إنجازات الإمارات في التنمية المستدامة على طاولة الأمم المتحدة
تعمل دولة الإمارات على ترسيخ مكانتها بصفتها بلدا فعالا في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال العمل المشترك مع كافة دول العالم.
قدّم وفد دولة الإمارات إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى حول أهداف التنمية المستدامة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تقرير المراجعة الوطنية الطوعية الثانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تضمّن شرحاً عن جهود الدولة المحلية والعالمية لتسريع تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، والتي أقرتها الأمم المتحدة كأجندة عالمية.
وقالت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات، رئيسة اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة: تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال رؤية قيادتها الرشيدة على ترسيخ مكانة الدولة بصفتها بلداً فعالاً في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال العمل المشترك مع كافة دول العالم.
وأضافت: يأتي تقديم تقرير المراجعة الوطنية الطوعية الثانية لدولة الإمارات أمام المنتدى السياسي الرفيع المستوى في الأمم المتحدة، ضمن هذه الظروف التي تحيط بالعالم، كدليل على الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للشراكات الاستراتيجية على الصعيدين الوطني والدولي، والتي تتجسد في نهج الدولة ورؤيتها الاستراتيجية محليا ودوليا بهدف تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لتوفير مستقبل أكثر ذكاءً وصحة ورفاهية للجميع، وكنهج متواصل عبر عقود من الشراكات العالمية.
وتابعت: تجلّى التزام دولة الإمارات بأهمية دورها العالمي الفاعل أثناء أزمة كوفيد-19 من خلال مسارعتها في تقديم المساعدات الطبية واللقاحات والخدمات اللوجستية، مما وضعها ضمن أهم مقدمي المساعدات الطبية والغذائية والإنمائية على الصعيد العالمي.
واصلت قائلة: تجسّدت الرؤية السديدة لقيادة دولة الإمارات والقائمة على تعزيز الشراكات العالمية، من خلال 11 أسبوعا خصصت لتجسيد مفهوم الاستدامة وحققت نجاحاً منقطع النظير في الحدث الدولي الاستثنائي الذي أبهر العالم، إكسبو 2020 دبي، حيث التقت ثقافات أكثر من 192 دولة في مدينة ذكية ومستدامة ومتعددة الثقافات، واستقبل ما يزيد عن 24 مليون زيارة، في حدث عالمي تبنى الاستدامة منهجاً، وأظهر طرقاً رائدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين الوطني والدولي.
أثر عالمي
وسلطت السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، الضوء على الدور الحاسم والتأثير العالمي لدولة الإمارات في تعزيز أهداف التنمية المستدامة، وذلك من خلال الشراكات والمشاريع التي تم إطلاقها في مختلف الدول حول العالم.
وأشارت إلى أن دولة الإمارات تطبق مبادئ التعاون والشراكة على المستويين الإقليمي والدولي في جهودها لضمان التنفيذ العالمي لأهداف التنمية المستدامة، وهي المبادئ ذاتها التي تأسست عليها الدولة، لا سيما وأن المجتمعات في جميع أنحاء العالم تعمل معاً وفي وقت واحد للتعافي من جائحة كوفيد-19.
وقالت نسيبة: لقد أعادت الجائحة إلى ذاكرتنا مدى أهمية الشراكات القائمة عبر مختلف القطاعات والحدود الإقليمية والدولية من أجل تحقيق التقدم المنشود.
وأضافت: أصبحت الدبلوماسية الصحية على مدى العامين الماضيين إحدى أولويات سياستنا الخارجية. فمنذ عام 2020، قدمت دولة الإمارات اللقاحات والمساعدات الطبية والغذائية من خلال شراكات مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي، حتى تتمكن المجتمعات من مكافحة الجائحة والتعافي منها، كما أصبحت مركزاً لوجستياً مهماً لإيصال المساعدات الإنسانية الدولية.
من ناحيته، قّدم عبد الله ناصر لوتاه، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، تقرير المراجعة الوطنية الطوعية الثانية لدولة الإمارات والذي أعدته اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، أمام المنتدى السياسي الرفيع المستوى والذي يعقد سنوياً حول أهداف التنمية المستدامة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، والذي يسلط الضوء على أهم ممارسات وسياسات دولة الإمارات المحلية والدولية في مجال تحقيق الاستدامة.
مبادرات وسياسات
افتتح لوتاه تقديم التقرير الإماراتي باستعراض لأهم المبادرات والسياسات التي تعزز من تحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات والعالم.
