مشروع إماراتي لدراسة عظام "أم النار".. عمرها 4000 عام
دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة تكشف عن مشروع بحثي لدراسة عظام بشرية أثرية
كشفت الإمارات عن مشروع بحثي لدراسة عظام بشرية أثرية يزيد عمرها عن 4 آلاف عام.
وأعلنت دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، عن عقد برنامج تعاون مع جامعتي جنوب ألاباما و كوينيبياك الأمريكيتين بهدف دراسة عظام بشرية تم اكتشافها في مقبرتين أثريتين في الإمارة.
وتعود العظام المكتشفة لحضارة "أم النار"، التي يعود تاريخها إلى الفترة بين عامي 2600 - 2000 قبل الميلاد، أي أن عمرها يتراوح بين 4000 و4600 عام، وقد اكتٌشفت قبل عقدين في منطقة "شمل" شمال رأس الخيمة، والتي شهدت في الماضي اكتشاف بقايا مقابر تعود لعصر ما قبل التاريخ ومستوطنات وقلاع تعود إلى العصور الوسطى.
ويهدف البرنامج بين الدائرة والجامعتين الأمريكيتين إلى تكوين صورة واضحة عن الحضارة القديمة والسكان الذين عاشوا في المنطقة خلال العصر البرونزي.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن أحمد عبيد الطنيجي، مدير عام دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، قوله: "نأمل أن يلقي اكتشاف الخبراء وتحليلهم، المزيد من الضوء على حضارات عاشت في رأس الخيمة في حقبة ما قبل التاريخ، وأن يشكل المشروع أساساً للمزيد من التعاون البحثي والأثري في المستقبل".
وأشرف خبيرا الآثار كريستيان فلده وإيمك مويلرينغ، من دائرة الآثار والمتاحف برأس الخيمة، على المشروع بالتعاون مع البروفيسور ليزلي غريغوريكا من جامعة جنوب ألاباما، والبروفسور إيمي أولينجر من جامعة كوينيبياك في ولاية كونيتيكت.
ويتشكل الفريق بالكامل من العنصر النسائي بقيادة البروفيسور غريغوريكا والبرفيسور أولينجر وطلبة الجامعتين الأمريكيتين والذي تمكن من فحص 1000 كيلوجرام من العظام البشرية بتقنيات متطورة مثل إجراء تحليل النظائر للأسنان، حيث تم نقل 400 كيلوغرام من هذه العظام إلى الولايات المتحدة لدراستها بشكل معمق، ومن ثم إعادتها إلى الإمارة حال انتهاء البحث.
وبدأ المشروع بين الدائرة والجامعتين الأمريكيتين في عام 2019 ومن المتوقع أن يستمر حتى 2021 تحت شعار "علم الآثار البيولوجي للأنظمة الاجتماعية خلال العصر البرونزي".
وكشفت الدائرة عن أن الترويج لنتائج المشروع تم من خلال أفلام قصيرة لاقت تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، وترجمت الأفلام إلى اللغة العربية ليتم عرضها على الطلبة في المؤسسات التعليمة في رأس الخيمة بالتعاون مع دائرة الآثار والمتاحف.
يذكر أن منطقة شمل سكنها الإنسان قبل أكثر من 4500 سنة، وتقع المنطقة على بعد نحو 8 كيلومترات شمالي شرق مدينة رأس الخيمة، بالقرب من قرية شمل الحالية، وارتبطت بأفراد قبيلة الشحوح في شمال الإمارات وسلطنة عمان.
وتحتوي المنطقة على عدد من المقابر الأثرية التاريخية، والقلاع التي تعود للعصور الوسطى، وكشفت الحفريات السابقة عن وجود آثار فخارية و أوعية حجرية و خرز و أسلحة مصنوعة من البرونز والنحاس، كما ان هياكل المقابر الأثرية في المنطقة توضح أنها بنيت بأيد أفراد مهرة.
ووفقاً للدلائل الأثرية كان سكان المنطقة يدفنون موتاهم في غرف متعددة، وسميت حضارة أم النار بهذا الاسم نسبة إلى جزيرة أم النار في أبوظبي حيث اكتشفت فيها أول مقبرة في خمسينيات القرن الماضي.