات ومباركة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن تغيير حكومي باستحداث وزارة "الأسرة"، تتولى حقيبتها سناء سهيل، وتعزيز دور وزارة تنمية المجتمع وتغيير مسماها لتصبح "وزارة تمكين المجتمع" وتعديل اختصاصاتها.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "الأسرة أولوية وطنية .. وحجر الزاوية في المسيرة .. وضمان لمستقبل الوطن.. وتوجيهات رئيس الدولة في الاجتماعات السنوية الأخيرة كانت بضرورة العمل على برامج وطنية شاملة لزيادة تكوين الأسر في الدولة، وتعزيز نموها، وتمكينها، وترسيخ تماسكها واستقرارها ورفع معدلات الخصوبة في الدولة .. والوزارة الجديدة ستكون معنية بهذا الملف الوطني المهم".
وأشار إلى أن التعديل الحكومي يشمل أيضا" تعزيز دور وزارة تنمية المجتمع وتغيير مسماها لتصبح وزارة تمكين المجتمع .. وتتولاها شما المزروعي … وتعديل اختصاصات الوزارة ومهامها لتركز بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة على تطوير منظومة تمكين اجتماعي متقدمة ومتكاملة تعزز المشاركة المجتمعية".
وبين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كذلك أن الوزارة ستعمل "على إدارة برامج التمكين والدعم الاجتماعي بما يوفر الحماية للأسر محدودة الدخل ويعزز استقرارها واستقلاليتها المالية، بالإضافة إلى دورها في تعزيز وتنظيم وتمكين القطاع الثالث وتفعيل دور مؤسسات النفع العام في دفع مسيرة التنمية في بلادنا".

2025.. عام المجتمع
وبعد نحو شهر من استحداث وزارة للأسرة، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يناير/ كانون الثاني الماضي تخصيص عام 2025 ليكون "عام المجتمع" في دولة الإمارات تحت شعار "يداً بيد"، في مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة تجاه بناء مجتمع متماسك ومزدهر.
يهدف “عام المجتمع” إلى تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي.
كما يهدف إلى تشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
ويركز “عام المجتمع” على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن.
وتم خلال العام الجاري إطلاق سلسلة من الفعاليات والمبادرات المجتمعية الهادفة إلى تعزيز التلاحم بين الأفراد، ودعم القيم الإماراتية، وضمان بيئة تتيح للجميع الإسهام في تحقيق التقدم.
مبادرة ملهمة تأتي ترجمة لرؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الرامية إلى بناء مجتمع متماسك ومزدهر.

2026.. عام الأسرة
وقبل أن تودع الإمارات عام المجتمع 2025، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بتخصيص عام 2026 ليكون "عام الأسرة".
جاء ذلك خلال حضوره جلسة حول " الأجندة الوطنية لنمو الأسرة 2031 "، التي عقدت ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات في دورتها لعام 2025 في العاصمة أبوظبي، بمشاركة قيادات ومسؤولين من الجهات الاتحادية والمحلية.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص عام 2026 ليكون "عام الأسرة" بهدف:
-تعزيز أهداف الأجندة الوطنية لنمو الأسرة الإماراتية.
- ترسيخ وعي مجتمع دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين بأهمية الحفاظ على الترابط الأسري والعلاقات الأسرية المتينة التي تجمع أفراد الأسرة كونها الركيزة الأساسية التي يقوم عليها المجتمع القوي والمزدهر.
- تعزيز وعي مجتمع دولة الإمارات بأهمية دور الأسرة في غرس قيم التعاون والتواصل والتآلف الأصيلة التي يتميز بها مجتمع الإمارات ونقلها إلى الأجيال المقبلة للحفاظ عليها واستمراريتها.
وفي إطار العمل على تحقيق الأجندة الوطنية، فقد شُكل فريق عمل وطني يضم أكثر من 20 جهة حكومية اتحادية ومحلية تعنى بموضوع نمو الأسرة من خلال التركيز على ثلاثة مسارات تشمل: "السياسات والبرامج" و"التدخلات السلوكية" و"الصحة الإنجابية" .
وأكد رئيس دولة الإمارات بهذه المناسبة..أن نمو الأسرة الإماراتية يتعلق بوجودنا وهويتنا ومستقبل وطننا وأمننا الوطني..
وبين أن نموها يمثل أولوية وطنية كون الأسرة واستقرارها وقوتها ركيزة أساسية لاستقرار الوطن وازدهاره على المدى الطويل، مشيراً إلى مقولة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن : "الأسرة أساس أي مجتمع قوي".

أسعد مجتمع
وتحتفي الإمارات بعيد الاتحاد الـ54 فيما تمضي قدما لتنفيذ المبادرات الملهمة للقيادة الإماراتية الهادفة لبناء مجتمع متماسك وقوي يتولى قيادة مسيرة وطن مزدهر ومستدام.
مبادرات تسعى إلى تمكين الإمارات من تحقيق هدفها الطموح ضمن "مئوية 2071"، لتكون أفضل دولة في العالم.
وتحظى الأسرة الإماراتية باهتمام القيادة الرشيدة، عبر تعزيز مكانتها في المجتمع، وتأكيد أدوارها في التنشئة السليمة للأبناء وصولاً إلى الاستقرار المنشود والمجتمع المتلاحم، حيث تشكل الأسرة أحد أهم مستهدفات مئوية الإمارات 2071 في محور "أسعد مجتمع في العالم".
وتتميز الأسر الإماراتية بكونها أسرا متلاحمة متماسكة تحافظ على أواصرها العائلية والتواصل الاجتماعي الفعّال بين الأجداد والآباء والأحفاد، في بيئة أسرية يسودها الاحترام والتقدير وترسّخ القيم الإيجابية في المجتمع.
ولطالما كانت الأسرة الإماراتية الأسعد دائماً وهي تحظى برعاية القيادة الرشيدة وفق النهج الذي رسمه الوالد المؤسس وسار على دربه أبناؤه، وبهذا النهج استطاعت الأسرة الإماراتية تحقيق معادلة النجاح في مواكبة العصر مع الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم الإماراتية الأصيلة.