عقدت يوم الخميس في الرابع عشر من يوليو/تموز الجاري قمة افتراضية ضمت قادة "مجموعة I2U2"، وهم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والرئيس الأمريكي بايدن، ورئيسا الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والإسرائيلي يائير لابيد.
وناقش الزعماء الأربعة المشروعات المشتركة المحتملة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية في التجارة والاستثمار في المنطقة وخارجها.
بحضور الإمارات القمة الافتراضية، ممثلة برئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تكون القمة استحوذت على زخْم كبير جدًّا من القوة وعملية الدفع لمواجهة التحديات الجمة، حيث باتت الإمارات تحظى بمكانة متقدمة في العلاقات الدولية الراهنة بفضل سياساتها الخارجية وقيادتها الحكيمة والمتزنة وأدائها المتميز، الذي أدى بدوره إلى ارتفاع مؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية، حسب ما أكدته معطيات تقارير التنمية البشرية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
وقد حققت دولة الإمارات مؤشراتٍ مرتفعة ومشهودًا لها عالميًّا، وخاصة ارتفاع معدل السنّ المتوقع للفرد ليصل في عام 2021 إلى 77 عامًا في المتوسط، ومستويات التعليم ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أيضًا، كما تصدرت دولة الإمارات العرب واحتلت المركز السادس عالميا في جودة التعليم قبل الجامعي، كما جاءت في المركز التاسع عالميا في التعليم المهني في 2021، هذا في وقت بات فيه اقتصاد الإمارات يعتمد إلى حد كبير على مزيد من الابتكارات والمعرفة، فضلا عن التنوع الاقتصادي، وبناء جسور وعلاقات تجارية مع عدد كبير من دول العالم.
وفي مقدمة توجهات الإمارات مسألة دعم الأمن الغذائي العالمي، وكذلك تعزيز الشراكة الاقتصادية في التجارة والاستثمار، كل ذلك يؤكد أن لقائد ورئيس دولة الإمارات دورا محوريا في رسم خريطة شرق أوسط مستقبلي له مكانة متقدمة ووازنة في إطار العلاقات الدولية في المدى المنظور، وعلى الصُّعُد كافة، خاصة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية.
ولم يتوقف نشاط الإمارات على تطوير أدائها وتحقيق معدلات عالية في مستويات العلم والمعرفة والاقتصاد، فهناك حراك إماراتي متواصل لدعم أمن واستقرار العالم، ورسم خارطة طريق لمواجهة التحديات العالمية وتداعياتها على المنطقة تتضمن تلك النشاطات، التعايش والتسامح والبحث عن الحلول الواقعية والتعاون الجماعي، انطلاقا من مبدأ المسؤولية المشتركة، وبالتأكيد أخذت دولة الإمارات على عاتقها منذ وقت مبكر دبلوماسية بناء الجسور وتطبيقها على أرض الواقع بهدف تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد أواصر الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة، في سياق استراتيجية الأخوة الإنسانية، التي تنتهجها دولة الإمارات ورئيسها.
ستعمل مجموعة دول "I2U2" على تحسين نوعية الحياة، ليس فقط في المنطقة، ولكن في جميع أنحاء العالم.. وستفيد الشراكة مع الهند والولايات المتحدة ما يقارب أكثر من مليارَيْ شخص عبر قطاعات مثل المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي.
الاستثمار المشترك والخبرة هي المكونات الرئيسية، التي ستؤدي بالتأكيد إلى النجاح.. فقد أعلنت الإمارات العربية المتحدة في تلك القمة عن تمويل بقيمة 2 مليار دولار لتطوير "مجمعات غذائية زراعية" في جميع أنحاء الهند في محاولة لتعزيز الأمن الغذائي عبر جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، كما ستقدم الشركات الإسرائيلية والأمريكية خبراتٍ عالية التقنية في خدمة هذا الاستثمار في المحاصيل الزراعية.
تضع الإمارات في أجندة أولوياتها الإنسان في المقام الأول دون تمييز على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، وتنفذ استراتيجيتها في إطار مبادئ الخمسين المقبلة، التي اعتمدتها قبل فترة، لتكون خارطة استراتيجية تحدد توجهاتها، لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وفوق ذلك كله تحتضن دولة الإمارات عددا كبيرا من الوافدين ينحدرون من 200 جنسية، ويعيشون على أرضها بسلام وأمن وعمل وحقوق يكفلها القانون الإماراتي، رغم تعدد المشارب والأديان والثقافات والعادات، وجميع هذه الحقائق والمعطيات حول دولة الإمارات تجعل المتابع يجزم دون شك أو مواربة، أن وجودها ضمن "مجموعة I2U2" يعتبر بحد ذاته رصيدًا هاما يدفع باتجاه أن تكون المجموعة لها شأن كبير في رسم شرق أوسط جديد تلعب فيه الإمارات دورا محوريا تتعزز من خلاله الخطوات لتحقيق العدالة والأمن والسلم في المنطقة والعالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة