3 اتفاقيات في 24 ساعة.. الإمارات تكثف دعمها الإنساني للسودان
اتفاقية جديدة هي الثالثة التي توقعها الإمارات مع إحدى المنظمات الأممية لدعم السودان على الصعيد الإنساني خلال 24 ساعة، وسط ترقب لتوقيع المزيد من الاتفاقيات الإنسانية.
اتفاقيات تسارع بها الإمارات الخطى لدعم أبناء النيل إنسانيا عبر دبلوماسية رائدة وحكيمة تستهدف معالجة شاملة للأزمة الإنسانية في السودان من مختلف جوانبها، عبر تقديم جميع أنواع المساعدات ولا سيما الغذائية والصحية والتنموية والعمل على حماية النساء والأطفال وتوفير سبل العيش والمأوى في حالات الطوارئ، خاصة للفئات الضعيفة من المتضررين من الأزمة.
تتدفق تلك المساعدات كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، الذين يعانون أشد المعاناة جراء الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو اشتباكات (حميدتي).
مساعدات تتدفق بينما تتوالى الإشادات الدولية والأممية والحقائق والشهادات السودانية الشعبية بجهود الإمارات الإنسانية، كان أحدثها بيان للجالية السودانية بالإمارات أبرزت من خلاله "الدور الكبير" لدار زايد في دعم بلادهم على مختلف الأصعدة.
الاتفاقية الثالثة
ووقعت دولة الإمارات، اليوم الأحد، اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم مساعدات غذائية طارئة للشعب السوداني الشقيق المتضرر من الأزمة في السودان وجنوب السودان، ويشمل ذلك اللاجئين والمجتمعات المضيفة والنازحين داخليا والعائدين المتأثرين بالحرب.
وقع الاتفاقية، من جانب دولة الإمارات سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، وعن برنامج الأغذية العالمي ماثيو نيمز المدير التنفيذي بمكتب واشنطن، وبحضور لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وأمينة محمد نائبة الأمين العام، وذلك في بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.
ويواجه 17.7 مليون شخص في السودان و7.1 مليون شخص في جنوب السودان انعدام الأمن الغذائي الحاد نتيجة الحرب في السودان؛ وللمساعدة في التخفيف من هذه الأزمة، خصصت دولة الإمارات مساعدات بقيمة إجمالية قدرها 25 مليون دولار أمريكي بواقع 20 مليون دولار للسودان، و5 ملايين دولار أمريكي لجنوب السودان.
وقالت سيندي ماكين، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: يرحب برنامج الأغذية العالمي بجميع التعهدات تجاه عملياتنا الغذائية المنقذة للحياة في السودان، وبهذه المساهمة، سنكون قادرين على مساعدة الأشخاص الضعفاء المعرضين لخطر المجاعة.
وقالت لانا زكي نسيبة: مع انتشار الجوع على نطاق واسع في السودان والدول المجاورة، فإن شراكتنا مع برنامج الأغذية العالمي ستساعد الفئات الضعيفة التي تواجه التداعيات المدمرة لهذه الحرب، لا يمكننا أن نسمح بحدوث مجاعة أخرى في السودان، الآثار طويلة المدى للمجاعة، وخاصة بين الأطفال، لا حصر لها، وهذه دعوة للعمل لوقف المجاعة في كافة مساراتها.
ويأتي توقيع الاتفاقية غداة توقيع الإمارات اتفاقيتين إنسانيتين السبت الماضي لدعم السودان.
ووقعت دولة الإمارات، اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، تدعمها بموجبها بـ5 ملايين دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان ومنع خطر المجاعة الوشيك.
كما وقعت دولة الإمارات، اتفاقية أخرى مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، لتخصيص مبلغ 5 ملايين دولار، لدعم صندوق السودان الإنساني (SHF)
وتعد تلك المساهمات جزءا من التزام أوسع بقيمة 70 مليون دولار، خصصته الإمارات لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان، من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية.
ويمثل هذا التمويل جزءا كبيرا من تعهد دولة الإمارات، الذي أعلنت عنه خلال مشاركتها في "المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة"، الذي عقد في باريس أبريل/نيسان الماضي، الذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار.
ويأتي هذا بالإضافة إلى 130 مليون دولار سبق أن قدمتها الإمارات كمساعدات منذ اندلاع الأزمة.
