الإمارات تحتفي باليوم الدولي للشباب 2024.. قفزات نوعية في التمكين والدعم
حقق مسار تمكين الشباب وتأهيلهم واستثمار طاقاتهم في دولة الإمارات قفزات هائلة خلال السنوات الماضية، تجلى ذلك عبر حضورهم المتصاعد في مراكز صنع القرار، ومشاركتهم الفاعلة في النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها الإمارات.
وينطلق نهج تمكين الشباب في الإمارات من رؤية قيادية فذة عبرت عنها كلمات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي قال إن "تمكين الشباب والاستثمار فيه وتأهيله بمهارات المستقبل وعلومه ركن أساسي ضمن رؤية الإمارات التنموية الشاملة، الشباب هم القوة والطاقة والطموح والثروة الحقيقية، كما أنهم ركيزة التنمية وقادة الغد في مجتمعاتهم وعليهم اكتساب كل ما يمكنهم من الإسهام الفاعل في تقدم بلادهم وصنع المستقبل المزدهر لها".
وتحتفي الإمارات، الإثنين، بـ"اليوم الدولي للشباب" الذي يتناول هذا العام موضوع التمكين الرقمي للشباب وانعكاساته على تحقيق 70% على الأقل من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، مع إمكانية تقليل تكلفة تحقيقها بمقدار يصل إلى 55 تريليون دولار.
وتتزامن المناسبة هذا العام مع اعتماد الأجندة الوطنية للشباب حتى عام 2031، التي تهدف إلى أن يكون الشباب الإماراتي النموذج الأبرز محلياً وعالمياً في الفكر والقيم والمساهمة الفعالة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولية الوطنية، من خلال تمكين ودعم جيل الشباب والكفاءات الشبابية الواعدة، بما يتلاءم مع تطلعات قيادة دولة الإمارات.
وشملت الأجندة مستهدفات طموحة ومبادرات تشمل تأهيل ما لا يقل عن 100 شاب إماراتي لتمثيل دولة الإمارات في المنظمات والمحافل العالمية المرتبطة بالأولويات الوطنية وعقد شراكات استراتيجية مع المؤسسات العالمية المتخصصة في مجال العلوم والتكنولوجيا لتمكين وتعزيز قدرات الشباب، وتوفير فرص مسارات مناسبة للشباب بنسبة 100% في سوق العمل، وأن تكون الإمارات من أفضل 10 دول عالمياً يتمتع فيها الشباب بجودة حياة عالية وترسيخ اعتزاز الشباب الإماراتي بهويته وانتمائه الوطني، وإطلاق الميثاق الوطني للشباب في هذا المجال.
وتضمنت الأجندة العمل على مضاعفة عدد مشاريع الشباب في القطاعات الواعدة والمستقبلية، ومضاعفة عدد الشباب الإماراتيين الحاصلين على تأهيل أكاديمي ومهني يتناسب مع المهارات المستقبلية واحتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى إطلاق الوسام الفخري للنخبة من الشباب.
ونجحت الإمارات خلال السنوات الماضية في تفعيل مشاركة الشباب وتعزيز روح القيادة لديهم عبر مجموعة من الخطوات، وفي مقدمتها اعتماد مجلس الوزراء في عام 2016 إنشاء مجلس الإمارات للشباب، وإنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب التي تقوم بالتنسيق مع مجالس الشباب المحلية لوضع أجندة سنوية للأنشطة والفعاليات الشبابية في دولة الإمارات.
وأطلقت الإمارات الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تستند إلى 5 تحولات رئيسية يمر بها الشباب خلال الفترة العمرية من 15 إلى 35 سنة لتشمل مراحل التعليم، العمل، اتباع نمط حياة صحي وآمن، والبدء في تكوين أسرة، وانتهاء بممارسة المواطنة والعمل الوطني.
وفي عام 2019؛ أصدر مجلس الوزراء قراراً بإلزامية إشراك أعضاء من فئة الشباب الإماراتي في مجالس إدارات الجهات والمؤسسات والشركات الحكومية، بما لا يقل عن عضو واحد، وممن لا تتجاوز أعمارهم 30 عاماً.
