الخارجية الأمريكية لـ"العين الإخبارية": التعاون بين واشنطن وأبوظبي يعزز الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن التعاون بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات، يعمل على تعزيز العمل المناخي العالمي.
وأشار برايس، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع دولة الإمارات من أجل التقدم وضمان نتيجة قوية في قمة المناخ المقبلة COP28.
وأضاف أن واشنطن تتطلع إلى مواصلة العمل مع البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة بصفتها الدولة المضيفة لـCOP28 والتي تتولى الرئاسة المقبلة لمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين للمناخ للأطراف (COP28 UAE).
ونبه برايس إلى أنه على مستوى العالم، يعيش أكثر من ثلاثة مليارات شخص في مناطق زراعية ذات مستويات عالية من نقص المياه وندرتها، ويواجه نصفهم قيودًا شديدة، وأنه قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمياه خلال العام المقبل، يجب علينا جميعًا مضاعفة جهودنا لحماية مواردنا المائية وتحقيق المساواة والمرونة في الوصول إلى المياه والصرف الصحي للجميع.
وشدد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على أن معالجة أزمة المناخ تتطلب تنفيذ الالتزامات وتحقيق الأهداف التي حددتها البلدان بالفعل، بالإضافة إلى العمل من أجل تجنب وتقليل أسوأ آثار تغير المناخ.
وأوضح أنه في COP27، مع أكثر من 190 طرفًا في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واصلنا تعزيز طموح المناخ في كل من التخفيف والتكيف، وأنه من خلال التنفيذ الكامل للالتزامات والإجراءات العالمية التي تم الإعلان عنها في COP27 ، يمكننا الحد من الاحترار إلى 1.7 درجة مئوية وفقًا للتقييم الأخير لوكالة الطاقة الدولية (IEA).
كان جون كيري، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ قال في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمواجهة التغير المناخي هي جهود استثنائية بالنسبة لدولة رائدة في إنتاج النفط والغاز، وأن أبوظبي في الصدارة عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات التكنولوجية لمواجهة التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات، كما أن الحكومة الإماراتية دفعت كافة المؤسسات للانخراط في العمل من أجل التحول إلى طاقة جديدة ومستقبل أفضل.
وتمتلك دولة الإمارات سجلاً حافلاً في العمل المناخي والتعاون متعدد الأطراف، وتستضيف المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وكانت أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على اتفاقية باريس، وكذلك أول دولة في المنطقة تلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية ضمن التزاماتها المحددة وطنيا.
واستضافت دولة الإمارات الاجتماعات التحضيرية لمؤتمرات الأمم المتحدة المناخية خلال عامي 2014 و2019، إضافة إلى "الحوار الإقليمي للمناخ" الذي عزز الالتزامات الإقليمية بشأن الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة، فضلا عن استضافة إكسبو 2020 دبي، الذي ركز على إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة للتحديات العالمية.
فرص اقتصادية
وقال مصدر مسؤول بالسفارة الإماراتية بواشنطن، إن التعاون مع الولايات المتحدة أمر محوري لخططنا لمعالجة أزمة المناخ، مضيفاً أنه لن يؤدي التعاون الإماراتي الأمريكي في هذا المجال إلى تسريع الجهود الدولية للوصول إلى الأهداف المناخية فحسب، بل سيعزز أيضًا الفرص الاقتصادية، مع خلق المعرفة والمهارات والوظائف.
وتابع مسؤول السفارة الإماراتية بالعاصمة الأمريكية، لـ"العين الإخبارية"، أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أعلنت دولة الإمارات والولايات المتحدة عن شراكة لتسريع الطاقة النظيفة لمعالجة تغير المناخ وتمويل تكنولوجيا الطاقة النظيفة وتعميق التعاون الثنائي.
وشدد على أن هذه المبادرة تمثل التزامًا مشتركًا من دولتين من كبار منتجي الطاقة بانتقال سريع ومسؤول وطموح للطاقة، مضيفاً: ستدعم المبادرة كذلك مشاريع في مجالات أخرى مثل احتجاز الكربون وتخزينه، وإدارة الميثان، والطاقة النووية الخالية من الانبعاثات، وإزالة الكربون من القطاعات الصناعية.
خطة عالمية
وأشار المسؤول الإماراتي إلى عمل دولة الإمارات والولايات المتحدة بشكل وثيق في مبادرات الاستدامة الأخرى، حيث أطلقت أبوظبي وواشنطن في COP26 في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 مهمة الابتكار الزراعي للمناخ (AIM for Climate)، وهو تحالف تقوده دولة الإمارات والولايات المتحدة ويضم أكثر من 40 دولة يعمل على تسريع الابتكار والبحث والتطوير في الزراعة والأنظمة الغذائية لتعزيز الأمن الغذائي.
وتعمل دولة الإمارات على بناء مشاريع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتتعاون مع الولايات المتحدة لتأسيس شركة Mission Innovation ، وهي شراكة لمضاعفة البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة الحكومية في غضون 5 سنوات، كما تعمل أبوظبي وواشنطن على تنفيذ مشروع الطاقة المتجددة الإماراتي والكاريبي البالغ قيمته 50 مليون دولار، حيث يضطلع الصندوق ببناء محطات طاقة شمسية في 16 دولة.
ونبه المصدر المسؤول بالسفارة الإماراتية في واشنطن إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت أول دولة في الشرق الأوسط توقع وتصدق على اتفاقية باريس، وتلتزم بخفض الانبعاثات على مستوى الاقتصاد ككل، وتعلن عن مبادرة لتحقيق صافي صفر من الانبعاثات بحلول عام 2050.
وتستعد دولة الإمارات لاستضافة COP28 في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حيث يواصل البلد الرائد في مواجهة التغيرات المناخية اتخاذ خطوات صارمة لمكافحة تغير المناخ ويجمع الدول معًا لمواجهة هذا التحدي المشترك.
وأشار المسؤول الإماراتي إلى أن أبوظبي تتابع جهد مواجهة التغيرات المناخية داخل حدود دولة الإمارات وعلى الصعيد الدولي.
وأوضح أنه على الصعيد المحلي، تقوم دولة الإمارات بتوسيع استخدام الطاقة النظيفة بسرعة، حيث يعمل لدى دولة الإمارات 3 مفاعلات نووية و3 من أكبر وأقل تكلفة مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، وفي الوقت نفسه، استثمرت دولة الإمارات أكثر من 50 مليار دولار في مشاريع الطاقة المتجددة في 70 دولة - بما في ذلك 27 دولة جزرية - وتخطط لاستثمار 50 مليار دولار إضافية على مدى العقد المقبل.
aXA6IDMuMTcuMTc5LjEzMiA= جزيرة ام اند امز