وبتلك المساعدات ترتفع قيمة المساعدات الإماراتية للسودان منذ بدء الأزمة الحالية إلى أكثر من 230 مليون دولار، فيما ترتفع قيمة المساهمات الكلية المقدمة من دولة الإمارات إلى السودان، خلال الأعوام العشرة الماضية إلى ما يزيد على 3.5 مليار دولار.
وتكشف الاتفاقيات الجديدة بين الإمارات والمنظمات الأممية عن رؤية حكيمة لإدارة المساعدات بشكل يعظم الاستفادة منها، عبر توجيهها لأكثر من قطاع، وفي أكثر من مجال ليستفيد منها مختلف فئات المجتمع السوداني ولا سيما الأكثر ضعفا.
أيضا تكشف حرص دولة الإمارات على تقديم معالجة إنسانية شاملة للأزمة تشمل المدنيين المتضررين منها داخل السودان، وخارجه من اللاجئين والنازحين في دول الجوار.
كذلك يظهر في تلك الاتفاقيات حرص دولة الإمارات على استدامة الفوائد من تلك المساعدات عبر توجيهها في قطاعات هامة لأهل السودان مثل الزراعة.
فلم تكتف الإمارات بإعلانها في إبريل/ نيسان الماضي عن تقديم دعم إنساني إضافي للسودان قدره 100 مليون دولار، بل حرصت على إدارة هذا الدعم بشكل مثالي، حيث أعلنت في 17 يونيو/ حزيران الجاري تخصيص 70 مليون دولار من هذا الدعم لوكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، دعماً للجهود الإنسانية في السودان، إلى جانب 30 مليون دولار أخرى لدول الجوار التي تأوي لاجئين سودانيين.
وأشارت وزارة الخارجية الإماراتية، إلى أن هذا الدعم سيتوجه إلى الشركاء الرئيسيين من وكالات الأمم المتحدة ويشمل كلا من:
مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية
برنامج الأغذية العالمي
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
منظمة الأغذية والزراعة
منظمة الصحة العالمية
وبالفعل وقعت 3 اتفاقيات خلال 24 ساعة مع 3 من تلك المنظمات الأممية لمعالجة الأزمة الإنسانية في السودان ومنع خطر المجاعة الوشيك، أحدثها توقيع اتفاقية اليوم الأحد مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وتأتي المساعدات الإماراتية للسودان ولدول الجوار في إطار حرص القيادة الإماراتية المستمر على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني الشقيق، والاهتمام الكبير التي توليه الإمارات للتحديات الإنسانية والتزامها بمواصلة مد يد العون والمساندة والدعم الإنساني له.
رؤية حكيمة
ومنذ بداية الأزمة بالسودان وحتى اليوم، لم تتوقف جهود الإمارات لوقف التصعيد وإنهاء الأزمة بالحوار والطرق السلمية.
جهود دبلوماسية وإنسانية انطلقت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأزمة منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، وتطورت على مدار الفترة الماضية وفقا لتطورات الأزمة حرصا على التخفيف من وطأتها وتداعياتها الإنسانية.
رؤية ترتكز على محاور أساسية لطالما أكدت عليها الإمارات وهي:
* ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، ووقف الاقتتال بين الأطراف المتحاربة في أسرع وقت ممكن، إذ أنه لا يوجد حل عسكري للصراع، ولابد على الأطراف المتحاربة العمل نحو إيجاد حل سلمي للأزمة من خلال الحوار.
* ضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية عبر طرق متعددة وعبر خطوط النزاع وتقديم أوجه الدعم الإنساني، وتأمين وصول المساعدات لتصل إلى كافة المحتاجين لا سيما الفئات الأقل ضعفاً.
* دعم الحل السلمي للصراع في السودان الذي يواجه اضطرابات سياسية منذ أعوام.
- التزام دولة الإمارات بالعمل مع كافة الشركاء لدعم العودة لمسار العملية السياسية في السودان، وأية عملية تهدف إلى وضع السودان على مسار التوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة يشارك فيها ويقودها المدنيون.
الحوار والتعاون هما السبيل الوحيد لحل هذا الصراع، ولابد من التزام جميع الأطراف السودانية التزاماً جوهرياً في محادثات السلام.
تلك الجهود حاول البعض عبثا التشويش عليها عبر أكاذيب مغرضة وافتراءات لا تمت للحقيقة بصلة، تزعم انحياز دولة الإمارات لأحد أطراف الأزمة في السودان.
أكاذيب سرعان ما نفت صحتها وزارة الخارجية الإماراتية في بيان، دحضت فيه دولة الإمارات، أغسطس/آب الماضي، المزاعم بشأن انحيازها لأي من أطراف نزاع السودان، مؤكدة أن السلام والحل السياسي أولويتها.
ونفت دولة الإمارات مجددا تلك الأكاذيب بعد أن تكررت، في رسالة وجهتها إلى مجلس الأمن في 21 أبريل/نيسان الماضي، شددت خلالها على أن نشر المعلومات المضللة والروايات الزائفة بعد مرور عام على الصراع، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان.
وأكدت دولة الإمارات أنها ستظل ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان ومواصلة العمل مع جميع المعنيين لدعم أية عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية.
وأكدت دولة الإمارات موقفها مجددا في إحاطتها أمام مجلس الأمن الدولي مساء الثلاثاء الماضي.
جاء هذا في مداخلة قدمها السفير محمد أبوشهاب المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال إحاطة بشأن الوضع في السودان بمجلس الأمن، ردا على ادعاءات مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الذي يمثل أحد أطراف الصراع.
واكدت الإمارات أن تلك الافتراءات لن تثنيها "عن مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان ويساعد الشعب السوداني".
أيضا أصدرت الجالية السودانية بالإمارات بيانا السبت تضمن حقائق وشهادات أبرزت من خلاله "الدور الكبير" لدار زايد في دعم بلادهم على مختلف الأصعدة.
حقائق آثرت الجالية السودانية إبرازها للعالم عبر وقائع وأحداث كان أبناء الجالية شهود خلالها على دور الإمارات البارز في دعم بلادهم، ردا على ما طالها من افتراءات وأكاذيب تزعم انحيازها لأحد أطراف الحرب.
حرب آثرت الجالية السودانية في بيانها الذي جاء ردا على كلمة مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء أن تفضح أطرافها، وتتبرأ منهم، مؤكدة في بيانها أنها "حرب عبثية.. أسست لمآرب شخصية وأطماع لا تخص الشعب السوداني"، لتضم صوتها إلى جانب دولة الإمارات الداعية لحل سلمي للصراع.
دعم تاريخي
ومنذ بدء العلاقات بين دولة الإمارات والسودان قبل 5 عقود وحتى اليوم، تتدفق مساعدات إماراتية إغاثية وإنسانية واقتصادية وتنموية.
مساعدات تتدفق كنهر عطاء ينبع من دار زايد لإغاثة أهل السودان، الأمر الذي يجسّد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين من جانب، ومن جانب آخر يؤكد أن التزام الإمارات بمد يد العون والمساعدة للأشقاء في السودان، هو التزام تاريخي بدأ منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ويتواصل حتى اليوم بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
دعم يتواصل على مر التاريخ منزه عن أي غرض، سوى حرص القيادة الإماراتية على الوقوف إلى جانب السودان.
وتزايد هذا الدعم، منذ الاشتباكات التي يخوضها الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي.
وبلغة الحقائق والأرقام:
-دشنت دولة الإمارات منذ بداية الأزمة في السودان جسراً جوياً (مع السودان وتشاد المجاورة) بهدف تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للسودانيين، وللتخفيف من حدة الظروف الإنسانية في السودان ودول الجوار.
- قدمت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة 130 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية.
-قدمت الإمارات 9500 طن من الإمدادات الغذائية والطبية عبر تسيير 148 طائرة إمدادات إغاثية، إضافة إلى سفينة حملت على متنها نحو 1000 طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة.
- دعمت دولة الإمارات مخيمات اللاجئين السودانيين في عدد من المناطق في تشاد.
- تم تسيير طائرة مساعدات غذائية تحمل على متنها 100 طن إلى اللاجئين السودانيين في جنوب السودان من خلال برنامج الأغذية العالمي.
- شيدت دولة الإمارات مستشفيين ميدانيّيْن في أمدجراس وأبشي التشاديّتين لدعم السودانيين اللاجئين.. وبلغ عدد من استقبلهم المستشفى في أمدجراس منذ افتتاحه أكثر من 29,378 حالة.
- أعلنت دولة الإمارات وخلال مشاركتها في مؤتمر باريس أبريل/نيسان الماضي تعهدها بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار، وأعلنت 17 يونيو/ حزيران الجاري أنها ستخصص 70 مليون دولار منهم كمساعدات للسودان عبر وكالات الأمم المتحدة، فيما ستوجه 30 مليون دولار أخرى لدول الجوار التي تؤوي لاجئين ونازحين.