الإمارات وشباب العالم.. علاقة عطاء ونجاحات
عدد من الشبان يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن تجاربهم في دولة الإمارات، وكيفية تحقيق الطموحات وتعزيز الذات الإنسانية في أبهى صورها.
تُعَد دولة الإمارات مقصدا لملايين الشباب من الوطن العربي وخارجه؛ حيث تتوافر البيئة النموذجية لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم، وذلك لما توليه قيادة الإمارات من اهتمام خاص بفئة الشباب عبر تأمين الظروف النموذجية للتعلم والعمل والإبداع.
وقد تحدث عدد من الشبان لـ"العين الإخبارية" عن تجاربهم في دولة الإمارات، وكيفية تحقيق الطموحات وتعزيز الذات الإنسانية في أبهى صورها.
بيئة داعمة للإبداع
"الإمارات هي وطني أكثر من أي مكان آخر". هكذا عبّر الشاب الباكستاني حماد شيخ عن مشاعره تجاه دولة الإمارات؛ حيث وُلد على أراضيها وتعلم في مدارسها ويعيش فيها منذ 28 عاما.
يعمل حماد مصمما وصانع أفلام، يقول لـ"العين الإخبارية": "يسعى الكثير من الشباب حول العالم للقدوم إلى دولة الإمارات لتحقيق أحلامهم، حيث تحتوي الإمارات على بيئة مشجّعة وداعمة للتطور والابتكار، وأنا مثلا كشاب أعمل في مجال إبداعي استفدت من نظام الإقامة الحرة التي تقدمها دولة الإمارات والتي تمنح فرصا واسعة للشباب لبناء أعمالهم الخاصة؛ فالأشخاص الذين يعملون في حقل الإبداع لديهم الكثير من الأفكار ويريدون تحقيق الكثير من الأشياء وهو ما نجده في الإمارات".
من جانب آخر يرى حماد أنّ التعدد الكبير في الجنسيات يتيح تفاعلا فريدا بين ثقافات مختلفة ومتمايزة، وهذه التأثيرات الإيجابية، وفق قوله، تساعد الإنسان على بناء نفسه والتكيف ضمن فريق عمل متنوع، وبالتالي تعزيز الحصول على فرص متميزة.
ويضيف حماد: "تتمتع الإمارات بثقافة منفتحة على الآخر؛ فلا يشعر الإنسان بالغربة في ظل شعب يرحّب بالثقافات الأخرى.. كما تمتاز دولة الإمارات بموقع جغرافي مثالي ومناخ مفضل لسكان الدول الغربية حيث الأجواء المشمسة التي قد لا تتوافر في بلدانهم".
فرص دائمة للشباب
نشأت الشابة الفلسطينية سلمى العالم في دولة الإمارات حيث تعمل اليوم صحفية في دورية "Gulftoday"، وتقول سلمى: "ما يحصل عليه الشباب في دولة الإمارات يصعب الحصول عليه في أي مكان آخر، فأنا مثلا كشابة تعلمت في جامعات الدولة لم أواجه بعد تخرجي أي صعوبات في إيجاد فرصة عمل؛ حيث تضم الإمارات سوقا إعلاميا يكاد يكون الأكبر في المنطقة، والكثير من الصحفيين الشباب يتوافدون إلى الإمارات للعمل في وسائل الإعلام".
وترى سلمى أن قوانين وتشريعات دولة الإمارات تأخذ في الاعتبار دائما تأمين سبل الدعم في التعليم وريادة الأعمال والابتكار، لا سيّما بوجود وزارة الشباب التي تتيح للفئات الشابة التعبير عن آرائها والمشاركة في صنع القرار.
مستويات تعليم عالية
جاء محمد فايز الواوي من سوريا إلى دولة الإمارات برفقة عائلته بعد تدهور الأوضاع الأمنية في بلاده، ويصف الواوي الإمارات بأنها "الوطن الذي شعرنا فيها بالأمان والاطمئنان".
ويدرس محمد في كلية الإعلام بجامعة الجزيرة وينظر إلى آفاق المستقبل وهو على أبواب التخرج.
ويقول "في الواقع تُعَد الإمارات حلما لأي شاب عربي أو حتى غير عربي؛ فعلى الصعيد التعليمي تتوافر جامعات ذات مستوى عالٍ، تمنح الطالب تعليما أكاديميا مميزا وتُغنيه بالجانب التطبيقي، ودائما ما نرى حولنا نماذج لشبّان حققوا نجاحات كبيرة، وهو ما يمنحنا شعورا بالثقة بأن المستقبل مشرق طالما أننا في دولة الإمارات".
خارطة طريق للمستقبل
تحدث محمد بدر ، رئيس قسم الاستراتيجيات في شركة "براند لاونج" عن دور الإمارات في دعم وتمكين الشباب، قائلا "تفضّل فئة الشباب الاستقرار في الدول التي تساعدهم على تحقيق أحلامهم، ولا شك أن الإمارات تتبوأ الصدارة بين الدول التي توفر للشباب كافة الإمكانيات، فمن الناحية الاستراتيجية يمكن النظر إلى ثلاثة أمور توفرها الدولة، وهي الاستقرار الاقتصادي والقوانين المرنة التي تساعد الشاب على بناء خارطة طريق للمستقبل، وثانيا الاستقرار الأمني الذي يُشعر الإنسان بالراحة وبالتالي القدرة العالية على التركيز في عمله، وثالثا توافر البنى التحتية التي قلّ مثيلها في أي دولة أخرى".
ويرى محمد بدر أن سياسة الاقتصاد الحر والسوق المفتوح السائدة في الإمارات تؤمن بيئة عمل صحّية لجميع الراغبين بالعمل أو الاستثمار. وتابع "تنتقل الإمارات من الاقتصاد المعتمد على النفط إلى الطاقة البديلة وقواعد البيانات، واللافت أن من يقود هذا التطور هم فئة الشباب، حيث يوجدون في مراكز قيادية ويتخذون قرارات مهمّة ومفصليّة، وتتم ترجمة الرؤية الاستراتيجية للدولة عبر العديد من المبادرات الرائدة، منها وجود وزارة للشباب تقودها شابة في العشرينيات، وهي أصغر وزيرة في العالم، وكذلك وجود وزير شاب على رأس وزارة الذكاء الاصطناعي".
ويعتبر بدر أنّ الثقة التي توليها قيادة الإمارات للشباب تعكس مدى الوعي والإدراك لحاجات وتحديات هذه الفئة التي تشكّل عصب الدولة، وهو ما يبدو جليا في السياسات التي تستثمر بالإنسان.
وأضاف أنّ مبادرة "مئوية الإمارات 2071" التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تخطط وتؤسس لخمسة عقود مقبلة، وهذا مؤشر على أفق الرؤية التي لا تقتصر على أجيال الشباب الحالية بل تؤسس حتى لأجيال المستقبل.