الإمارات والبرازيل.. شراكة استثمارية واعدة وتعاون اقتصادي مستدام
رسخت دولة الإمارات والبرازيل علاقتهما الوثيقة والمتنامية والاستراتيجية، التي امتدت لتشمل النواحي الاقتصادية والاستثمارية.
لا سيما مع تمتع اقتصاد البلدين بدرجة عالية من التكامل.
فقد نجح البلدان الصديقان في تدشين شراكات استثمارية واعدة وتعاون استراتيجي في العديد من القطاعات الاقتصادية شملت القطاع المالي والمصرفي، إلى جانب القطاعات الأخرى كالصناعة والنقل والشحن والتخزين والبنية التحتية وبناء وإدارة الموانئ والطاقة والتعدين والأنشطة العقارية، لتصبح دولة الإمارات بذلك أول شريك تجاري للبرازيل في المنطقة العربية، فيما باتت البرازيل أحد أهم وأبرز شركاء الدولة في أمريكا اللاتينية.
وعزز المستثمرون البرازيليون استثماراتهم في قطاع الأسهم في دولة الإمارات في ظل العلاقات المتنامية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين ووصلت قيم تداولاتهم /بيعاً وشراءً/ في سوق أبوظبي للأوراق المالية نحو 67.2 مليون درهم، وذلك بعد تداول ما يناهز 21 مليون سهم عبر تنفيذ نحو 1352 صفقة، وذلك خلال 2022.
وفي الوقت نفسه، تُعد دولة الإمارات موطناً للمستثمرين ورجال الأعمال البرازيليين في ظل بيئتها الاستثمارية الجاذبة وحزم القوانين التي تتعلق بحماية المستهلك وضمان الحقوق في الأموال المنقولة، وحماية حقوق الملكية الصناعية وغيرها في ظل البيئة المواتية التي توفرها الإمارات وتسودها قيم التسامح والتعايش.
وتتمتع دولة الإمارات ببيئة اقتصادية واستثمارية مزدهرة لاستقطاب المستثمرين البرازيليين، فضلا عن كونها نقطة وصل بين البرازيل والوطن العربي وآسيا وأفريقيا، فيما تعد البرازيل أحد الاقتصادات الكبرى، بعد أن استطاعت خلال عقدين من الزمن في التحول إلى دولة ذات اقتصاد صاعد.
وكان "إكسبو 2020 دبي" منصة مواتية للترويج للتنوع البرازيلي وفرصة لعرض خصائصه المُتفردة على العالم، بعد المشاركة القوية للبرازيل في الحدث العالمي.
5 مليارات دولار استثمارات إماراتية في البرازيل
من جانبه، قال عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد إن الشراكة الإماراتية البرازيلية ترتكز على أسس راسخة من الصداقة واحترام المصالح المتبادلة.
ونوه بما شهدته العلاقات الثنائية بين البلدين من تطور ملموس في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية عززتها الزيارات الرسمية على مستوى قيادات البلدين، وكذلك كبار المسؤولين الحكوميين.
وأضاف في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" أن زيارة الرئيس البرازيلي لويز ايناسيو لولا دا سيلفا إلى دولة الإمارات ولقاءه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تمثل دفعة جديدة لمضي العلاقات الثنائية قدما نحو آفاق أكثر تنوعاً وبما يخدم الأجندة التنموية للبلدين الصديقين.
وقال: "حقق البلدان خلال الفترة الماضية تعاوناً مثمراً في العديد من القطاعات الحيوية كالصناعة والنقل والشحن والتخزين والبنية التحتية وبناء وإدارة الموانئ والطاقة والتعدين والقطاع المالي والمصرفي والأنشطة العقارية وغيرها".
وأضاف، "وقد حرصت حكومتا البلدين على تسهيل التبادل التجاري والاستثماري والسياحي ولعل أرقام التجارة والاستثمار خير مؤشر على تنامي علاقات البلدين، حيث تجاوز إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لعام 2022 بين دولة الإمارات والبرازيل حاجز الـ4 مليارات دولار وبنسبة نمو بلغت 32% عن عام 2021، والذي سجل أكثر من 3 مليارات دولار".
وأشار إلى أن دولة الإمارات تعد أول شريك تجاري للبرازيل في المنطقة العربية، كما تمثل البرازيل أحد أهم وأبرز شركاء دولة الإمارات على صعيد دول أمريكا اللاتينية.
وذكر أنه على صعيد الاستثمارات تُعد دولة الإمارات من بين أكبر المستثمرين الدوليين في البرازيل حيث تُقدر الاستثمارات الإماراتية في البرازيل بحوالي 5 مليارات دولار أمريكي مع وجود شركات إماراتية كبرى مثل "مبادلة" وهي أكبر مستثمر إماراتي في البرازيل وموانئ دبي العالمية، وطيران الإمارات، وبنك أبوظبي الأول، والياه سات وغيرها.
وأكد عبدالله بن طوق أنه على الرغم من النمو الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الإمكانات الاقتصادية غير المستغلة ..لاسيما في مجال التنمية المستدامة والتي تنطوي على فرص وإمكانيات هائلة وقال :" نرى أن الوقت الراهن مناسب لدراسة واستشراف فرص للتعاون المشترك في قطاعات اقتصادية جديدة تخدم أجندة التنمية المستدامة لكلا البلدين خلال المرحلة المقبلة.
البرازيل الشريك التجاري الأول للإمارات في أمريكا اللاتينية
وبدوره، أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية أن العلاقات الإماراتية البرازيلية تشهد تطورات إيجابية متلاحقة كونها قائمة على تحقيق المصالح المشتركة للدولتين الصديقتين وقال إن الزيارات الرسمية رفيعة المستوى أسهمت في الانتقال بهذه العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والتعاون الشامل والعميق بين البلدين في العديد من المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك.
وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين تلعب دوراً محورياً مهماً في ترسيخ أواصر التعاون البناء بين الدولتين، وقد واصلت التجارة البينية غير النفطية بين الإمارات والبرازيل اتجاهها التصاعدي بقوة في عام 2022 مسجلة أكثر من 4 مليارات دولار لترتفع بنسبة 32 % مقارنة بما سجلته في عام 2021 وبزيادة نسبتها 67% و43% مقارنة بعامي 2020 و2019 على التوالي.
وأضاف أن البرازيل تعد الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في أمريكا اللاتينية، وفقاً لبيانات التجارة الخارجية غير النفطية لعام 2022 وتحل في المركز الثاني بعد الولايات المتحدة في قائمة أهم الشركاء التجاريين للدولة في الأمريكتين.
وأكد أنه بالنسبة لتجارة البرازيل من السلع مع العالم تأتي دولة الإمارات في المرتبة السابعة والعشرين كأهم سوق حول العالم للصادرات البرازيلية فيما تحل في المركز الثالث والعشرين ضمن أهم أسواق الواردات إلى البرازيل.
وأشار إلى أن دولة الإمارات خلال العام 2022 حلت في المركز الثاني بقائمة أهم الشركاء التجاريين للبرازيل في الوطن العربي بحصة تبلغ 18% من إجمالي تجارة البرازيل مع الدول العربية.
وقال الزيودي: "نتطلع خلال الزيارة الرسمية للرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لمواصلة الجهود المشتركة للارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين إلى آفاق أرحب من النمو الاقتصادي المشترك والتعاون البناء في القطاعات ذات الأولوية".
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز