الإمارات تغيث باكستان.. جسر إنساني يتوج مسيرة عطاء متواصلة
مبادرة خيرية شعبية واسعة انطلقت بالإمارات، بالتزامن مع تسيير أولى طائرات المساعدات الإنسانية من دبي إلى باكستان لإغاثة منكوبي الفيضانات
انطلقت من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، الإثنين، أولى طائرات المساعدات الإنسانية العاجلة لإغاثة ملايين المتضررين من الفيضانات المدمرة التي غمرت ثلث الأراضي الباكستانية، وأثّرت في الملايين، ودمّرت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
وبالتزامن مع انطلاق أولى رحلات الجسر الإغاثي من دبي لباكستان، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة دبي العطاء وجمعية الشارقة الخيرية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع بالإمارات، مبادرة "نحن معكم" لحث جميع أطياف المجتمع في الإمارات للتضامن مع الأسر الباكستانية المتضررة.
حملة شعبية تنطلق من الإمارات وجسور إنسانية تنقل معونات على مدار الساعة بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تتوج بها الإمارات دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.
جهود إغاثية تشارك فيها الإمارات قيادة وحكومة وشعبا ومؤسسات خيرية تؤكد أن تجربة العمل الإنساني في الإمارات متميزة وفريدة، مع وجود قائد ملهم مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، داعم بمبادراته وجهوده وتوجيهاته العمل الإنساني والخيري والتنموي في الإمارات والعالم، وحكومة داعمة للخير يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وشعب معطاء محب للخير كشعب الإمارات، ومؤسسات خيرية تعزز جهود استدامة عطاء الإمارات.
أول رحلة من دبي
وتفصيلا، انطلقت من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، الإثنين، أولى طائرات المساعدات الإنسانية العاجلة من دبي إلى مدينة كراتشي في باكستان.
يأتي ذلك بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وتشمل الدفعة الأولى من المساعدات، 33 طناً من المواد الإغاثية والطبية والغذائية، سيتم نقلها من مخازن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبر 3 رحلات جوية على متن طائرات من طراز C130.
ويستفيد 13,600 شخص من الدفعة الأولى من معونات الجسر الجوي من المساعدات الإنسانية والإغاثية الذي تنظمه "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية".
ومن المقرر أن تنطلق 9 رحلات إضافية خلال الأسبوع المقبل لإرسال المزيد من مواد الإغاثة نيابة عن شركاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وتعمل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية على تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.
وتسهم المساعدات، في توفير المستلزمات الطبية والصحية الأساسية التي تخفف انتشار الأمراض والأوبئة الناجمة عن تجمعات المياه الراكدة في المناطق التي غمرتها الفيضانات، بالإضافة إلى مساعدات معيشية مثل أدوات النظافة الشخصية لتسهيل حياة النازحين في أماكن الإيواء المؤقت، فضلاً عن معونات غذائية للأفراد والأسر الأكثر تضرراً من الأزمة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجّه مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري بتسيير مساعدات عاجلة بقيمة 50 مليون درهم لإغاثة المتضررين من الفيضانات في باكستان.
وتعاونت على إثر ذلك "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية" مع المنظمات الدولية والمؤسسات الإغاثية التي تتخذ من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي مقراً لها، والتي حشدت فريق عملها للاستجابة لحالة الطوارئ بالتعاون مع شركائها.
نحن معكم
بالتزامن مع إرسال أول رحلة جوية إنسانية من دبي، أطلقت عدة مؤسسات خيرية إماراتية حملة خيرية تطوعية ضخمة تحت اسم "نحن معكم" لإغاثة المتضررين من سيول وفيضانات باكستان.
ودعت كل من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة دبي العطاء وجمعية الشارقة الخيرية وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي ووزارة تنمية المجتمع بالإمارات، للانضمام إلى مبادرة "نحن معكم" والمساعدة في تجميع حزم الإغاثة للمتضررين من السيول والفيضانات في جمهورية باكستان الإسلامية.
وتأتي المبادرة في إطار الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة للمتأثرين والنازحين في باكستان.
وستنظم الفعالية يوم السبت 10 سبتمبر / إيلول الجاري في كل من مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنك" في أبوظبي، ومركز دبي للمعارض، القاعة الجنوبية في مدينة إكسبو دبي، ومركز "إكسبو الشارقة".
