لا يمكن لأي متابع لنهضة الإمارات إلا أن يلاحظ بأن المعادلة القائمة عليها تلك النهضة تتلخص في الجمع المتفرد بين الأصالة والمعاصرة.
إن أول من وضع هذا النهج وطبقه باقتدار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تمسك بالتراث والحفاظ عليه من جانب والتفاعل بإيجابية مع الحداثة والمعاصرة ومنتجاتهما على كافة المستويات من جانب أخر.
ولا شك أن النهج مستمر في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتتلخص الأصالة الإماراتية في التمسك بقيم ارتباط الإماراتي بأرضه وبعاداته وأعرافه التي تعكس هويته المتفردة وتفاصيل تراثه وبيئته ومنظومته القيمية المؤسسة على الترابط الأسري والتلاحم المجتمعي وقيم الضيافة العربية الأصيلة والحرص على تعميق الروابط الإنسانية مع الآخر والتعامل معه بالسلوكيات التي تعكس القيم النبيلة للمجتمع الإماراتي ومن أهمها التسامح والتعايش.
وفي هذا الصدد صرح حديثاً الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ، بأن "دولة الإمارات العربية المتحدة تضع صون التراث الوطني ضمن أهم أولوياتها"، مشيراً إلى أن القيادة الرشيدة تعمل باستمرار على إطلاق وتنفيذ المبادرات التي تعزز حماية التراث الثقافي الوطني .
وبمضي الوقت قامت دولة الإمارات بتنظيم وحفظ التراث بما يضمن استدامة قيم الأصالة الإماراتية، فعلى سبيل المثال تتولى دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي مسؤولية توثيق تراث الإمارة المادي وحمايته والمحافظة عليه، كما تسعى الدائرة إلى توثيق التراث غير المادي بالإمارة والمحافظة عليه وتعزيزه كذلك.
كما نستطيع القول إن دولة الإمارات انتقت من المعاصرة القيم التي تمكنها من تحقيق أعلى مستويات الرفاهية والسعادة لشعبها وتحفيز مواطنيها على بناء مستقبل مزدهر وذلك بالأخذ بأحدث طرق الحوكمة وبكل الوسائل والتكنولوجيا المتقدمة وتسخير كل الإمكانات وحشد كل الطاقات لبناء دولة حديثة تستهدف المستقبل.
كما أخذت دولة الإمارات بكل السبل المعاصرة للوصول باقتصادها ليكون من بين الأكثر تنافسية في العالم العربي ولتعزيز جاذبيتها الثقافية والسياحية من خلال التطوير المستدام لبنيتها التحتية وتنويع معالم السياحة فيها، فمنها ما يواكب العصر ومنها ما يهتم بتاريخ الإمارات وتراثه.
ونتيجة لهذا الجمع المتفرد بين الأصالة والمعاصرة أصبحت مسيرة الإمارات من بين أسرع التجارب الدولية في التطور والحداثة ومن أكثر المجتمعات استقرارا في منظومتها القيمية في نفس الوقت، ما مكن دولة الإمارات أن تعيش مرحلة نهضة استثنائية.
وتخطط دولة الإمارات لاستدامة تلك النهضة باعتزامها مواصلة مسيرة النمو والتنمية وترسيخ دورها المتميز على الخارطة الدولية والاقتصادية والثقافية والسياحية العالمية لتكون من أفضل دول العالم عمرانياً واقتصادياً وسياحياً عند “مئوية الإمارات 2071"، وذلك من خلال استراتيجيات عدة من أهمها استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي التي تسعى لتحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071 وتنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، وذلك بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي بمعدل 100% بحلول عام 2031 للارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة وأن تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
ضربت دولة الإمارات المثل في استحداث نموذج يوازن بتناغم بين قيم المعاصرة والأصالة والذي ينعكس جلياً في مسيرة دولة الإمارات المتفردة بالجمع بين الصحراء والناطحات التي تلامس السماء، وهي الصورة التي تعكس الطريقة التي تريد الإمارات التعبير من خلالها عن نموذجها الفريد بالجمع بين الأصالة والمعاصرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة