الإمارات والبابا فرنسيس.. نموذج حيوي للسلام والتعايش بين الأديان

بدأت العلاقات بين الإمارات والفاتيكان بتقاربٍ تاريخي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، حيث جمعتهما زيارة رسمية إلى الفاتيكان في عام 2016.
هذه العلاقات شهدت تطورًا مهمًا، توّج بالزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي في فبراير/شباط 2019، التي شكلت نقطة تحوّل في الحوار بين الأديان.
توقيع "وثيقة أبوظبي".. خطوة نحو مستقبل من التسامح
خلال الزيارة، وُقع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي أكدت على قيم السلام والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة.
البابا فرنسيس عبّر عن تقديره العميق للقيادة الإماراتية، مؤكدًا على جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في دعم المبادرات التي تعزز الانفتاح الثقافي والديني، وتسعى إلى نشر قيم التعايش والاحترام المتبادل بين المجتمعات.
الإمارات نموذج للتسامح في العالم المعاصر
بالنسبة للبابا فرنسيس، تمثل الإمارات نموذجًا يُحتذى به، ليس في ما تمتلكه من ثروات، ولكن في الرسائل الإنسانية التي تبعثها للعالم.
وأكد بابا الفاتيكان الراحل أن الإمارات تسهم بشكلٍ رئيسي في بناء عالمٍ أكثر تسامحًا وسلامًا، مشددًا على أهمية الاستثمار في التعليم والثقافة كوسيلة لتقليص مساحات الكراهية وتعزيز التفاهم بين الشعوب.
منح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام "رجل الإنسانية"
وفي 2022، افتتح الفاتيكان أول سفارة له في منطقة الخليج بأبوظبي، تزامنًا مع الذكرى السنوية الثالثة لتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية".
وفي السياق، منحت مؤسسة التعليم البابوية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام "رجل الإنسانية" تقديرًا لجهوده في نشر السلام واحترام الآخر.
"جائزة زايد للأخوة الإنسانية" يوماً عالمياً للاحتفاء بقيم التسامح
وفي 2019، أطلقت الإمارات "جائزة زايد للأخوة الإنسانية"، تكريمًا للمساهمات الكبيرة في تعزيز التفاهم بين الشعوب. الجائزة السنوية التي تُمنح بمبلغ مليون دولار تشرف عليها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
كما أقرّت الأمم المتحدة الرابع من فبراير/شباط من كل عام يوماً عالميًا للأخوة الإنسانية، ليصبح يومًا يُحتفى به دوليًا تكريسًا لقيم العيش المشترك.
من خلال هذه المبادرات، باتت الإمارات جسرًا حيويًا للتفاعل الحضاري، حيث لا تبنى العلاقات على المصالح فقط، بل على مبادئ إنسانية ثابتة تؤكد أن السلام لا يُفرض، بل يُصنع عبر التفاهم والاحترام المتبادل بين الشعوب.