الإمارات وأزمة أوكرانيا في 2024.. 9 وساطات ناجحة وحراك سياسي وإشادات دولية
إنجازات غير مسبوقة حققتها الإمارات على مدار 2024، في إطار حراكها السياسي وجهودها لحل الأزمة الأوكرانية والتخفيف من تداعياتها الإنسانية.
توج هذا الحراك بنجاح الإمارات في إبرام 9 وساطات لتبادل الأسرى خلال العام 2024 تم بموجبها إطلاق 2184 أسيرا، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
وعلى الصعيد الإنساني، أرسلت الإمارات نحو 105 أطنان من المساعدات الغذائية والإغاثية الطبية لدعم المتضررين من الأزمة في أوكرانيا خلال 2024.
كما شاركت الإمارات في كل جهد دولي يدعم البحث عن حل لتلك الأزمة، كان أحدثها في المؤتمر الوزاري حول "البعد الإنساني لصيغة السلام في أوكرانيا المكونة من 10 نقاط"، والذي عقد في مدينة مونتريال الكندية يومي 30-31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جهود دبلوماسية قوبلت بتقدير وإشادة دولية ولا سيما من طرفي الأزمة، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أكثر من مرة على وساطات وجهود بلاده لحل الأزمة.
جهود ووساطات تأتي في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الواسع بين الطرفين، الأمر الذي يبرز حجم وأهمية وثقل الدور الذي تقوم به الإمارات، ومدى الثقة والتقدير اللذين تحظى بهما من طرفي الأزمة.
أيضا تبقي الإمارات عبر نجاحها في تلك الوساطات نافذة أمل لحل سياسي ودبلوماسي لتلك الأزمة.
دعم السلام
"دعم حل سلمي للأزمة الأوكرانية".. رؤية أكدت عليها دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة في فبراير/شباط 2022، ولا يفوت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ولا دبلوماسيو الإمارات مناسبة إلا وأكدوا عليها.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية قبل 3 أعوام تقود دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.
جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارات متبادلة من الجانبين، كان أحدثها، زيارته لروسيا قبل شهرين.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال القمة التي جمعته والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نهج دولة الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات.
من جانبه، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات لجهود الوساطة التي بذلتها دولة الإمارات خلال الفترات الماضية، وأسفرت عن نجاح تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
بدوره، أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن شكره للحكومة الروسية للتعاون الذي أبدته مع دولة الإمارات في هذا الشأن، والذي كان له الدور الهام في نجاح جهودها، مؤكداً حرص بلاده على مواصلة بذل مزيد من الجهد في هذا الجانب الإنساني المهم.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.
وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددًا على أن "دولة الإمارات دائما ستكون موجودة"، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي أيضا، بذل رأس الدبلوماسية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، جهودا بارزة في هذا الصدد، من خلال المباحثات المتواصلة ومن خلال مشاركات الوزراء والدبلوماسيين التابعين للوزارة في المحافل الدولية.
وفي هذا الصدد، أكد الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير الدولة الإماراتي، على الرؤية الإماراتية لحل الأزمة، خلال إلقائه بيان دولة الإمارات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها التاسعة والسبعين نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال في هذا الصدد "في أوكرانيا التي تجاوزَتْ تَأثيرات الحرب فيها البِحار والقارات، فلا بد من إيجاد حل سلمي يضع حداً لهذا النزاع، وما رافقه من تزايد في الاستقطاب الدولي، وأزمات لجوء وأسرى، وتداعيات على الأمن الغذائي العالمي".
وأضاف: "من خلال تواصلنا المستمر مع كل الأطراف ساهمت بلادي في الإفراج عن قرابة 2000 أسير حرب عبر جهود الوساطة بين روسيا وأوكرانيا".
وتابع قائلا :"ومستمرون بالدّفع نحو الحوار وخفض التصعيد، ودعم التعافي وإعادة البِناء".
أيضا أكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بياناتها المتتالية على تلك الرؤية، مشددة على التزام دولة الإمارات بما يلي:
- مواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا.
- التأكيد على موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد.
- دعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة كاللاجئين والأسرى.
حصاد الوساطات
رؤية إماراتية تبرز إصرار إماراتي على حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 10 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، بينها 9 خلال العام الجاري 2024 وهي كما يلي:
18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل، شملت 190 أسيرا، مناصفة من الجانبين.
14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل، شملت 206 أسرى، مناصفة من الجانبين.
24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى.
25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من أسراها من روسيا.
3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
وإضافة لتلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا.
رسائل ودلالات
وساطات إماراتية ناجحة تحمل رسائل ودلالات هامة من أبرزها:
-تعطي بارقة أمل نحو حل أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم
- تجسد الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا.
- تعبر عن تقدير روسيا وأوكرانيا لدور دولة الإمارات في دعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.
- انعكاس لعلاقات التعاون والصداقة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.
- تبرز سعي الإمارات الحثيث والمتواصل للدفع بحل سلمي للأزمة الروسية الأوكرانية.
-تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.
- تثبت صواب الرؤية الحكيمة للإمارات منذ بدء الأزمة في اتخاذ موقف الحياد الإيجابي المتوازن، والذي أتاح لها لعب دور إيجابي على طريق حل الأزمة.
دعم اقتصادي وإنساني
الحياد الإيجابي خلال الأزمة، نجحت الإمارات أيضا في توظيف لدعم التعاون الاقتصادي مع أوكرانيا، الأمر الذي توج بإنجاز مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما قبل عدة شهور.
وأنجزت دولة الإمارات وأوكرانيا مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما 29 أبريل/نيسان الماضي، تمهيدا لتوقيع الاتفاق النهائي في وقت لاحق، وذلك في إطار التزام دولة الإمارات بتحقيق شراكات قوية مع أوكرانيا من خلال إتمام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، كأحدث إنجاز تاريخي في العلاقات الثنائية.
وبالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
وضمن أحدث تلك الجهود:
- أرسلت دولة الإمارات في 27 مارس/آذار الماضي طائرة تحمل على متنها 50 طنا من المواد الغذائية إلى أوكرانيا.
- أرسلت الإمارات 13 فبراير/شباط طائرة تحمل 55 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية للمتضررين في أوكرانيا
- مساعدات إنسانية إغاثية بقيمة 105 ملايين دولار.
-تدشين جسر جوي من المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية والمولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف وغيرها من المستلزمات الطبية والتعليمية.
- تسيير طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
- إرسال باخرة حملت على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية.
- المشاركة في مختلف المؤتمرات الدولية الداعمة لحل أزمة سياسي وإنساني للأزمة، من بينها المشاركة في مؤتمر تعافي أوكرانيا، الذي عُقد بتاريخ 11-12 يونيو/حزيران الماضي في برلين، بألمانيا، و المؤتمر الوزاري حول "البعد الإنساني لصيغة السلام في أوكرانيا المكونة من 10 نقاط"، والذي عقد في مدينة مونتريال الكندية في 30-31 أكتوبر /تشرين الأول الماضي.
يذكر أن دولة الإمارات قدّمت منذ بداية الأزمة إمدادات إغاثية عاجلة للمدنيين المتضررين في أوكرانيا.
وأكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، خلال مؤتمر مونتريال دعم بلادها المتواصل للمبادرات التي من شأنها تخفيف التداعيات الإنسانية الناجمة عن الحرب الدائرة في أوكرانيا، وخاصة بما يتعلق بالأطفال والنساء واللاجئين والأسرى.
وأشارت إلى التزام دولة الإمارات بمواصلة الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع في أوكرانيا، مؤكدةً على موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد.
إشادات وشكر
جهود استحقت شكرا وتقديرا متواصلين من العالم وطرفي الأزمة.
وسبق أن أعرب الرئيس الروسي أكثر من مرة من بينها في أكتوبر/تشرين الأول و فبراير/شباط الماضيين عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات، لنجاح جهود وساطة بلاده بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا .
أيضا أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكثر من مرة عن شكره وتقديره إلى الإمارات وقيادتها على مدار عام 2024 لنجاح جهود الوساطة التي بذلتها.
aXA6IDMuMTM3LjE4NS4yMDIg
جزيرة ام اند امز