ملتقى "أبوظبي الاستراتيجي 2017" ينطلق السبت المقبل
ملتقى أبوظبي الاستراتيجي يناقش المتغيرات الإقليمية والدولية
يعد "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" السنوي الذى يعقد في الفترة من 11 وحتى 13 نوفمبر الجاري من أهم الملتقيات في دولة الإمارات، حيث يسعى إلى توضيح الأهداف الاستراتيجية وتعزيز المصالح وتبادل الأفكار والآراء حول قضايا السياسة الخارجية.
ويسعى المتلتقى الذى ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبالشراكة مع "مجلس الأطلسي" بواشنطن ومركز جنيف للسياسات الأمنية بسويسرا إلى الإسهام في تطوير الفهم للتوجهات المستقبلية ودورها في السياسة الدولية، وصياغة توصيات لسياسات عملية قابلة للتطبيق واستشراف مستقبل المنطقة واتجاهات السياسات الإقليمية والدولية.
كما يعرض الملتقى الذى يشارك فيه أكثر من 100 شخصية ما بين صانع سياسات وسياسي وأكاديمي، وبحضور أكثر من 500 مشارك من دولة الإمارات ودول الخليج والمنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم أحدث منهجيات التنبؤ بالأزمات والمخاطر السياسية واستشراف التغيرات الإقليمية والدولية.
وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات إن "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" في دورته الرابعة 2017 يهدف إلى تكريس أبوظبي عاصمة للملتقيات الإقليمية والدولية ذات الطبيعة الاستراتيجية وتكريس منهج المركز في طرح الموضوعات الاستراتيجية ذات الأهمية بالنسبة لدولة الإمارات، ومجلس التعاون ما يساهم بامتلاك دولة الإمارات رؤية للنظامين الدولي والإقليمي خاصة بها والاستمرار في محاولة استشراف خريطة تحولات القوة وتوزيعها في النظام الدولي المتغير وانعكاسها على دولة الإمارات إلى جانب قراءة المستجدات الإقليمية والدولية على المستوي السياسي والأمني والاقتصادي والتنموي وتوظيف مخرجات ذلك في رسم سياسات بديلة لصانع القرار في أبوظبي.
وأضافت رئيسة مركز الإمارات للسياسات أن الملتقى سيركز هذا العام على استشراف مستقبلات المنطقة والتحولات التي يمر بها النظام الدولي ومحاولات القوى الرئيسية فيه إعادة بناء قوتها وانعكاس كل ذلك وتداخله مع أزمات المنطقة.
وأشارت الكتبي إلى أن جلسات الملتقى الرابع ستتمحور حول سياسات القوة الناعمة في دولة الإمارات وأمن الخليج العربي وأزمات إيران وسياسات تركيا واستقرارها ومستقبل سوريا وليبيا واليمن وأزمة قطر، بالإضافة إلى سياسات الإدارة الأمريكية في العالم العربي وعودة الدول الآسيوية لأدوار قيادية وقوة روسيا الفعلية وممارساتها في المنطقة فضلا عن ملف التطرف والإرهاب.
وبينت أن المتلقى يتضمن عدة موضوعات من بينها مناقشة "القوة الناعمة في السياسة الدولية الإمارات كنموذج".
وأوضحت الدكتورة ابتسام الكتبي أن دولة الإمارات تستضيف على أراضيها أكثر من 200 جنسية أي أنها عالم مصغر، وهذا يعكس رؤيتها بأنها جزء حيوي من هذا العالم وأن إنسانيتها هي المنطلق في بناء قوتها.. مشيرة إلى أن رؤية دولة الإمارات في ذلك تنطلق بأن المجتمعات البشرية متشابهة في حاجاتها ودوافعها، ولذلك لا بد من إيجاد أرضيات واسعة للتفاعل بين هذه المجتمعات، وأن يكون التنافس بين مختلف القوى والدول قائم على تقديم أفضل نماذج في أسلوب الحياة لهذه المجتمعات.
وأكدت الكتبي أن من نتائج هذا التفاعل بين تجارب مختلف المجموعات المقيمة على أرض دولة الإمارات تتجلى في التعليم والصحة والترفيه وريادة الأعمال والابتكار ما يعكس ثقة دولة الإمارات بمواطنيها وبقدراتها الذاتية بأنها قادرة على التعامل مع كل مخرجات هذا التفاعل والتأثير بمدخلاته وهو ما يضمن استمرار قوة دولة الإمارات ما بعد النفط ويؤهلها لدخول عالم الثورة الصناعية الرابعة.
وفي سؤال حول أثر السياسة الأمريكية في الخليج ومخاطر السياسة القطرية وطموحاتها المنفردة، قالت الكتبي إن خلاف دول المقاطعة مع قطر يتمحور حول سياساتها المنفردة والمناوئة لسياسات مجلس التعاون الخليجي، حيث لا تتعلق القضية بالسيادة، معتبرة أن قطر سواء عبر التحالف مع قوى إقليمية خارجية أو بالتحالف مع قوى داخلية تسعى لزعزعة استقرار هذه الدول أو التحالف مع جماعات مصنفة إرهابيا في عرف المجتمع الدولي سواء باحتضانها داخل الدوحة أو تمويلها أو عبر تبني خطاب الكراهية وبث الفرقة من خلال وسائل الإعلام الممولة قطريا بشكل مباشر أو غير مباشر.
وينطلق ملتقى أبوظبي الاستراتيجي 2017 من خلال محاوره من أن دولة الإمارات ودول "مجلس التعاون" وعمقها الاستراتيجي ليست محل تأثير القوى الإقليمية والدولية فقط بل هي فاعل إقليمي ودولي.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA= جزيرة ام اند امز