الرؤية الثاقبة التي رسمت النهج القويم الذي تسلكه دولتنا الحبيبة في ظل قيادة رشيدة حققت نجاحات لا يمكن حصرها.
تتهيأ وتستعد دولة الإمارات العربية المتحدة، بهيئاتها ومؤسساتها ومرافقها العامة والخاصة كافة، للاحتفاء بالذكرى الـ47 لعيدها الوطني، وأيضا بمئوية المؤسس الباني لدولة الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ويقول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله: «الإنسان هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده، كما أن مصلحة الوطن هي الهدف الذي نعمل من أجله ليل نهار».
وتقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا على المستوى العالمي من حيث التنمية الاقتصادية والقيم الثقافية -والاستقرار السياسي والاجتماعي، في حين تتسم سياستها الخارجية، التي وضع نهجها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالحكمة والاعتدال وارتكازها على قواعد استراتيجية ثابتة تتمثل في الحرص على إقامة علاقات مع جميع الدول، والوقوف إلى جانب المستضعفين والمحتاجين في العالم، والإسهام الفعّال في دعم الاستقرار والسلم الدوليين.
الرؤية الثاقبة التي رسمت النهج القويم الذي تسلكه دولتنا الحبيبة، في ظل قيادة رشيدة حققت نجاحات لا يمكن حصرها؛ نجاحات تعمق ثقتنا في مسيرة هذا الوطن الغالي وتعزز الانتماء إلى تراثه وقيمه وتقاليده.
ولا يخفى على أي مواطن أو مقيم أو متتبع لسياستها ونهجها، منذ التأسيس، أن دولة الإمارات استطاعت بفضل قيادة رشيدة وحكيمة أن تعبر جسر التنمية، وتتعدى مرحلة الدول الناشئة للحاق بالدول المتقدمة؛ ومن هذا المنطلق جرى الاهتمام ببناء قدرات الكوادر الوطنية الشابة المتسلحة بالمعرفة، للعمل في جميع المجالات من أجل تحقيق الإسهام الفاعل في مشروعات التنمية المستدامة، واكتساب المزيد من الخبرات العلمية العملية المتطورة.
ولقد كان تأسيس دولة الاتحاد، في الثاني من ديسمبر 1971، بداية التحولات المجتمعية التي نقلت المجتمع من مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة الحديثة، دولة المؤسسات ذات الأطر والهياكل التشريعية والتنفيذية والقضائية، التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وقد ترتب على قيام دولة الاتحاد اتساع دائرة الوطن.
لقد حدد دستور دولة الإمارات مقومات الاتحاد وأهدافه الأساسية وطبيعة السلطات الاتحادية، والحقوق والواجبات المكفولة للمواطنين، كما حدد الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي تؤسس مجتمع الدولة الحديثة؛ تلك المقومات التي تؤكد المساواة والعدالة الاجتماعية وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين.
وأكدت سياسة دولة الإمارات أن الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، ويكفل القانون كيانها، ويصونها ويحميها من الانحراف، وأن التعليم عامل أساسي لتقدم المجتمع، وهو إلزامي في مرحلته الابتدائية ومجاني في كل مراحله، واحتل العمل أهمية قصوى في المجتمع، وأصبح ركنا أساسيا من أركان تقدمه.
تلك الرؤية الثاقبة التي رسمت النهج القويم الذي تسلكه دولتنا الحبيبة، في ظل قيادة رشيدة حققت نجاحات لا يمكن حصرها، نجاحات تعمق ثقتنا في مسيرة هذا الوطن الغالي وتعزز الانتماء إلى تراثه وقيمه وتقاليده، فما أنجز في مختلف المجالات خلال العقود الماضية، وهي فترة قصيرة لا تقاس في عمر الدول والشعوب، ساهم بما لا يدع أي مجال للشك في نماء مجتمعنا وتحصينه بالأمن والأمان، وتوفير سبل العيش الكريم والرخاء لجميع المواطنين في أرجاء وطننا العزيز، من خلال التأكيد على الهوية والانتماء الوطني وتماسك المجتمع.
لذا كان إرساء مقومات الدولة الحديثة بداية انطلاقة نحو تحديث وتطوير المجتمع ذاته، فشرعت الدولة في تنفيذ خطة تنموية عملاقة، ركزت في مراحلها الأولى ـ عقد السبعينيات ـ على البنية الأساسية، من مشروعات الطرق والمواصلات والمطارات والمباني والمدارس والمستشفيات.
كذلك شرعت الدولة بعد ذلك في تنويع مصادر الدخل، والنهوض بالقطاع الصناعي والزراعي. وتوالت الإنجازات في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وانعكس ذلك في ارتفاع مستوى المعيشة، والنهضة التعليمية والثقافية والصحية، وتغيير نمط الحياة.
وتحول مجتمعنا من مجتمع تقليدي إلى مجتمع الرفاهية، وكان من ثمار ذلك نهضة حضارية وتنموية وضعت دولة الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، بل تجاوزتها وتفوقت عليها بشهادات أممية عالمية، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة التي حققت تنمية بشرية مرتفعة، والنجاح الكبير الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة ما هو إلا ثمرة النهج الذي تسير عليه قيادتنا الرشيدة على خطى المؤسسين والبانين لنهضتها وحضارتها.
لقد استطاعت «دولة الاتحاد» أن تتقدم الوطن العربي في عدة مجالات كالعدالة الاجتماعية وإنفاذ القانون والإنسانية والعطاء والابتكار والسلام والتسامح والمعرفة واحترام المرأة.
كما حصلت الإمارات على المركز الأول عالميا في مؤشرات كفاءة الإنفاق الحكومي، واستطاعت أيضا أن ترسخ مكانتها العالمية بين الدول المتقدمة في ريادة الفضاء بنجاحها بإطلاق أول قمر صناعي إماراتي «خليفة سات»، والذي تم إنجازه بأيد إماراتية 100%؛ ما يثبت جدارة وكفاءة أبناء زايد وقدرتهم وهمتهم التي يسابقون بها العالم، وهو ما غرسه الوالد الباني المؤسس منذ عشرات السنين، والذي هيأ السبل الكفيلة لتحقيق مثل هذا الإنجاز العظيم الذي يُعد قفزة نوعية وقاعدة لتوطين صناعات الفضاء.
وهذا ما يؤكد ويدعم مسيرة الدولة بثبات، وفي الطريق الصحيح، نحو تحقيق رؤية «الإمارات 2021» وانتقالها إلى مرحلة التنافسية العالمية بجدارة واقتدار.
تهانينا لقادتنا وشعبنا وكل الأخوة والأشقاء المقيمين معنا على أرض الخير والمحبة والعطاء، وكل عام والجميع بخير.
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة