الثروة الحقيقية في عيد الاتحاد.. الإمارات وجهة عالمية للعقول والمواهب
مع احتفالات عيد الاتحاد الـ 54، يتصدر الإنسان مشهد الإنجازات الوطنية باعتباره الثروة الحقيقية التي قامت عليها نهضة دولة الإمارات.
وفي وقت تتسابق فيه دول العالم لاستقطاب الكفاءات، رسخت الإمارات مكانتها كوجهة عالمية للعقول والمواهب، بفضل بيئة متقدمة تحتضن الابتكار، وتشجع الإبداع، وتوفر منظومة شاملة من التشريعات والفرص التي تمكّن الإنسان من تحقيق طموحاته.
ومن خلال سياسات استباقية ورؤية مستقبلية تستثمر في رأس المال البشري، نجحت الدولة في بناء مجتمع جاذب للمبدعين والخبرات من مختلف أنحاء العالم، ليصبح عيد الاتحاد مناسبة تتجلى فيها قيمة الإنسان باعتباره أساس التنمية ومحركها الأول.
وعيد الاتحاد هو الاحتفال الوطني الذي تقيمه دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول، إحياءً لذكرى قيام الاتحاد عام 1971، حين توحّدت الإمارات تحت راية واحدة.
صدارة عربية في تنافسية المواهب
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تصدرت الإمارات الدول العربية في أحدث إصدار من مؤشر التنافسية العالمية للمواهب (GTCI) الذي أطلقته كلية انسياد لإدارة الأعمال (INSEAD).
وتحت عنوان "المرونة في عصر الاضطرابات"، استعرض تقرير مؤشر التنافسية العالمية للمواهب (GTCI) لهذا العام كيفية بناء الدول والاقتصادات لأنظمة مواهب قوية قادرة على الصمود أمام مختلف الاضطرابات.
ويصنِّف المؤشر 135 اقتصادًا استنادًا إلى 77 مؤشرًا، يشمل ذلك المهارات الناعمة وتركيز المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، موزعة على 6 محاور رئيسية هي التمكين، وجذب المواهب، وتنمية القوى العاملة، والاحتفاظ بها، والمهارات المهنية والتقنية، ومهارات التكيف لأصحاب التخصص العام.
وحافظت الإمارات على صدارتها الإقليمية بحلولها في المركز الـ25 عالمياً، مؤكدة مكانتها كمعيار يُحتذى به في بُعد الاستقطاب، حيث حصدت المركز الثالث عالمياً، ويعود هذا التميز إلى مستوى الانفتاح الخارجي الاستثنائي (المركز الثاني)، المدعوم بأعلى معدل لتدفق المهاجرين والطلبة الدوليين في العالم (المركز الأول في المؤشرين معاً)، إلى جانب حلولها ضمن المراكز الثلاثة الأولى في استقطاب العقول (المركز الثاني) وهجرة المهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي (المركز الثالث).
الأولى إقليميا في تقرير المواهب العالمية 2025
في سبتمبر/ أيلول الماضي، كشف تقرير المواهب العالمية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية في لوزان لعام 2025، عن دخول دولة الإمارات قائمة أفضل عشر دول على مستوى العالم لأول مرة، من بين 69 اقتصاداً عالمياً، لتصل إلى المركز التاسع عالمياً متقدمة ثمانية مراتب مقارنة بتصنيفها العام الماضي.
وتفوقت دولة الإمارات في النسخة الأحدث من التقرير على دول متقدمة في مجال رعاية المواهب، مثل النمسا وكندا وفنلندا وألمانيا والنرويج.
وتعكس هذه المكانة، القفزة النوعية التي حققتها دولة الإمارات في التصنيف العالمي، على صعيد السياسات التنموية الطموحة، فضلاً عن فعالية الاستراتيجيات الوطنية في استقطاب المواهب والكفاءات العالمية، وتطوير وجاهزية البنية التحتية الداعمة لبيئة الأعمال والابتكار، وتعزيز الجاذبية الدولية التي جعلت من الإمارات وجهة مفضلة للعيش والعمل والاستثمار.
ووفقاً للتقرير، بلغ رصيد دولة الإمارات 77.86 نقطة محققة المراتب الأولى عالمياً في خمس مؤشرات تنافسية، وضمن العشر الأوائل في 15 مؤشراً تنافسياً على مستوى المحاور الرئيسية، حيث حققت الإمارات المرتبة الأولى إقليمياً وعالمياً في محور الجاهزية الذي يقيس مدى توافر المهارات والكفاءات في سوق العمل، والمرتبة 12 عالمياً في محور الجاذبية الذي يعكس قدرة الدول على الاستفادة من المواهب العالمية واستقطاب الكفاءات الدولية، وتقدمت 6 مراكز عن تصنيف عام 2024 في محور الاستثمار وتطوير الكفاءات الوطنية.
الأفضل في جودة الحياة والعمل
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، واصلت دولة الإمارات تقدمها في مؤشر جودة الحياة، حيث حلَت في المرتبة الثانية عالمياً بعد إسبانيا، لتؤكد مكانتها كوجهة مفضلة للعيش والعمل، على مؤشر «أكسبات انسايدر لعام 2025»، الصادر عن شبكة «إنترنيشن»، والذي استطلع آراء أكثر من عشرة آلاف مغترب يمثلون 172 جنسية في 46 دولة حول العالم.
وجاءت الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً من حيث الشعور بالأمان الشخصي، إذ أعرب 87% من المغتربين عن رضاهم عن الاستقرار السياسي، وهو معدل أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 56%.
وتصدرت الدولة مؤشر الخدمات الأساسية عالمياً، ما يعكس تفوقها في البنية التحتية الرقمية وسهولة إنجاز المعاملات الحكومية عبر الإنترنت.
كما أشار المغتربون إلى أن الدولة تتميز بنظام سكني وخدماتي منظم وسهل الوصول، ما يجعل الانتقال والعيش في الإمارات تجربة سلسة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى.
كما حلّت في المركز الثالث عالمياً في جودة الرعاية الصحية والسادس في توافرها، رغم ارتفاع التكلفة الذي وضعها في المركز 25 في هذا الجانب. وأشاد المغتربون بالتنوع الكبير في المطاعم (83% راضون) والحياة الثقافية (78%)، فيما جاءت الإمارات في المرتبة 20 عالمياً في مؤشر البيئة والمناخ بفضل دعم الحكومة القوي للسياسات البيئية وتوفر المنتجات الصديقة للبيئة.
وجاءت دولة الإمارات في المرتبة السابعة عالمياً بين أفضل الوجهات للعيش والعمل للوافدين.
ويُعد التقرير من أهم الدراسات العالمية التي تقيس رضا المقيمين الأجانب عن حياتهم في البلدان المضيفة، إذ يعتمد على تقييم 53 عاملاً رئيسياً تشمل جودة الحياة، وسهولة الاندماج، والبيئة الاقتصادية، وفرص العمل، والبنية التحتية، والخدمات الأساسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTExIA== جزيرة ام اند امز