الإمارات تشارك البحرين أعيادها الوطنية.. قمم القادة تعزز "الأخوة"
تشارك دولة الإمارات البحرين احتفالاتها بأعيادها الوطنية، في وقت تتوثق فيها الأخوة التاريخية وتتعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
أخوة وشراكة كان أبرز ملامحها عقد 9 لقاءات وقمم بين قادة البلدين خلال العام الجاري فقط، وعقد أعمال الدورة العاشرة من اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل شهرين، وانضمام البحرين يوليو/تموز الماضي إلى الشراكة الصناعية التكاملية التي انطلقت بالإمارات وتضم مصر والأردن أيضا.
- فعاليات وعروض.. الإمارات تشارك البحرين فرحتها باليوم الوطني الـ51
- رئيس دولة الإمارات ونائبه يهنئان ملك البحرين بذكرى توليه الحكم
وتحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح؛ دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ51 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ23 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
احتفالات تأتي في وقت يجني فيه البلدان ثمار قراراتهما الشجاعة بشأن تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بعد توقيع اتفاق سلام تاريخي مع إسرائيل.
وقبل أيام التقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، عقب وصوله إلى البحرين، 4 ديسمبر/كانون الثاني الجاري، في زيارة هي الأولى لرئيس إسرائيلي إلى البحرين، توجه في أعقابها إلى زيارة الإمارات للمشاركة في النسخة الأولى من حوار أبوظبي للفضاء الأول من نوعه عالميا، والذي عقد برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
زيارة تثبت نجاح معاهدات السلام بتوفير مظلة للتعاون العلمي والاقتصادي والتنموي بما يصب في صالح شعوب المنطقة والبشرية.
7 زيارات متبادلة
وتأتي الاحتفالات بعد نحو شهر من زيارة أخوية أجراها عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة للإمارات 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
زيارة تؤكد أن العلاقات الإماراتية البحرينية تتجاوز الأطر الرسمية إلى العلاقات الاجتماعية الراسخة والممتدة، وذلك لكونها تستمد قوتها من الروابط الأسرية والتبادل الثقافي وعلاقات المصالح الاقتصادية، فيما تزداد اليوم تماسكا ورسوخا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وجاءت زيارة عاهل البحرين للإمارات بعد نحو أسبوع، من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمملكة في الـ10 من الشهر نفسه، أجرى خلالها مباحثات مع العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتبادل الجانبان، خلال اللقاء، أحاديث أخوية ودية تعبر عن العلاقات المتجذرة بين دولة الإمارات والبحرين وشعبيهما، والحرص المشترك على ترسيخها بما يخدم مصالحهما المتبادلة ويلبي تطلعاتهما إلى مزيد من التقدم والتنمية.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال الزيارة المرحلة الختامية من التمرين الإماراتي-البحريني المشترك لمكافحة الإرهاب "جلمود 3"، كما وقع البلدان في بداية التمرين مذكرة تعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وتأتي الزيارتان ضمن 7 زيارات متبادلة لقادة البلدين خلال العام الجاري، حيث أجرى عاهل البحرين 5 زيارات للإمارات في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، و21 سبتمبر/أيلول، و15 مايو/أيار، و12 مارس/آذار، و25 يناير/كانون الثاني، فيما أجرى رئيس الإمارات زيارتان للبحرين في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، و14 أبريل/نيسان.
وتعكس الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بين قادة البلدين متانة العلاقات الثنائية، وحجم الحرص المتبادل بين الجانبين على التباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود.
وخلال القمة التي جمعت الزعيمين في أبوظبي 21 سبتمبر/أيلول الماضي، أشاد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بالدور المحوري الفاعل الذي تقوم به دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الساحتين الإقليمية و الدولية ومساعيها الخيرة لترسيخ مقومات الأمن والاستقرار ونشر السلام في المنطقة والعالم، إلى جانب مبادراتها العالمية لتعزيز القيم الإنسانية في التعايش والتسامح والتعاون بين الشعوب.
العلاقات الأخوية القوية بين الدولتين، تجسدت أيضا بشكل جلي في حرص عاهل البحرين على زيارة أبوظبي في مايو/أيار الماضي، لتقديم العزاء للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة أخيه رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتهنئته بتولي رئاسة الدولة ليكمل مسيرة المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه الراحل في دعم مسيرة العمل العربي المشترك.
كما سبق وعقد الزعيمان قمة ثنائية خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للبحرين ١٤ أبريل/نيسان الماضي، وذلك بعد قمة جمعتهما في أبوظبي في 13 مارس/آذار الماضي.
كذلك سبق أن أجرى عاهل البحرين زيارة للإمارات يناير/كانون الثاني الماضي، شهدت عقد قمتين، إحداهما ثنائية جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والملك حمد بن عيسى آل خليفة في 25 يناير/كانون الثاني.
وفي اليوم التالي (26 يناير/كانون الثاني)، عقدت قمة أخرى جمعت إضافة إلى الزعيمين الإماراتي والبحريني، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بحثوا خلالها التعاون وتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك، إضافة إلى آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة التي تواجهها المنطقة العربية.
وفي أحدث زياراته للإمارات 19 نوفمبر/تشرن الثاني الماضي، التقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في استراحة المرموم في دبي.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول سبل تطوير العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، ومتطلبات دفع مسارات التعاون قُدما في مختلف المجالات التنموية.
قمم دولية
وإضافة للقمم واللقاءات التي عقدها الزعيمان خلال الزيارات المتبادلة، فقد شاركا في قمتين دوليتين، حيث شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعاهل البحرين في "لقاء العلمين" التشاوري الأخوي الذي شارك فيه الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
وبحث القادة خلال اللقاء -الذي جرى في مدينة العلمين بمحافظة مرسى مطروح المصرية، 23 أغسطس/آب الماضي- العلاقات الأخوية ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك خاصة في مجال الشراكات الاقتصادية والتنموية وسبل تنميتها وتطويرها.
وجدد القادة في هذا السياق دعمهم أي جهد ومسعى يهدف إلى ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة والذي يرتكز على دعائم الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بما يحقق تطلعات جميع شعوب المنطقة في التقدم والازدهار والتنمية.
وجاءت قمة العلمين أيضا بعد نحو شهر من مشاركة الزعيمين الإمارات والبحريني في قمة جدة "للأمن والتنمية" التي شارك فيها قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر والعراق في 16 يوليو/تموز الماضي.
وأكد القادة خلال مشاركتهم في القمة "رؤيتهم المشتركة لمنطقة يسودها السلام والازدهار، وما يتطلبه ذلك من أهمية اتخاذ جميع التدابير اللازمة في سبيل حفظ أمن المنطقة واستقرارها، وتطوير سبل التعاون والتكامل بين دولها، والتصدي المشترك للتحديات التي تواجهها، والالتزام بقواعد حسن الجوار والاحترام المتبادل واحترام السيادة والسلامة الإقليمية".
مباحثات وقمم تؤكد أن العلاقات الأخوية بين البلدين تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم و تعد إحدى أبرز مرتكزات وحدة البيت الخليجي والمحافظة على أمنه واستقراره، وتكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتعان به من ثقل سياسي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات التنمية المستدامة وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون.
اللجنة العليا
أيضا تترجم تلك المباحثات المتتالية والزيارات المتبادلة تطابق الرؤى بين البلدين، وحرص قادتهما على المضي بها إلى آفاق أرحب.
وكانت العلاقات الإماراتية البحرينية قد بدأت تتخذ أبعاداً جديدة وآفاقاً رحبة على كافة المستويات، وذلك مع تشكيل اللجنة العليا المشتركة بينهما عام 2000.
وشكلت اللجنة حافزا نحو إطلاق مشاريع ومبادرات في جميع المجالات الحيوية؛ وعقدت اللجنة أحدث اجتماعاتها بالمنامة في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي برئاسة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي والدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال الاجتماع أن "العلاقة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين قديمة ومتجذرة ولها امتداد تاريخي يشعر به المواطن الإماراتي والبحريني كما تزخر بالكثير من الآمال والفرص".
وعبر عن أمله بالعمل بشكل متواصل للارتقاء بالعلاقة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين بما يلبي تطلعات قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين.
من جانبه أكد الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن العلاقات بين دولة الإمارات ومملكة البحرين تعد نموذجا للتلاحم والتكامل والترابط بين قيادتي البلدين وشعبيهما، وتزخر بقواعد متينة من الود والاحترام المتبادل ووحدة الهدف والمصير.
وخلال تلك الزيارة، استقبل عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي.
وأكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة اعتزازه بالعلاقات التاريخية الأخوية الراسخة التي تجمع بين مملكة البحرين وشقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة والتي ترتكز على دعائم قوية من الأخوة والرؤى والتفاهم والتنسيق المشترك.
وأشاد بالنتائج الطيبة لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين وجهودها المثمرة على صعيد تعزيز مسارات التعاون والتكامل وفتح آفاق جديدة للتنسيق المتبادل في مختلف الجوانب بما يعود بالخير والازدهار على البلدين والشعبين الشقيقين.
وثمن المواقف المشرفة لدولة الإمارات إلى جانب مملكة البحرين وشعبها، مثنياً على دورها المحوري الفاعل على الصعيدين الإقليمي والدولي وجهودها الخيرة في الدفاع عن قضايا الأمة ودعم العمل العربي المشترك فضلاً عن إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.
علاقات تاريخية
تصريحات تجسد ما يجمع دولة الإمارات ومملكة البحرين من روابط أخوية عميقة وعلاقات وثيقة أصيلة ومثمرة لمصلحة خير وازدهار البلدين والشعبين الشقيقين، تستند إلى مقومات راسخة أساسها الإرث الثقافي والاجتماعي المشترك والتاريخ الواحد، والتطلعات والرؤى التنموية الواحدة الهادفة إلى توفير كل سبل الاستقرار والرخاء، والتأسيس لمستقبل مشرق للأجيال القادمة من أبناء البلدين.
ويجمع البلدين موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
ووقع البلدان خلال السنوات السابقة العديد من مذكرات وبروتوكولات التعاون في مجال التعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التاريخي المشترك للبلدين، وفي هذا الإطار جاء مشروع استعادة المباني التراثية في البحرين الذي تدعمه الإمارات والذي يهدف إلى إعادة إحياء بيت "فتح الله" التراثي في مدينة المحرق وغيره من المواقع التراثية.
وتربط البلدين علاقات إيجابية مزدهرة في شتى القطاعات، بما في ذلك مجالات التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك، والتشاور السياسي، حيث يتشاركان الرؤى نفسها في مختلف القضايا والملفات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقا من ثوابت راسخة تدعم سيادة الأمن والسلم، وتحقيق الاستقرار، والرخاء إقليميا، وعالميا.
لغة الأرقام
وتؤكد مسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين، على المستوى الاقتصادي والتجاري خلال الأعوام القليلة الماضية، متانة العلاقات وتكامل اقتصاد البلدين، حيث سجل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال النصف الأول من العام الجاري 12.1 مليار درهم وبنسبة نمو 16% مقارنة بعام 2021.
وبلغت واردات الإمارات من البحرين خلال النصف الأول من عام 2022 ما يقارب 5 مليارات درهم، فيما بلغ حجم الصادرات الوطنية الإماراتية إلى البحرين خلال الفترة ذاتها 2.74 مليار درهم، في حين بلغ حجم إعادة التصدير لنفس الفترة 4.3 مليار درهم.
ويتوقع أن ترتفع تلك الأرقام بعد انضمام البحرين يوليو/تموز الماضي إلى الشراكة الصناعية التكاملية التي انطلقت بالإمارات وتضم مصر والأردن أيضا.
وترتبط الإمارات والبحرين بالعديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الاقتصادية والتجارية التي ساهمت في تعزيز حجم التبادل التجاري بينهما خلال الفترة الماضية.
كما وقع البلدان خلال السنوات الأخيرة العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات عدة، من أبرزها، استكشاف واستخدام الفضاء للأغراض السلمية، ومذكرة تفاهم المؤهلات وضمان الجودة، ومذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية.
ووقّع البلدان اتفاقية دراسة تطوير مشروعات الطاقة المتجددة بين المجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، وغير ذلك من المجالات المتعددة للتعاون.
aXA6IDMuMTM1LjIwNC40MyA= جزيرة ام اند امز