اليوم الوطني الـ49.. إنجازات الإمارات رسالة سلام للعالم
تحتفل الإمارات باليوم الوطني الـ49، الأربعاء، 2 ديسمبر/كانون الأول، وقد سجلت للعالم بأحرف من نور إنجازات تنير تاريخ الإنسانية.
إنجازات تسهم في نشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، وتدعم جهودها لتعزيز التضامن العربي والخليجي والإنساني على مختلف الأصعدة.
تحل ذكرى اليوم الوطني هذا العام، بعد أسابيع من توقيع الإمارات منتصف سبتمبر/أيلول الماضي معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، في خطوة شجاعة أسهمت في دفع البحرين والسودان إلى نهج ذات الطريق، الأمر الذي يحفظ حقوق الفلسطينيين، ويسهم في دعم الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وهي خطوة تبعتها الإمارات برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، مع حركات الكفاح المسلح أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد.
تحل ذكرى اليوم الوطني هذا العام، بعد نحو شهر من قيام أبوظبي بافتتاح قنصليتها بمدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية في حدث تاريخي يزين العلاقات بين الدولتين، وتبعتها في الخطوة ذاتها الأردن والبحرين، في جهود تسهم في تعزيز التضامن العربي.
كما تأتي ذكرى اليوم الوطني، في وقت تترأس فيه الإمارات الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، وسط جهود استثنائية تقوم بها، للحفاظ على كيان مجلس التعاون، وتعزيز مسيرته، رغم انتشار جائحة "كورونا"، الذي يعد أبرز التحديات التي تواجه العالم ودول المجلس.
تحل ذكرى اليوم الوطني هذا العام، في وقت تواصل فيه الإمارات دعم الجهود الدولية لاحتواء جائحة كورونا المستجد " كوفيد 19"، حيث قدمت مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى نحو 100 دولة دون النظر لاعتبارات سياسية أو مصالح خاصة، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء.
تلك الجهود الرائدة وغيرها التي تقوم بها الإمارات لنشر السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم ترصدها "العين الإخبارية" في التقرير التالي:
معاهدة السلام
فتحت خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل الباب واسعا أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة.
ومنذ المكالمة التاريخية التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 13 أغسطس/ آب الماضي، وتم في أعقابها الإعلان عن معاهدة السلام، لم يعد يمر شهر، إلا وتعلن دولة عربية جديدة الانضمام لمسار السلام.
الإعلان الإماراتي أتبعه قرار بحريني في 11 سبتمبر/أيلول الماضي بالانضمام لمسار السلام.
وبعد أن ترجمت أبوظبي إعلانها التاريخي على أرض الواقع بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين."
ولم تمر أيام على تلك الخطوة الأخيرة، لتعلن السودان هي الأخرى، 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الانضمام لمسار السلام.
ويوما بعد يوم، بدأت تتسع مظلة السلام في خطوات متسارعة وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة، على نفس مسار السلام الإماراتي، بعد أن فتحت أبوظبي الطريق أمام العرب لنشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
ومنعت معاهدة السلام الإماراتية وقف ضم أراض فلسطينية وأسهمت في فتح الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.
ومع كل خطوة نحو السلام، يتأكد صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
رعاية اتفاق السلام السوداني
أيضا في إطار جهودها الرائدة لنشر السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة، قامت الإمارات برعاية اتفاق سلام تاريخي، وقعته الحكومة السودانية، في 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي مع حركات الكفاح المسلح أنهى سنوات من الاقتتال في البلاد.
ومن شأن توقيع هذا الاتفاق حل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف.
وأشاد محمد أمين عبدالله الكارب، سفير السودان لدى الإمارات، بدور أبوظبي الكبير والمهم في التوصل إلى "اتفاق جوبا للسلام".
ونوه، في تصريحات صحفية، إلى عقد دولة الإمارات محادثات مع مجموعة من الفصائل السودانية المهمة وأقنعتها بالانضمام إلى محادثات السلام بالتنسيق مع الحكومة الانتقالية في السودان، لافتا إلى أن الإمارات بذلت جهودا "كبيرة ومهمة ومقدرة" أسهمت في نجاح محادثات السلام.
افتتاح أول قنصلية عربية في العيون
وبعد شهر من رعايتها اتفاق السلام السوداني، افتتحت الإمارات 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أول قنصلية عربية في مدينة العيون جنوب المغرب.
وأكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، أن قرار الإمارات فتح قُنصلية لها بمدينة العيون، من شأنه تشجيع دول أخرى على القيام بنفس الخطوة.
وبالفعل، أعلنت الأردن 19 نوفمبر/تشرين الثاني والبحرين في 26 من الشهر نفسه اعتزامهما فتح قُنصليتين لهما بمدينة العيون المغربية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول المُنصرم، أعلنت الإمارات عن قرارها فتح قنصليتها في مدينة العيون، وذلك في اتصال هاتفي جرى بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وعبّر العاهل المغربي عن شكره الجزيل وتقديره الكبير لولي عهد أبوظبي، على "هذا القرار التاريخي الهام الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية على هذا الجزء من ترابه خاصة أن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء المظفرة".
دعم استقرار اليمن
استبق تلك الجهود، إعلان السعودية 29 يوليو/ تموز الماضي، أنها تمكنت بمشاركة فاعلة من الإمارات، من التوصل إلى آلية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض.
واتفاق الرياض تم توقيعه في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بين الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقوبل بترحيب عربي ودولي واسع باعتباره خطوة هامة لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، إلا أنه تم عرقلة تنفيذه من جماعة الإخوان الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا.
وكان الاتفاق نفسه قد وُلد من رحم اجتماعات أرست دعائمها السعودية بالتوازي مع جهود الإمارات التي قدمت الغالي والنفيس لأجل عروبة اليمن.
وتواصل الإمارات تقديم نموذج مثالي للتسامح، في تعاملها مع أزمة اليمن، فرغم حجم التضحية التي قدمتها، والجهود الكبيرة التي قامت بها على مدار الفترة الماضية، تعرضت لإساءات وافتراءات كثيرة على خلفية الأحداث الأخيرة في عدن والمدن الجنوبية.
ورغم ذلك تسامحت الإمارات على الإساءات والافتراءات التي تعرضت لها، وقامت بإعلاء مبدأ التسامح، سعياً لإخماد الفتنة ورأب الصدع من أجل تحقيق مصلحة الشعب اليمني، وسعت بكل قوتها بالتعاون مع السعودية في رأب الصدع بين الأطراف اليمنية.
كما أظهرت الإمارات دعما للجهود الأممية الرامية إلى حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية.
القمة الثلاثية
أيضا على صعيد تعزيز التضامن العربي، استضافت أبو ظبي 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قمة ثلاثية جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وتم خلال القمة بحث آخر التطورات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل.
تعزيز التضامن الخليجي
على الصعيد الخليجي، تقوم الإمارات التي تترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي، بجهود استثنائية، للحفاظ على كيان مجلس التعاون، وتعزيز مسيرته.
ورغم انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي يعد أبرز التحديات التي تواجه العالم ودول المجلس، حرصت الإمارات على استمرار اجتماعات وفعاليات المجلس.
وفي إطار مواصلتها لهذا الدور الهام، قادت الإمارات على مدار العام الجاري عشرات الاجتماعات الخليجية، عبر تقنية الاتصال المرئي، بهدف مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها على دول مجلس التعاون.
الجهود الاستثنائية التي تقوم بها الإمارات لقيادة مجلس التعاون الخليجي في تلك الظروف كانت محل تقدير وإشادة دائمين، على مختلف الأصعدة.
مواجهة كورونا.. وانتصار الإنسانية
أيضا يسجل تاريخ الإنسانية مبادرات الإمارات ومواقفها المشرفة، لدعم الجهود الدولية لاحتواء جائحة كورونا المستجد " كوفيد 19" تجاوزت فيها الإمارات حسابات السياسة الضيقة، وأعلت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها أن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
وقدمت الإمارات مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى نحو 100 دولة استفاد منها ملايين الأشخاص من العاملين في الصفوف الأمامية لمواجهة الوباء.
كما أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالات مكثفة مع عدد من قادة العالم والشخصيات المؤثرة حول العالم، لبحث جهود احتواء انتشار فيروس كورونا، عبر خلالها عن دعم بلاده لتلك الدول لمواجهة كورونا.
وحظيت تلك المبادرات والاتصالات بتقدير وشكر من قادة العالم وشعوبه للإمارات قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الخيرة لدعم الإنسانية في مواجهة هذا الوباء.
كما أطلقت أبوظبي 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "ائتلاف الأمل" دعماً للجهود العالمية في توزيع لقاحات فيروس كوفيد - 19 لجميع أنحاء العالم، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجستية المخصصة لنقل اللقاحات.
ويقدّم الائتلاف الذي يضم جهات رائدة محلياً وعالمياً، حلولاً متكاملة لسلسلة التوريد لتلبية متطلبات عملية نقل اللقاح وتخطيط الطلب والتوريد والتدريب، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الرقمية للمساهمة بشكلٍ فاعل في توفير اللقاح في جميع أنحاء العالم.
محليا، ظهرت دلائل النجاح الإماراتي في التعامل مع أزمة كورونا من خلال عدة إنجازات ومؤشرات أبرزها احتلال الدولة المركز الأول عربيا في مؤشر التعافي الاقتصادي من آثار وباء "كوفيد-19"، وانتظام عملية التعليم وانطلاق العام الدراسي 2020- 2021 في مواعيده المحددة.
قمة العشرين
أيضا خلال العام الجاري، وفي ظل انتشار جائحة كورونا، قامت السعودية والإمارات ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها المملكة العربية السعودية، بتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بين البلدين لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية.
وتولت المملكة العربية السعودية، عام 2020، رئاسة مجموعة العشرين، التي اختتمت باستضافة قمة قادة مجموعة العشرين افتراضيًا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وعقدت على مدى يومي 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وشاركت فيها الإمارات بصفتها رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في أعمال الجلسة الختامية لقمة قادة مجموعة العشرين "G20" الافتراضية.
وأعرب عن تطلُّع دولة الإمارات للترحيب بقادة مجموعة العشرين خلال معرض "إكسبو 2020 دبي" المُزمع افتتاحه في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام المقبل
كما سبق أن شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية الافتراضية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين 26 مارس/آذار الماضي.