وتحث مبادرة "نحن معكم" التي تنظمها المؤسسات الخيرية في دولة الإمارات جميع أطياف المجتمع في الدولة للتضامن مع الأسر الباكستانية المتضررة ودعم هذه المبادرة التطوعية في ظل هذه الظروف الصعبة.
توجيهات القيادة
جهود متواصلة بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تؤكد من خلالها الإمارات أنها لن تدخر جهداً في الوفاء برسالتها الإنسانية وستظل رمزاً للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام للعالم في العمل الإنساني.
تتميز الجهود الإماراتية الإغاثية بالشمولية والتكامل والتنظيم الدقيق لضمان تحقيق نتائج إغاثية سريعة تخفف من معاناة المتضررين من السيول وتضمد أوجاع الأسر المنكوبة جراء السيول والفيضانات.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قد أمر في 27 أغسطس/ آب الماضي بتقديم مساعدات إغاثية عاجلة إلى باكستان لتخفيف معاناة المتضررين من السيول والفيضانات التي شهدتها البلاد.
وأجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا مع شهباز شريف رئيس وزراء باكستان، قدم خلاله التعازي والمواساة في ضحايا الفيضانات والسيول.
وأكد خلال الاتصال تضامن دولة الإمارات العربية المتحدة مع باكستان حكومة وشعبا في مواجهة تداعيات هذه الظروف المناخية الصعبة وحرصها على تقديم جميع أشكال الدعم الممكنة لها.
طائرات إغاثية
وفي 29 أغسطس/ آب الماضي، بدأت وزارة الدفاع الإماراتية - ممثلة في قيادة العمليات المشتركة - تسيير أول طائرة مساعدات إماراتية إغاثية ضمن جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية المقدمة من دولة الإمارات إلى باكستان.
وشملت المساعدات الإغاثية، مواد الإيواء والاحتياجات الإنسانية والطرود الغذائية والدوائية للمتضررين من السيول والفيضانات بهدف المساهمة في دعم الجهود لإغاثة السكان المتضررين وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم .
وقد خصصت القوات المسلحة الإماراتية طائرات عسكرية لنقل المساعدات الإنسانية نظرا لخبرتها الكبيرة التي اكتسبتها في مجال العمل الإنساني والإغاثي على الصعيدين الإقليمي والدولي.
إشادات متواصلة
جهود إماراتية متواصلة لإغاثة المتضررين من السيول والفيضانات بباكستان، قوبلت بحملات إشادة وامتنان وشكر وتقدير رسمي وشعبي للإمارات وقيادتها.
وأعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الأحد، عن شكره للحكومة الإماراتية على إرسال طائرات محملة بمواد الإغاثة للمتضررين من الفيضانات في مختلف أنحاء باكستان.
وقدم شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف دائما إلى جانب باكستان في الأوقات الصعبة، وتدعمها على الصعيد الدبلوماسي وفي قضايا الشؤون الخارجية، مضيفا أن باكستان تقدر علاقاتها مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
في السياق نفسه، أشاد امتياز فيروز جوندل القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة جمهورية باكستان الإسلامية لدى الإمارات، بالمواقف الإنسانية النبيلة لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة تجاه ضحايا كارثة السيول والفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان مؤخرا.
وقال امتياز في تصريحات سابقة إن دولة الإمارات من أوائل الدول التي تفاعلت مع حجم الكارثة ولبت نداء الواجب الإنساني فور وقوعها، وكانت فرقها الإغاثية الأسرع وصولا إلى المناطق المتأثرة رغم التحديات الميدانية واللوجستية التي فرضتها الكارثة على أرض الواقع.
وأعرب عن تقدير بلاده للجهود التي تضطلع بها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بقيادة الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس الهيئة، للتخفيف من وطأة المعاناة عن كاهل المنكوبين وتحسين ظروفهم الإنسانية.
بدوره أعرب خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل مفوضية اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم الإثنين، عن جزيل الشكر للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولحكومة دبي ودولة الإمارات على الدعم الإنساني لباكستان.
وقال في هذا الصدد: "تقوم مفوضية شؤون اللاجئين وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية الباكستانية لإدارة الكوارث بتقديم المساعدات الإغاثية الطارئة للمتضررين جراء الفيضانات في باكستان، ونتوجه بجزيل الشكر للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولحكومة دبي ودولة الإمارات على الدعم المقدم لنقل المواد الإغاثية الأساسية من مخزن المفوضية العالمي في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية إلى المتضررين الأكثر حاجة".