وأطلقت الإمارات في أبريل/نيسان 2022 "المسح الوطني للشباب"، الذي يهدف إلى قياس مستوى النضج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي للشباب في دولة الإمارات، إضافة إلى جمع البيانات المتعلقة بفئة الشباب في مختلف قطاعات الدولة، ووضعها في متناول صناع القرار والمعنين والباحثين.
وشهد عام 2023 إطلاق "المبادرة العالمية لشباب الإمارات" التي تشرف على تنفيذها "المؤسسة الاتحادية للشباب"، بهدف تعزيز دور الشباب عالمياً في التعريف بقيم دولة الإمارات الأصيلة وثقافتها وتجربتها الحضارية في التسامح والتعايش وبناء الإنسان وتمكين الشباب، إضافة إلى مد جسور التواصل الإنساني والمعرفي والعلمي بين شباب الإمارات والعالم.
وتواصل الإمارات تنفيذ السياسات الوطنية لتمكين الشباب وتطوير قدراتهم وتأهيلهم لحمل المسؤولية، ومن أبرز هذه السياسات الاهتمام بالتعليم ومخرجاته وتوفير البيئة الصحيحة للابتكار والإبداع ودعم الطلبة والشباب وتعزيز الممارسات الوطنية التي تسهم في منح الامتيازات والتسهيلات للشباب في جميع المجالات، فضلاً عن توفير فرص العمل المناسبة التي يستطيعون من خلالها لعب دور فعال في مجتمعهم.
وتعد دولة الإمارات حاضنة رئيسية لتطلعات وطموح الشباب العرب، إذ أطلقت مجموعة من المبادرات والبرامج الموجهة لهم بهدف الارتقاء بدورهم ورعاية طاقاتهم وتشجيعهم على الابتكار والتسلح بالمعرفة والعلم، وتعزيز دورهم الإيجابي في التنمية المستدامة بمجتمعاتهم.
ففي عام 2017، أعلنت الإمارات عن مركز الشباب العربي، الذي يمثل مركزاً إقليمياً للشباب في الدولة ويساعد على تطوير قدرات الشباب ويدعم الابتكار والإبداع في العالم العربي.
وأطلق المركز العديد من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي يتم تنفيذها من قبل الشباب، ويتم متابعة تأثيرها في مختلف الدول، ومن بينها مبادرة "هاكاثون الشباب العربي"، ومبادرة "سوق مشاريع الشباب العربي"، ومبادرة "حلول شبابية"، وبرنامج القيادات الدبلوماسية العربية الشابة.
وأنجز مركز الشباب العربي مئات الأبحاث تضمنت دراسات وتقارير ترصد واقع الشباب العربي، وتستعرض أهم التوجهات المستقبلية حول سلوكيات الشباب وتطلعاتهم والبيانات حولهم.
وفي عام 2018، أطلقت الإمارات المنصة الرقمية "فرص الشباب العربي" لتمثل مرجعية لكافة الفرص النوعية التي تتوفر لشباب العرب عبر أنحاء الوطن العربي من بعثات دراسية وبرامج تطويرية وتدريبية، كما أطلقت في يوليو/تموز برنامج "نوابغ الفضاء العرب"، الذي تشرف عليه وكالة الإمارات للفضاء بهدف احتضان ورعاية نخبة علمية متميزة من النوابغ العرب وأصحاب المواهب والكفاءات العلمية من شباب وشابات الوطن العربي، لإعدادهم وتدريبهم في مجال علوم الفضاء وتقنياته.
وعلى الصعيد العالمي، سجلت الإمارات حضوراً فاعلاً في عدد من الاجتماعات والفعاليات الدولية التي ناقشت أهم القضايا الشبابية في العصر الراهن، وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم، وتوظيف طاقتهم، وفي هذا السياق جاءت مشاركة الإمارات في أعمال "قمة شباب بريكس" التي عقدت بروسيا الاتحادية الشهر الماضي.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA=
جزيرة ام اند امز