وقال لوتاه: ما يميز اجتماعنا اليوم أننا نلتقي في مقر الأمم المتحدة، لنقدم للعالم من خلال هذه المنصة الأممية مساهمات دولة الإمارات في تعزيز الجهود الوطنية والدولية لدعم أهداف التنمية المستدامة، من خلال تسليط الضوء على أبرز السياسات والمبادرات التي تم تنفيذها على الصعيدين المحلي والدولي.
وأوضح أن الشراكات العالمية التي تبنتها دولة الإمارات في سبيل مساعدة الدول والمجتمعات في شتى بقاع الأرض، وبرامج التعليم العالمية، والمساعدات الدولية وخدمات الدعم اللوجستي التي وفرتها دولة الإمارات خلال جائحة كوفيد-19 من مساعدات طبية وغذائية لأكثر من 130 دولة حول العالم، تنسجم جميعها مع أهداف التنمية المستدامة كالقضاء على الجوع ومكافحة الفقر وتوفير الصحة السليمة، والتعليم الجيد وغيرها من الأهداف.
وتابع لوتاه، خلال عرضه لملف الدولة: لعبت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً استباقياً في صياغة أهداف التنمية المستدامة، وشرعت في تنفيذها على الصعيدين الوطني والدولي بمجرد اعتمادها في الأمم المتحدة في العام 2015.
وأكد أن هذه الأهداف ليست جديدة على المجتمع الإماراتي، فهي في صلب رؤية قيادة الإمارات ومنذ تأسيس الدولة، وأكدت عليها كافة خطط التنمية والسياسات الوطنية، وتمثلت ضمن محاور الخطة المئوية 2071 لدولة الإمارات والتي توائم أهداف التنمية المستدامة.
واستعرض التقرير الدور الهام الذي تلعبه اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة بدولة الإمارات والتي تضم 15 جهة اتحادية، مناط لها مسؤولية تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في الدولة، والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاع الخاص والشركاء الدوليين لتحقيق هذه الأهداف.
وأشار التقرير إلى أهمية الدور الهام الذي يؤديه الشركاء الاستراتيجيون للحكومة في عملية صنع السياسات المرتبطة بالاستدامة في الدولة سواءً من القطاع الحكومي أو الخاص، وكذلك المجالس العالمية والاستشارية ومن بينها المجلس الاستشاري للقطاع الخاص والذي يمثل صلة الوصل بين القطاع الحكومي والخاص في رسم السياسات وصياغة المبادرات الخاصة بأهداف التنمية المستدامة
وأثمرت جهود المجلس إلى تحقق التعهد الخاص للقطاع الخاص والمرتبط بالهدف الخامس والخاص بتسريع ريادة المرأة وتمكينها من المناصب القيادية في القطاع الخاص بدولة الإمارات، ووقعت عليه أكثر من 20 شركة من كبريات الشركات الوطنية والعالمية متعددة الجنسيات العاملة في الدولة.
كما تطرّق التقرير إلى إنشاء المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة، وهي شبكة دولية متعددة التخصصات تضم أكثر من 200 من الخبراء وصانعي القرار الذين يقودون تنفيذ أهداف التنمية المستدامة من خلال اقتراح السياسات والمشاريع التي تساهم في دفع تحقيق أهداف الاستدامة في الإمارات والعالم.
كما تطرق إلى أسبوع أبوظبي للاستدامة كأكبر حدث سنوي للاستدامة في العالم، والذي يجمع قادة وصناع القرار من 170 دولة حول العالم، لطرح تقنيات جديدة وللاستثمار في المشاريع التي تعالج تغيّر المناخ والتحديات البيئية.
مساهمات عالمية
واستعرض تقرير المراجعة الطوعية لدولة الإمارات مساهمات الدولة في تعزيز تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال العديد من المشاريع والمبادرات الإماراتية والتي وصل صداها إلى العالم، مثل حملة الوعي بالأهداف الأممية للطلاب في المدارس من خلال سرد القصص المرتبطة بالاستدامة.
وذلك، إضافة إلى جائزة أهداف التنمية المستدامة للتصوير الضوئي، والتي وصلت إلى حوالي 4 ملايين شخص حول العالم من خلال 13 لغة عالمية من بينها لغة الإشارة، وحظيت بمشاركة أكثر من 4000 مصور من 132 جنسية في مسابقة هدفها نشر التوعية حول العالم بأهداف التنمية المستدامة والتأكيد على أهمية الشراكات والتعايش وتعزيز روح التسامح والإخاء بين الشعوب المختلفة.
وتطرّق التقرير كذلك إلى جهود دولة الإمارات للتغلب على التغيّر المناخي والذي يمثل التحدي العالمي الأكبر الذي تواجهه البشرية، من خلال مبادرتها الاستراتيجية Net-Zero في العام 2021 لتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، مما يجعل الإمارات الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تقوم بذلك. إضافة إلى توسيع نطاق الاستثمار في حلول الطاقة المتجددة حيث تمتلك دولة الإمارات مجموعة كبيرة من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم.
كما أشار التقرير إلى عدد من المشاريع والمبادرات الوطنية والعالمية لدولة الإمارات، والتي ترسخ أهداف التنمية المستدامة في المجتمعات الإنسانية، مثل: إطلاق الإمارات لمنصة الأمم المتحدة للبيانات الضخمة الخاصة بأهداف التنمية المستدامة، والتي تلبي احتياجات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما يعزز مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتكنولوجيا والبيانات في خدمة أهداف التنمية المستدامة.
وعلى صعيد الهدف الرابع والمرتبط بجودة التعليم، تضمن التقرير إطلاق مبادرات محمد بن راشد العالمية لمشروع المدرسة الرقمية التي تهدف إلى تمكين المجتمعات المحرومة بهدف تسجيل مليون طالب في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2025.
كما وضّح التقرير تميّز الدولة عالمياً وريادتها إقليمياً في ملفات التوازن بين الجنسين حيث يعتبر تمكين المرأة أولوية وطنية في الإمارات، كما تعّرف حضور المنتدى على استراتيجية دولة الإمارات في مجال الاقتصاد الأزرق والتي تنسجم مع توجهات دولة الإمارات الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة والاستخدام الأمثل للموارد.
وختم لوتاه عرضه لملف الدولة بقوله: ستشهد دولة الإمارات في المرحلة المقبلة إنجازات أكثر وأكبر في مجال التنمية المستدامة، تليق بطموحات القيادة، وذلك انطلاقاً من أن أجندة التنمية المستدامة هي مكمّل لأجندة دولة الإمارات واستراتيجياتها الوطنية في الخمسين القادمة، والتي تضع الارتقاء بالإنسان في مختلف مناحي الحياة على قمة أولوياتها.
لغة الأرقام
من جانبه، قال سعيد محمد العطر الظنحاني، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، الأمين العام المساعد لمبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: إن حكومة دولة الإمارات وبتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تحرص على أن تكون في مقدمة المساهمين الفعالين على مستوى العالم في إطلاق المبادرات لمساعدة المجتمعات الإنسانية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع: بلغة الأرقام فقد خصصت مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 7 مليارات درهم للعمل الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية، كما بلغت المساعدات 2.1 مليار درهم خلال السنوات الخمس، حيث أحدثت تغييراً فاعلاً في حياة 91 مليون إنسان في 97 دولة حول العالم.
وأضاف العطر: شارك في تحدي القراءة العربي لهذه الدورة أكثر من 22 مليون طالب، وفي مشروع المدرسة الرقمية بلغ حجم إنفاق المؤسسة الإجمالي 253 مليون درهم عام 2021، واستفاد من برامجه ومبادراته ما يزيد عن 48.4 مليون إنسان حول العالم وذلك انطلاقاً من رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن صناعة المستقبل تتكون من خطط استراتيجية تقوم على العلوم المعرفة وبأهداف واضحة ودقيقة.
وقال: في مجال المساعدات الصحية والطبية بلغ حجم إنفاق مؤسسة نور دبي على عشرات المبادرات والحملات العلاجية والوقائية 51.2 مليون درهم خلال العام 2021. وفي تمكين المجتمعات بلغت المساهمات نحو 88.7 مليون درهم حيث استفاد منها حوالي 2.1 مليون إنسان حول العالم.
وختم: كل ذلك يؤكد حرص دولة الإمارات على المحافظة على دورها الريادي والفاعل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة عالمياً من خلال تكاتف الجهود والشراكات لتحقيق غايتنا المشتركة نحو مستقبل أفضل للإنسانية.
جدير بالذكر أنه تنضوي تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية 30 مبادرة ومؤسسة تنفذ مئات المشاريع والبرامج والحملات، التي تتكامل العديد منها مع أهدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ضمن محاور رئيسية هي: المساعدات الإنسانية والإغاثية، والرعاية الصحية ومكافحة المرض، ونشر التعليم والمعرفة، وابتكار المستقبل والريادة، وتمكين المجتمعات، وقد حققت مشاريعها مشاركة قياسية للمتطوعين الذين بلغ عددهم عام 2021 وحده ما يقارب 145 ألف متطوع في مختلف مشاريع وبرامج المؤسسة الإنسانية والتنموية.