البرلمان العربي يقر وثيقة "الاستقرار" لعرضها على القمة العربية المقبلة
أقر رؤساء البرلمانات العربية وثيقة لرفعها إلى القمة العربية المقبل الـ31، تتضمن ثوابت ومحددات الموقف العربي من 14 قضية.
الوثيقة تقع تحت عنوان "رؤية برلمانية لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع العربي الراهن"، وتم إقرارها في ختام أعمال المؤتمر الرابع للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وتتضمن الوثيقة ثوابت ومحددات الموقف العربي تجاه أربع عشرة قضية، تمثل القاسم المشترك بين التحديات والأزمات التي تواجهها الأمة العربية وهي: القضية الفلسطينية، والأزمات والصراعات في العالم العربي، وشملت: اليمن وليبيا وسوريا والسودان والصومال ولبنان.
وتناقش الوثيقة أيضاً مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والأمن النووي في المنطقة، والأمن المائي والغذائي العربي، والأمن المناخي في العالم العربي، وتعزيز حقوق الإنسان في العالم العربي، وقضايا تمكين وتقدم المرأة العربية، وتمكين الشباب العربي، والبطالة في العالم العربي، وتطوير التعليم في العالم العربي، ودور البرلمانيين في تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة واستشراف المستقبل.
رؤية إماراتية
من جانبه، أكد حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية، أن التعاونَ والتكاملَ بين البرلمانات والحكومات في استطاعتِه محاصرة الفكر المتطرف الذي يجد حاضنته بين جماعات إرهابية رهنت أوطانها لأجندات خارجية.
وهو ما يتمثل في الهجماتِ التي تمارسها مليشيات الحوثيين الانقلابية التي تستهدف المنشآت المدنيةِ والمواطنين والمقيمين في كل من المملكةِ العربيةِ السعوديةِ، ودولة الإماراتِ العربية المتحدة، بالإضافةِ إلى عمليات القرصنة في البحر ِالأحمر، وما يمثله ذلك من تهديد لحريةِ وأمن التجارةِ والملاحةِ الدوليةِ.
وطالب الرحومي في كلمة الشعبة البرلمانية الإماراتية التي ألقاها خلال المؤتمر الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم السبت، بمشاركة رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن تتبنى وثيقةُ هذا المؤتمرِ ما يؤكدُ على أنَّ هذه المليشيات جماعة إرهابية كما قررَت جامعةُ الدولِ العربيةِ في هذا الصددِ.
وأضاف رغمِ الأحداثِ الجسامِ التي تعيشُها بعضُ أقطارِنا العربيةِ إلاَّ أنَّ ذلكَ لن يُطفئَ شعلةَ الأملِ في أنَّ مواجهةَ كلِّ ذلك والتغلبَ عليه يُمكِنُ أنْ يتحققَ من خلالِ تطويرِ آلياتِ العملِ العربي الحقيقي المشترك بما يضمنُ اجتماعَ طموحاتِ الشعوبِ، من خلالِ برلماناتِها التي تحملُ آمالَها وأمانيها في غدٍ مشرقٍ، مع أداءِ الحكوماتِ من خلالِ أجهزتِها التنفيذيةِ التي تحملُ أمانةَ المسؤوليةِ والقدرةَ على العملِ، وفي ظلِ جامعتِنا العربيةِ العريقةِ.
وأكد أنَّ مثلَ هذا الاجتماع والتكتلِ بين البرلماناتِ والحكوماتِ كفيلٌ بتعزيزِ الاستقرار ِ وتأمينِ الأوطانِ، وخلقِ الفرصِ لبلادِنا لتعيشَ في أمنٍ واستقرارٍ، وفي ظلِ تنميةٍ مستدامةٍ، مع إعطاءِ الأولويةِ لقضايا التعليمِ، وتعزيزِ دورِ المؤسساتِ الدينيةِ والثقافيةِ بمفكريها وعلمائِها لإرشادِ شبابنِا لطريقِ الصوابِ.
وقال إنَّ التلاقيَ الذي نأملُه بين البرلماناتِ والحكوماتِ وفي ظلِ الجامعةِ العربيةِ قادرٌ على أنْ يفرضَ دورَنا العربي في قضيةِ الأمنِ النووي ليكونَ الشرقُ الأوسطُ منطقةً خاليةً من الأسلحةِ النوويةِ ومن أسلحةِ الدمارِ الشاملِ، كما أن هذا التلاقي قادرٌ ، أيضاً، على إيجادِ التشريعِ العربي النموذجي والإرشادي لمواجهةِ الإرهابِ السيبراني الذي باتَ واحداً من أكثر المُهددِاتِ لأمنِ دولنِا العربيةِ.
ونوه بتجربة دولة الإمارات التي أثمَرَت خيرَ الثمارِ في إعلاءِ كلِّ ما من شأنه الأمنُ والاستقرارُ، وتأمينُ المكاسب الوطنيةِ، ونموها المتزايدُ يوماً بعدَ يومٍ، وها هي تجمعُ العالمَ بأكملِه فوقَ أرضِها بمعرض إكسبو 2020، الذي يؤكدُ قدرتَنا على أنْ نُحققَ الكثيرَ عندما تتلاقى إرادةُ الشعوبِ ممثلةً في برلماناتِها مع قدرةِ الحكوماتِ ممثلةً في قيادتِها المخلصةِ والرشيدةِ".