الإمارات وبريطانيا.. علاقات تاريخية وتعاون وثيق
تجمع الإمارات وبريطانيا علاقات تاريخية منذ تأسيسها عام 1971، وازدادت قوة ومتانة مع مرور الوقت.
وتعد العلاقات بين البلدين نموذجا يحتذى به في شتى المجالات التي امتدت لتشمل الجوانب الأمنية والدفاعية، والاقتصادية، والاستراتيجية، والثقافية وغيرها.
وتعكس زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، الخميس، للمملكة المتحدة، علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وتستند هذه العلاقات إلى مجموعة من المقومات، أولها الرغبة المشتركة لدى الدولتين في تطوير هذه العلاقات وهذا ما تجسده تصريحات قيادتي ومسؤولي الدولتين في مختلف المناسبات.
ثانيها المصالح المشتركة التي تربط الدولتين في مجالات عدة وخاصة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية فضلا عما تتمتع به الدولتان من مقومات ومزايا اقتصادية تسهم في تنمية هذه العلاقات وتطورها.
فالإمارات تمتلك مقومات اقتصادية واستثمارية كبيرة استطاعت من خلالها أن تحتل موقعا دوليا متقدما في خريطة الاقتصاد العالمي بينما تمتلك بريطانيا خبرات متقدمة في مجالات نقل التكنولوجيا والتطوير وبناء اقتصاد المعرفة وهذه الإمكانيات أسست لعلاقات قوية بين الدولتين.
وثالثها الميراث التاريخي من العلاقات الذي يربط بين الدولتين والذي أوجد روابط وثيقة بينهما في مجالات عدة كما أدى إلى توافق في الرؤى بينهما إزاء كثير من قضايا المنطقة والعالم .
الدفاع والعلاقات الأمنية
وتجمع القوات المسلحة الإماراتية والبريطانية علاقات متينة وأزلية، وبينهما تعاون وثيق من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في الخليج العربي.
وفي العام 1996، وقعت بريطانيا والإمارات اتفاقية تعاون دفاعي حددت ترتيبات التعاون الأمني، ويعد هذا الاتفاق أكبر التزام دفاعي لبريطانيا خارج حلف الناتو.
وفي عام 2009، وقعت المملكة المتحدة مذكرة تفاهم مع القوات المسلحة الإماراتية سُمح بموجبها للقوات البريطانية باستخدام القواعد الجوية الإماراتية.
وتخرج أكثر من 198 مواطنا إماراتياً من أكاديمية ساند-هيرست العسكرية الملكية البريطانية منذ عام 1974.
وتشمل قائمة الخريجين المتميزين منها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وآخرين من مسؤولي الإمارات.
وتشمل المجالات الأخرى للتعاون العسكري بين المملكة المتحدة والإمارات تبادل العسكريين، حيث يتعاون ضباط من الجيش البريطاني مع القوات المسلحة الإماراتية.
وتشمل مساهمة الإمارات في إرساء الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب التعاون الاستخباراتي مع المؤسسات الحكومية البريطانية.
كما أبرمت الإمارات اتفاقيات مع المملكة المتحدة لمكافحة غسيل الأموال وتسليم المجرمين، إضافة إلى التوقيع على المبادرة الأمنية لمكافحة الانتشار.
كما تساهم الإمارات في دعم وإنفاذ عقوبات الأمم المتحدة لاحتواء قدرات الأسلحة النووية الإيرانية.
علاقات تاريخية
وكانت الملكة إليزابيث الثانية دشنت الزيارات الرسمية بين البلدين في عام 1979 بزيارة للإمارات بدعوة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وفي العام 1989 أجرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زيارة إلى بريطانيا، وتوالت بعدها الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين.
ويتوج الميراث التاريخي من العلاقات بين البلدين روابط وثيقة وتوافقا في الرؤى تجاه مختلف قضايا المنطقة والعالم.
فاهتمام الدولتين بتطوير علاقاتهما وتدعيمها واضح وجلي نحو مرحلة "الشراكة الاستراتيجية" التي تتوج الجهود المتبادلة من الطرفين لتأسيس علاقة قوية بين البلدين في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية.
ويمثل حرص البلدين على التمسك بقيم التسامح والتعايش والمساهمة في الحفاظ على السلام العالمي سندا قويا للعلاقات القوية بين الإمارات وبريطانيا.
فالدولتان تتصدران الجهود الدولية الرامية إلى محاربة التطرف وتشاركان معا في ترؤس المجموعة العاملة لمكافحة التطرف التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب إضافة إلى تعاونهما المتزايد على صعيد التنمية العالمية.
كما تتسم العلاقات بين الإمارات وبريطانيا بروح الود والاحترام المتبادل المتواصل عبر سنوات طويلة من التعاون المثمر والبناء لتحقيق مصلحة الشعبين في مستقبل زاهر يقوم على أسس صلبة وقاعدة متينة في البناء والنماء.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA=
جزيرة ام اند امز