الإمارات والكويت.. أخوة تهزم "أهل الفتن"
علاقات أخوية عابرة للحدود والمؤامرات تجمع الإمارات والكويت في امتداد عميق للتاريخ والجغرافيا تهزم "أهل الفتن" وقوى الشر والإخوان.
علاقات عبّر عن متانتها وقوتها قادة ومسؤولو البلدين في مناسبات عديدة، وتجلت من خلال سرعة نفي الكويت بشكل قاطع، الجمعة، صحة ما نشرته مواقع مشبوهة- تقف خلفها أطراف بأجندات معروفة تستهدف علاقات البلدين- عن وجود "لوبي" مزعوم لدولة الإمارات يحرض عليها.
تهاني المحبة
ولم تكن هذه المواقف الوحيدة التي تعبر فيها الكويت - قيادة وحكومة وشعبا- عن ثقتها بالإمارات وقوة العلاقات الثنائية.
فقبل شهر، رحبت الخارجية الكويتية بانتخاب المجتمع الدولي دولة الإمارات العربية المتحدة عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي.
وأوضحت الوزارة، في بيان أصدرته حينها، أن اختيار المجتمع الدولي يعكس الدور البارز الذي تقوم به الإمارات على المستويين الإقليمي والدولي بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
وأعربت الكويت عن خالص التهاني لدولة الإمارات -قيادة وحكومة وشعبا- وتمنياتها بالتوفيق والسداد خلال فترة العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن وبما يحفظ ويعزز الأمن والسلم الدوليين.
وجاءت التهنئة الدبلوماسية بعد شهور من أخرى أميرية لا ينساها أهل البلدين.
ولا ينسى الإماراتيون أن أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، كان في طليعة قادة العالم الذين بادروا بتهنئة الإمارات بإرسال مسبار الأمل إلى المريخ في 9 فبراير/شباط الماضي.
وعبرت تهنئة الشيخ نواف عن حجم المحبة والاعتزاز الذي يكنه للإمارات وأهلها، مؤكدا أن "هذا الإنجاز الإماراتي والعربي هو محل فخر واعتزاز للجميع".
مواقف متتالية تؤكد أن العلاقات بين البلدين التي شهدت تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وأمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تزداد قوة وصلابة في عهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، خلفا لأمير البلاد الراحل.
لفتات أخوية
لفتات تتوالى من البلدين تعبر عن العلاقات الأخوية القوية، وتفسر فشل المؤامرات المتواصلة التي تستهدف روابط وثيقة منقوشة في التاريخ.
من أبرز تلك اللفتات أيضا، أمر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 25 فبراير/شباط الماضي، بإطلاق اسم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على شارع "المنخول" وهو أحد أهم الشوارع الحيوية في دبي، تخليداً لذكرى الأمير الراحل، وتقديراً للدور الإنساني الكبير للمغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والجهود المشهودة التي بذلها في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك، ومساندة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وذلك تزامناً مع احتفال دولة الكويت باليوم الوطني الستين.
أيضا لا ينسى أهل البلدين كلمات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال زيارة أخوية للكويت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، التقى خلالها أخاه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والذي قال خلالها إن "الإمارات للكويت والكويت للإمارات".
لقاءات متواصلة
كلمات تزعج أهل الفتن وأهل الشر وجماعة الإخوان الإرهابية الذين لا يريدون الخير للبلدين، ويزيد من ألمها وتيرة العلاقات المتنامية في نسق تصاعدي يتجسد من خلال اللقاءات المتواصلة والزيارات المتبادلة.
ففي 5 يوليو/تموز الجاري، التقى مطر حامد النيادي سفير الإمارات لدى الكويت، مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة بدولة الكويت، بمكتبه في مجلس الأمة.
وأكد السفير الإماراتي حرص بلاده على توطيد أواصر التعاون المشترك، والارتقاء بالعلاقات بما يحقق طموحات قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
من جهته، أشاد رئيس مجلس الأمة بدولة الكويت بالعلاقات الثنائية الوطيدة والمتجذرة، والتعاون البناء على كافة الأصعدة والمجالات.
وجرى استعراض العلاقات القائمة بين البلدين الشقيقين، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، في لقاء جاء بعد نحو أسبوعين من لقاء النيادي، في 16 يونيو/ حزيران الماضي، كلا من خليفة مساعد حمادة وزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار الكويتي والدكتور مشعان محمد العتيبي وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية بدولة الكويت في لقاءين منفصلين.
وأشاد الوزيران بالعلاقات الثنائية الوطيدة والتعاون البناء على الأصعدة كافة.
بدوره، أكد السفير مطر حامد النيادي حرص دولة الإمارات على توطيد أواصر التعاون المشترك، والارتقاء بالعلاقات مع دولة الكويت بما يحقق طموحات قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، تسلم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رسالة خطية إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات من أخيه الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، ثمن خلالها عاليا مواقف دولة الإمارات رئيسا وحكومة وشعبا الأخوية والإنسانية، وحرصها على التلاحم العربي الخليجي وتعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
جاء ذلك لدى استقبال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت.
تعزيز التعاون
وتتويجا لجهود قيادة البلدين في استكمال مسيرة العمل المشترك وتعزيز العلاقات الأخوية والنهوض بها نحو المزيد من التقدم والازدهار، عقدت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي - عبر تقنية الاتصال المرئي- أعمال الدورة الرابعة من اللجنة العليا المشتركة بين الإمارات والكويت.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أن انعقاد اللجنة في ذلك التوقيت ومن خلال تقنيات الاتصال المرئي، يعبر عن متانة العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على تطوير العمل المشترك واستكشاف الجديد من آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات ترى في شقيقتها الكويت شريكا استراتيجيا لإرساء دعائم السلم والاستقرار.
من جانبه، أكد الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية الكويت أن بلاده ودولة الإمارات ترتبطان بعلاقات استثنائية خاصة وتاريخية متجذرة، تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف وتسعى الدولتان، منذ القدم، إلى تحقيق التكامل والترابط في جميع المجالات الحيوية، مشيراً إلى أن تلك العلاقات تعكس إصراراً من القيادة السياسية بالبلدين على الدفع بها لمستويات أكثر تكاملاً.
ووقع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح على مذكرة تفاهم للاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية للعاملين في البحر، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الشؤون الإسلامية.
ووقع الجانبان أيضاً على برنامج تنفيذي للتعاون في المجال التربوي وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال الثقافة والفنون.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، استقبل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات التاريخية والأخوية الراسخة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى سبل تعزيز مسارات التعاون المشترك الإماراتية الكويتية في المجالات كافة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن العلاقات الإماراتية الكويتية عميقة وتاريخية ومزدهرة، وتشهد تطورا مستمرا على مختلف الأصعدة في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين الشقيقين.
وأشاد بمسيرة الإنجازات التنموية للكويت الشقيقة والتي شكلت نموذجا بارزا للتطور والريادة على مختلف الأصعدة، مشيدا بدور الكويت الرائد والمهم في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك.
علاقات تاريخية
تعود العلاقات الإماراتية-الكويتية إلى أكثر من 6 عقود، وقد تميزت منذ البداية بزخم كبير؛ حيث بدأت البعثة التعليمية الكويتية في الإمارات خلال عام 1955 بإنشاء العديد من المدارس وتجهيزها قبل إعلان الاتحاد.
كما دشنت البعثة الطبية الكويتية عملها في الإمارات أوائل الستينيات من القرن الماضي بإنشاء العديد من المراكز والمستشفيات.
وفي سبعينيات القرن الماضي، تعمقت العلاقات الأخوية المستندة على روابط الدم والإرث والتاريخ المصير المشترك، وتعززت بدعم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ جابر الأحمد الصباح.
وترجمت دولة الإمارات حجم ومتانة العلاقات بموقفها المشرف أثناء احتلال الكويت، حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية على أرضها بينما شاركت القوات المسلحة الإماراتية في حرب تحرير الكويت.
ولا تنسى الكويت وأهلها وقفة الإمارات وجيشها الباسل إلى جانبهم في محنة الغزو العراقي عام 1990 والشهور التي تلتها وصولاً إلى تحريرها، حيث قدّمت الإمارات 8 شهداء و21 جريحاً دفاعاً عن الحق والشرعية، ومبادئ حسن الجوار.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الراحل.
وتكريسا لمتانة العلاقات بين البلدين، والرغبة في الانطلاق بها نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، وقع البلدان اتفاقية إنشاء "اللجنة المشتركة" للتعاون الثنائي عام 2006 في مدينة الكويت، وعقدت اللجنة عددا من الاجتماعات التي خلالها التوقيع على برامج واتفاقيات عدة لتعزيز التعاون بين البلدين.
لغة الأرقام
على المستوى الاقتصادي، تؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين.
وبلغة الأرقام، شهدت العلاقات بين البلدين تقدماً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث نمت قيمة التجارة غير النفطية من حوالي 7 مليارات دولار أمريكي عام 2016 إلى نحو 10.5 مليار دولار أمريكي عام 2019، لتحتل الكويت بذلك المرتبة الخامسة عالمياً بين أبرز وجهات الصادرات الإماراتية غير النفطية فيما شكلت السوق الإماراتية تاسع أكبر وجهة للصادرات الكويتية على مستوى العالم.
وتشارك الكويت في معرض إكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه دولة الإمارات مطلع أكتوبر/تشرين الأول المقبل، من خلال جناح يعتبر الأضخم في تاريخ مشاركتها بمعارض إكسبو الدولية.
وترتبط الإمارات والكويت بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي أسهمت في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة.
كما تربط البلدان علاقات استثمارية متميزة في العديد من القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها السياحة والإنشاءات والتطوير والخدمات المالية وخدمات التجزئة.
وعلى الصعيد الثقافي والتربوي، فتحت الجامعات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة مجالا واسعا أمام استقطاب الطلبة الكويتيين الذين وجدوا فيها بديلا مناسبا عن الجهات الدراسية التي كانت تذهب بهم إلى أوروبا وأمريكا، وتشهد أعدادهم في الجامعات الخاصة في الإمارات تزايدا مستمرا، إضافة إلى ما تشهده المعاهد والكليات والجامعات الكويتية من وجود لطلبة دولة الإمارات بها.
وتمضي الدولتان نحو مزيد من العمل المشترك على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فيما تحافظ العلاقة التاريخية على متانتها وثباتها في ظل القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.