الإمارات في "أصدقاء بريكس".. لقاءات مكثفة تعزز الشراكة والتعاون
لقاءات دبلوماسية مكثفة، عقدها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، على هامش اجتماع "أصدقاء بريكس"، أكدت حرص دولة الإمارات على تعزيز الشراكة والتعاون مع دول العالم.
اللقاءات شملت وزراء خارجية عدة دول، بينها روسيا، والهند، وإيران، وجنوب أفريقيا، والبرازيل، لتؤكد انفتاح دولة الإمارات على التعاون مع الجميع بما يسهم في تنمية واستقرار وسلام العالم.
- الإمارات في "أصدقاء بريكس".. دعم لتعزيز التعاون والسلام والازدهار
- عبر "جسر الأعضاء الجدد".. البريكس تبحث عن دور دولي أكبر
تعميق الشراكة مع روسيا
والتقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، على هامش اجتماع "أصدقاء بريكس" في كيب تاون بجنوب أفريقيا.
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، علاقات الصداقة، والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وروسيا، وسبل تعميقها في المجالات كافة.
كما استعرض الجانبان عددا من الملفات المرتبطة بجدول أعمال الاجتماع، وبحثا المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن العلاقات الإماراتية الروسية تستند إلى أسس راسخة من التفاهم والاحترام المتبادل والتعاون المثمر والبنّاء، وتشهد نموا متسارعا خاصة بعد التوقيع على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عام 2018.
وأشار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى "حرص البلدين الصديقين على تطوير هذه العلاقات ودفع آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة، بما يعود بالنفع على شعبيهما ويحقق مصالحهما المتبادلة".
وأعرب عن تطلع دولة الإمارات إلى تعزيز التعاون مع دول مجموعة "بريكس" ودعم العمل متعدد الأطراف الهادف إلى تحقيق التنمية في كافة المجتمعات وحفظ السلم والأمن الدوليين وترسيخ مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.
تعزيز العلاقات مع إيران
كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع حسين أمير عبداللهيان، وزير خارجية إيران، على هامش اجتماع "أصدقاء بريكس".
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الأمام وتعزيز التعاون بما يحقق مصالحهما المشتركة ويعزز أمن واستقرار وازدهار المنطقة.
وتبادل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ونظيره الإيراني وجهات النظر تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك والمستجدات الإقليمية والدولية بالإضافة إلى الأوضاع في المنطقة.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن دولة الإمارات تؤمن بأهمية بناء جسور التواصل الإيجابي والتعاون المثمر مع دول المنطقة وترسيخ مفاهيم حسن الجوار، بما يسهم في إرساء السلام والاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار لشعوبها.
ترسيخ العلاقات مع جنوب أفريقيا
كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا على هامش الاجتماع.
وناقش الجانبان، خلال اللقاء، علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وسبل الارتقاء بها وتعزيزها بما يخدم أهدافهما التنموية ومصالحهما المتبادلة ويعود بالخير على شعبيهما.
كما استعرض الجانبان عددا من الملفات المدرجة على جدول أعمال الاجتماع، وسبل تعزيز التعاون المشترك بين دولة الإمارات ومجموعة "بريكس".
وتطرق الجانبان إلى "الأوضاع في المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها".
وشكر الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ناليدي باندور على دعوته للمشاركة في اجتماع "أصدقاء بريكس"، مؤكدا حرص دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على ترسيخ علاقات متنامية ومزدهرة مع جنوب أفريقيا.
وأشار إلى أن "جنوب أفريقيا شريك مهم لدولة الإمارات والعلاقات بين البلدين قائمة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والتفاهم، وتهدف إلى التعاون المثمر في شتى المجالات بما يلبي طموحات البلدين الصديقين في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة".
وأعرب عن "تطلعه إلى مشاركة جنوب أفريقيا في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، بما يسهم في تعزيز العمل المناخي العالمي".
من جانبها، أكدت باندور "متانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجنوب أفريقيا"، معربة عن "تطلعها لتعزيز آفاق التعاون والشراكة مع دولة الإمارات في المجالات كافة".
كما أعربت عن تمنياتها لدولة الإمارات التوفيق والنجاح خلال استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، مشيدة بمشروعات الدولة ومبادراتها الرائدة في ملف مكافحة التغير المناخي.
الشراكة مع البرازيل
كما التقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مع ماورو فييرا وزير خارجية البرازيل، على هامش اجتماع "أصدقاء بريكس".
وبحث الجانبان خلال اللقاء علاقات الصداقة وسبل تعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والبرازيل في المجالات كافة، ومنها الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة المتجددة والعمل المناخي.
واستعرض الجانبان عددا من القضايا المرتبطة بجدول أعمال اجتماع "أصدقاء بريكس" وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
كما استعرض الجانبان مخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رئيس البرازيل إلى دولة الإمارات الشهر الماضي، ودورها المهم في تعزيز آفاق التعاون الاستراتيجي والشراكة بين البلدين في القطاعات كافة.
واستعرض الوزيران كذلك التعاون المشترك في إطار المنظمات الدولية وسبل تعزيز العمل متعدد الأطراف في مواجهة التحديات العالمية المشتركة خاصة في ظل عضوية دولة الإمارات والبرازيل الحالية في مجلس الأمن، كما تبادلا وجهات النظر بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان عمق علاقات الصداقة بين دولة الإمارات والبرازيل، مشيراً إلى أن "البلدين الصديقين لديهما إرادة صلبة ورغبة قوية في دفع آفاق التعاون والشراكة نحو آفاق أرحب من النمو والتطور، بما يدعم رؤيتهما لتحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام والتنمية لشعبيهما".
وأضاف أن "دولة الإمارات تتطلع إلى العمل مع البرازيل في إطار مجموعة "بريكس"، وذلك بما يخدم أهداف هذه المجموعة في دعم التنمية بالمجتمعات وترسيخ السلام والاستقرار العالمي.
وأعرب عن تطلعه لمشاركة البرازيل الاتحادية في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" الذي يعقد نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في مدينة إكسبو دبي.
العلاقات الاستراتيجية مع الهند
والتقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، كذلك مع الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار وزير الخارجية الهندي، وذلك على هامش اجتماع "أصدقاء بريكس".
وبحث الجانبان، خلال اللقاء، العلاقات الاستراتيجية والتعاون المشترك والشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والهند، ومخرجاتها بعد مرور نحو عام على إطلاقها ، ودورها المهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي المستدام للبلدين.
كما بحث مع الدكتور سوبرامنيام جاي شانكار عددا من الملفات ذات الاهتمام المشترك المرتبطة بجدول أعمال اجتماع "أصدقاء بريكس"، وسبل تعزيز التعاون بين مجموعة بريكس ودولة الإمارات.
وتناولت المباحثات المستجدات الإقليمية والدولية وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن دولة الإمارات وجمهورية الهند ترتبطان بعلاقات تاريخية واستراتيجية راسخة، شهدت مراحل مزدهرة عديدة من العمل المشترك والتعاون الثنائي المثمر في المجالات كافة.
وأشار إلى أن توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2017 والشراكة الاقتصادية الشاملة في عام 2022، شكل دفعا قويا وتحولا نوعيا في مسار علاقات التعاون الإماراتي الهندي.
وشهدت تلك العلاقات نموا مطردا في العديد من المجالات، وعلى سبيل المثال، ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين إلى نحو 189 مليار درهم العام الماضي.