الإمارات وحرب أوكرانيا 2025.. حراك سياسي وإنساني يبقي نافذة الأمل
حراك سياسي ودبلوماسي وإنساني واقتصادي إماراتي شهده عام 2025، في إطار مساعيها الرامية لحل سلمي للأزمة الأوكرانية.
توج هذا الحراك بنجاح الإمارات في إبرام 7 وساطات لتبادل الأسرى، وتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع أوكرانيا لدعم اقتصادها، وإطلاق جملة من المبادرات الإنسانية الجديدة للتخفيف من تداعيات الأزمة.
7 وساطات إماراتية لتبادل الأسرى خلال عام 2025 تم بموجبها إطلاق 2108 أسرى، وهو رقم يقارب عدد الأسرى الذي نجحت الإمارات في إطلاقهم خلال عام 2024 عبر 10 وساطات، تم خلالها إطلاق 2484، ليصل العدد الإجمالي في العامين إلى 4592 عبر 17 وساطة، وهو رقم كبير يجسد إنجازًا دبلوماسيًا وإنسانيًا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدًا متواصلًا بين طرفيها.
أيضًا توج هذا الحراك بجهود ومبادرات سياسية وإنسانية واقتصادية على مدار 2025 للتخفيف من تداعيات الأزمة كان أبرزها:
إجراء مباحثات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مع قادة روسيا وأوكرانيا أكد خلالها حرص بلاده على دعم تسوية سلمية للأزمة.
توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع أوكرانيا فبراير/شباط.
إعلان الإمارات التزامها بدعم جهود إعادة الإعمار في أوكرانيا خلال مشاركتها في مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا بالعاصمة الإيطالية روما يوليو/تموز.
إبرام دولة الإمارات إعلان ثلاثي الأطراف مع كل من إيطاليا وأوكرانيا بهدف تعزيز القدرات المؤسسية لأوكرانيا ودعم المشاريع الصغيرة التي تقودها النساء يوليو/تموز.
توقيع دولة الإمارات وإيطاليا إعلانًا لتعزيز الدعم المقدم للأطفال والمراهقين والشباب في أوكرانيا يوليو/تموز.
إطلاق الإمارات مبادرة مشتركة مع إستونيا لدعم تعافي أوكرانيا عبر التعليم والمهارات الرقمية وريادة الأعمال في سبتمبر/أيلول.
تعزيز الجهود البرلمانية الرامية إلى تشجيع الحوار المباشر بين الجانبين.
الإعلان عن حزمة دعم جديدة بقيمة 5 ملايين دولار لتمويل مراكز الدعم النفسي والاجتماعي، وبرامج المدارس الآمنة، ومبادرات رعاية الأسر الحاضنة في أكتوبر/تشرين الأول.

حصاد دبلوماسي وإنساني واقتصادي وافر لحراك إماراتي مكثف في عام جديد من عمر الأزمة، أثمر 7 وساطات حرّرت آلاف الأسرى، ومساعدات إنسانية استفاد منها أكثر من 1.2 مليون شخص من المتضررين، وشراكة اقتصادية تُعيد الأمل لاقتصاد منهك.
وساطات أبقت نافذة أمل لإنهاء تلك الأزمة دبلوماسيًا، ومهدت الأرضية لبدء جهود أمريكية ما زالت متواصلة للدفع بحل الأزمة سياسيًا.
جهود أثبتت من خلالها الإمارات أنها لم تكن فقط مجرد وسيط محايد، بل صانعة فرص سلام، لتؤكد أن الدبلوماسية النابضة بالإنسانية قادرة على اختراق جدران الحرب.
جهود دبلوماسية قوبلت بتقدير وإشادة دولية، ولا سيما من طرفي الأزمة، حيث وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي الشكر للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أكثر من مرة على مدار عام 2025 على وساطات وجهود بلاده لحل الأزمة.
كما منح رئيس أوكرانيا، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، وسام الأميرة أولغا من الدرجة الأولى، أحد أرفع الأوسمة المدنية في أوكرانيا، تقديرًا لإسهامات دولة الإمارات في دعم الشعب الأوكراني وتعاونها الإنساني البناء.
نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقًا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني ونشر التسامح والأخوة.
أبرز جهود الإمارات لحل الأزمة الأوكرانية خلال عام 2025، نفصلها في التقرير التالي:

رسائل القيادة
شهد عام 2025 عدة لقاءات ومباحثات هاتفية بين القيادة الإماراتية وقادة روسيا وأوكرانيا، كلا على حدة، وهي كالتالي:
مباحثات جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في أبوظبي 17 فبراير/شباط الماضي، أكد خلالها رئيس دولة الإمارات على ما يلي:
نهج بلاده الداعم للحلول السلمية للأزمات لمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، من منطلق إيمانها بأن التنمية لا تتحقق إلا في ظل الاستقرار.
حرص الإمارات على دعم كل ما من شأنه إيجاد تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.
مواصلة العمل على تخفيف التداعيات الإنسانية للأزمة.
من جانبه، أعرب فولوديمير زيلينسكي عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات للجهود الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة في تبادل الأسرى والاهتمام الذي أبدته دولة الإمارات للجوانب الإنسانية للأزمة.
وشهد الزعيمان خلال تلك الزيارة توقيع "اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة" بين دولة الإمارات وأوكرانيا، والتي تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون المشترك والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
اتفاقية تعكس حرص دولة الإمارات على تعزيز قدرة أوكرانيا على الصمود على المدى البعيد من خلال التزامها الاقتصادي، إذ تُعد الدولة الوحيدة التي وقّعت اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع أوكرانيا منذ بداية النزاع في فبراير/شباط 2022.
مباحثات بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفلاديمير بوتين، رئيس روسيا الاتحادية، في روسيا 7 أغسطس/آب الماضي، أكد خلالها رئيس دولة الإمارات على ما يلي:
• نهج بلاده الثابت في العمل على ترسيخ أسباب السلام والاستقرار في العالم.
• دفع الحلول والمبادرات السلمية لمختلف النزاعات والصراعات على المستويين الإقليمي والعالمي.
• استعداد الإمارات لبذل أي جهد إضافي لتسهيل عمليات الوساطة التي تقوم بها دولة الإمارات لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
من جانبه، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن شكره وتقديره للجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات، والتي تسفر عن نجاح تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
تخلل اللقاءين عدد من المباحثات الهاتفية على مدار العام.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، تقود دولة الإمارات جهودًا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني وسلمي واقعي، يستند إلى قواعد القانون الدولي ويقضي باحترام سيادة الدول.

حصاد الوساطة.. 7 في 2025
جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع زعيمي البلدين، إضافة إلى جهود الدبلوماسية الإماراتية ممثلة في وزارة الخارجية، تبرز إصرار الإمارات على حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 17 صفقة لتبادل الأسرى بين البلدين منذ عام 2024، بينها 7 خلال عام 2025، تفاصيلها كما يلي:
24 أغسطس/آب 2025: إتمام عملية تبادل شملت 292 أسيرًا من الجانبين.
14 أغسطس/آب 2025: إتمام عملية تبادل شملت 168 أسيرًا من الجانبين.
6 مايو/أيار 2025: إنجاز عملية تبادل شملت 410 أسرى من الجانبين.
19 أبريل/نيسان 2025: إنجاز عملية تبادل شملت 538 أسيرًا من الجانبين.
19 مارس/آذار 2025: إنجاز عملية تبادل شملت 350 أسيرًا مناصفة من الجانبين.
5 فبراير/شباط 2025: إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
15 يناير/كانون الثاني 2025: إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرًا مناصفة من الجانبين.

وساطات عام 2024
30 ديسمبر/كانون الأول 2024: إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
18 أكتوبر/تشرين الأول 2024: إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرًا مناصفة من الجانبين.
14 سبتمبر/أيلول 2024: إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
24 أغسطس/آب 2024: استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
17 يوليو/تموز 2024: استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدداً مماثلاً من الأسرى.
25 يونيو/حزيران 2024: صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل شملت 180 أسيرًا من كلا الجانبين.
31 مايو/أيار 2024: استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
8 فبراير/شباط 2024: استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
31 يناير/كانون الثاني 2024: عودة 195 جندياً إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدداً مماثلاً من أسراها من روسيا.
3 يناير/كانون الثاني 2024: وساطة عاد بموجبها 248 جندياً إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.
وساطات عام 2023
4 فبراير/شباط 2023: وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرًا.
رسائل ودلالات
الوساطات الإماراتية الناجحة تحمل رسائل ودلالات هامة، أبرزها:
تعطي بارقة أمل نحو حل أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم.
تجسد الثقة التي تحظى بها دولة الإمارات لدى روسيا وأوكرانيا.
تعبر عن تقدير روسيا وأوكرانيا لدور دولة الإمارات في دعم المسار الدبلوماسي لحل الأزمة بين البلدين.
انعكاس لعلاقات التعاون والصداقة التي تجمع دولة الإمارات بالبلدين.
تبرز سعي الإمارات الحثيث والمتواصل للدفع بحل سلمي للأزمة الروسية-الأوكرانية.
تبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية، وثقة العالم بها وتقديره لقيادتها وجهودها ووساطاتها.
تثبت صواب الرؤية الحكيمة للإمارات منذ بدء الأزمة في اتخاذ موقف الحياد الإيجابي المتوازن، الذي أتاح لها لعب دور إيجابي على طريق حل الأزمة.
مبادرات إنسانية
أكدت ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي، خلال لقاء جمعها في بروكسل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مع حاجة لحبيب، المفوض الأوروبي لشؤون المساواة والتأهب وإدارة الأزمات، على الالتزام المشترك لدولة الإمارات والاتحاد الأوروبي بتعميق التعاون الثنائي وعزمهما على تخفيف المعاناة الإنسانية حول العالم، وسلطت الضوء على جهود الإمارات الحثيثة في أوكرانيا، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل تبادل الأسرى.
أجرت الهاشمي زيارة إلى أوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التقت خلالها الرئيس الأوكراني والسيدة الأولى أولينا زيلينسكا، وأعلنت حزمة دعم بقيمة 5 ملايين دولار من خلال مؤسسة أولينا زيلينسكا، لتمويل مراكز الدعم النفسي والاجتماعي وبرامج المدارس الآمنة ومبادرات رعاية الأسر الحاضنة، مما يعكس رؤية الإمارات الاستراتيجية طويلة المدى تجاه أوكرانيا القائمة على دمج الاستثمار الاقتصادي والدعم الإنساني لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الدائم.
وقّعت دولة الإمارات وإستونيا إعلاناً مشتركاً لدعم جهود تعافي أوكرانيا في مجالات التعليم والمهارات الرقمية وريادة الأعمال، عقب لقاء الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، ووزير خارجية إستونيا خلال أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر/أيلول الماضي.
أكدت الإمارات التزامها بدعم جهود إعادة الإعمار في أوكرانيا وتعزيز التعاون الدولي الاستراتيجي خلال مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا 2025 في روما يوليو/تموز الماضي.
أبرمت الإمارات إعلانا ثلاثي الأطراف مع إيطاليا وأوكرانيا لتعزيز القدرات المؤسسية لأوكرانيا ودعم المشاريع الصغيرة التي تقودها النساء.
وقّعت الإمارات وإيطاليا إعلاناً لتعزيز الدعم المقدم للأطفال والمراهقين والشباب في أوكرانيا، لتقديم الدعم التعليمي والنفسي الاجتماعي وترميم الملاجئ الآمنة بالشراكة مع مؤسسة أولينا زيلينسكا ومؤسسات إنسانية أخرى.

تواصل دولة الإمارات بذل جهود حثيثة للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا؛ إذ قدّمت منذ بداية الأزمة أكثر من 105 ملايين دولار أمريكي لدعم الجهود الإنسانية، ووقّعت اتفاقيات تعاون مع مؤسسة أولينا زيلينسكا لتوفير مراكز إضافية للأسر الحاضنة ودور الأيتام المتضررة من النزاع، وأرسلت طائرات إغاثة تحمل أكثر من 1015طنا من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية.
كما قدّمت دولة الإمارات 50 سيارة إسعاف وأكثر من 4,500 مولّد كهربائي، وسفينتين محمّلتين بمساعدات إغاثية إلى رومانيا، استفاد منها أكثر من 1.2 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك في إطار دعم دولة الإمارات الإنساني واستجابتها العاجلة، بما يسهم في تعزيز جهود التعافي والتنمية طويلة المدى.