جمعيات الإمارات الخيرية.. دور رائد في إعلاء قيمة التسامح
الجهات الخيرية في الإمارات تقدم العديد من المبادرات، إحياء لقيمة التسامح من خلال عملها، الذي لا يفضّل في جهوده الإنسانية أحداً على أحد.
مبادرات لا تنتهي في دولة آمنت بقيمة التسامح، تستند خلالها إلى مبادئ إنسانية تعد امتداداً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون التسامح صفة ملازمة للإمارات، وسلوكاً إنسانياً أصيلاً يمارسه المواطنون والمقيمون على أرضها.
في الإمارات أفكار إنسانية تنفذها الجمعيات الخيرية دعما للمحتاجين والمعسرين واللاجئين والمرضى غير القادرين على تحمل نفقات علاجهم داخل الدولة وخارجها، لتقف تلك الجهات داعمة لهم، مجسدة أجمل صور لمعاني الرحمة والأخوة، فالكل يقف في عون المحتاج، بتسخير المال والإمكانيات له.
وقدمت الجهات الخيرية في دولة الإمارات العديد من المبادرات، إحياء لقيمة التسامح من خلال عملها الذي لا يفضل في جهوده الإنسانية أحداًَ على أحد على أساس العرق أو الطائفة أو المذهب، فقط تقوم بمساعدة الإنسان كإنسان.
الطوائف والمعتقدات
عابدين طاهر العوضي مدير عام جمعية بيت الخير يؤكد أن التسامح جزء لا يتجزأ من ثقافة أبناء الإمارات، وأن جمعيته تقدم مساعدات للمحتاجين من مصدرين أساسيين هما الزكاة والصدقات، والمصدر الأول يصرف على الفئات التي حددتها الشريعة السمحة، مضيفا: "لكننا نتوسع في صدقات التطوع، لتشمل كل الجنسيات والأديان والأعراق دون تمييز، منطلقين من ضرورة توفير الاحتياجات الإنسانية".
وأضاف: "خصصنا مشروعاً لعلاج المرضى المقيمين وآخر لتوزيع الطعام على العمال وعابري السبيل من كل الجنسيات والأديان، مستلهمين السياسة التي وضعها مجلس الإدارة، بأن (جمعية بيت الخير) تقدم المساعدة لكل محتاج على أرض الإمارات، ليعيش الجميع في كنف الوطن متكافلين ومطمئنين وسعداء".
وحول زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات خلال الفترة من 3 إلى 5 فبراير/شباط 2019، يقول العوضي: "الزيارة تأتي بمثابة تتويج لمسيرة الدولة، وكون 2019 عاما للتسامح، فتوقيت زيارة بابا الفاتيكان في هذا العام هو اختيار موفق، وتعبير عن أن الإمارات نموذج يحتذى به في التعايش السلمي المتاسمح، وساحة لتقبل كل شعوب الأرض باختلاف معتقداتهم وأعراقهم".
وأضاف: "تضفي تلك الزيارة على عام التسامح سلاما روحيا واطمئنانا على الجميع من داخل وخارج الإمارات، وهي رسالة إلى العالم أجمع لإفشاء السلام والتسامح، والحث على التعايش دون تمييز وتقبل الكل الطوائف والمعتقدات، فالدولة بقيادتها الحكيمة وفي نهجها السلمي طرقت جميع أبواب السلام، معلنة للعالم أجمع هنا أرض الإخاء والمودة والسلم".
نموذج فريد
وأكد سعيد بن محمد الرقباني رئيس مجلس إدارة "جمعية الفجيرة الخيرية" أن أجندة الجمعية تضم عدداً كبيراً من مبادرات العمل الخيري والإنساني، تماشياً مع "عام التسامح".
وقال: "أصبحت الإمارات نموذجاً فريداً في تعزيز قيم التسامح والانفتاح على الآخر، والوسطية والتعايش، حيث ينعم جميع أبناء الجنسيات المختلفة المقيمين على أرض الدولة الطيبة بالحياة الكريمة والمساواة والاحترام".
ووجّه الإدارة التنفيذية للجمعية وجميع الموظفين والمتطوعين بالتركيز على برامج العمل الخيري والإنساني في "عام التسامح" بصورة مبتكرة ومبدعة، مشيراً إلى الاهتمام الكبير الذي توليه الجمعية في مساعدة المحتاجين في جميع المجالات مع التركيز على تنفيذ مجموعة من المبادرات الخيرية والإنسانية والثقافية المختلفة وترسيخ قيم التسامح لدى الأجيال الجديدة.
وقال إن الإمارات تعزز وتجسد روح التسامح، والاحترام بين الأديان، لذلك ما تقوم به من عمل خيري قائم على الإنسانية فقط ولا يوجد تمييز فيه على أساس العرق والدين، وبهذا النهج أصبحت دولة رائدة في فتح قنوات الحوار الشامل بين أبناء مختلف العقائد.
ثقافة الاعتدال
بدوره، أعلن عبدالله علي بن زايد الفلاسي المدير التنفيذي لجمعية "دار البر" عن مشروع حضاري إنساني ثقافي شامل، تنفذه الجمعية في "مكسيكو سيتي"، يضم أول مسجد في العاصمة المكسيكية، ويهدف إلى نشر العلم والتعريف بالإسلام وتعزيز التسامح، وترسيخ ثقافة الاعتدال والوسطية ومحاربة التطرف والغلو.
وأكد الفلاسي أن الجمعية تنطلق في مشروعها الحضاري الجديد من قيم الدين الحنيف، القائمة على التسامح والاعتدال والتعايش والمحبة بين الشعوب وأطياف البشرية، ورؤية الإمارات وسياستها، التي تعمل جاهدة على نشر الوسطية والاعتدال.
وترجمة لإعلان عام التسامح إلى خطوات عملية تسهم في ترسيخ قيمة التعايش، دشنت جمعية الشارقة الخيرية مشروع "قرية التسامح" في جمهورية سريلانكا، ليأتي ضمن حزمة أعمالها الخارجية التي تنفذها الجمعية على مدار العام وتغطي 90 دولة حول العالم.
وجاء تدشين المشروع الذي يشتمل على 15 بيتا للفقراء ومستوصف طبي إلى جانب خزان لتوفير المياه النقية، ليجسد جهود الجمعية في نشر قيم التسامح التي تدعو إليها دولة الإمارات العربية المتحدة وإبرازها جلية، حيث تمثل تلك القيم النواة الأساسية التي قامت عليها نهضة الدولة الحديثة.
بينما، أشار الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مجلس الإدارة في جمعية الشارقة الخيرية إلى أن عام التسامح جاء ليتكامل مع عام زايد، وعام الخير، فهذا الثلاثي هو عنوان شامل لدولة الإمارات التي أخذت على عاتقها منذ بدايات التأسيس أن تكون واحة خير ومحبة، وجسر تواصل وتلاق بين الشعوب والأمم والحضارات، تقبل الآخر وتحاوره وترحب به، وتحترم الجميع.
وأوضح أن الإمارات تمثل فضاء الإنسانية ودار التسامح ومستقر السلام من خلال خطوات كبيرة في خدمة مساعي التآخي والتعددية وتضرب مثالاً فريداً في مبادرات ومؤتمرات فكرية ودينية جامعة تحث على الالتقاء ونبذ التفرقة.
وشدد على وجوب دعم جميع المساعي الرامية إلى تقريب المسافات واحترام الآخر وإرساء العدالة والإنسانية، وهذا ما تفعله المؤسسات الخيرية في الإمارات وتختصر من خلال عملها الدؤوب دعوات بين أطراف متباينة إلى تنفيذ عملي مدروس.
المبادئ السامية
ويقول الشيخ مروان بن راشد المعلا رئيس مجلس إدارة جمعية أم القيوين إن الجمعية اتخذت من نهج زايد الخير دربا لترسيخ مبادئ التسامح من خلال ما تقوم به من أعمال وما تنفذه من مكرمات حتى أضحت الجمعية تمثل قناة خيرية مهمة لنشر تلك المبادئ السامية التي تعد ركائز أساسية في اتحاد دولتنا ونهضتها.
وأشار إلى أن قيادة الإمارات الحكيمة حرصت على ترسيخ مبدأ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع من خلال إصدارها قانون مكافحة التمييز وإنشاء وزارة للتسامح وجعلت العمل الإنساني ركناً أساسياً تقوم عليه مؤسسات الدولة، وتنطلق منه في علاقاتها مع المحتاجين، حتى باتت تمثل نموذجاً للعطاء المتعدد الأوجه، الذي يسعى إلى تخفيف معاناة الفئات المعوزة والمحتاجة من جميع الجنسيات.
وأضاف: "نؤكد لقيادتنا الرشيدة أننا جاهزون لنكون معها في إحياء قيمة التسامح، من خلال عملنا الخيري في الجمعية، الذي لا يفرق بين جنسية وأخرى، ولا يفضل في جهوده الإنسانية أحداً على أحد على أساس العرق أو الطائفة أو المذهب، فنحن نساعد الإنسان كإنسان، ولدينا كل الدعم من مجلس الإدارة، ومن مختلف المحسنين والمانحين بأن نبذل المعونة لمن يستحقها من دون تمييز، وأن نختار الأكثر حاجة".
الدور الرائد
في الوقت نفسه، أشار علي العاصي رئيس لجنة الأسر المتعففة إلى أن الجمعيات الخيرية في الإمارات نهلت من نبع زايد في العطاء امتدت أياديها البيضاء إلى العديد من الدول، لتمسح دموع الأيتام والفقراء والمحتاجين والمعوزين، ولتسهم في إعادة البسمة على وجوههم، سواء من اللاجئين أو النازحين أو ممن يعانون الجفاف والمجاعات.
ولفت إلى رعاية الجمعيات الخيرية الإماراتية العديد من الحملات لصالح دعم هذه الفئات على مستوى العالم، وتوفير احتياجاتهم والتخفيف عنهم، بغض النظر عن ديانتهم أو لغتهم، من منطلق الإنسانية ومبادئ الدين الإسلامي، الذي يحث على مساعدة الآخرين، الأمر الذي ساهم أيضاً في تقديم صورة مشرقة عن الدين الحنيف، وإزاحة الضباب عن بعض الأفكار التي تسعى إلى تشوية صورة المسلمين.
وأكد أن الدور الرائد الذي تؤديه الإمارات في إعلاء قيمة التسامح وقدرتها في جميع مختلف الجنسيات والديانات على أرضها في وئام كامل، مشيراً إلى أن الدولة باتت تشكل بيئة وأرضاً خصبة للمحبة والسلام، حيث يعيش على أرضها المئات من الجنسيات والعقائد من مختلف الديانات، ما يشكل إطاراً نموذجياً للعيش بين الشعوب بمحبة وسلام ووئام، في ظل علاقات أخوية وإنسانية، يسودها روح التسامح والتواصل والشراكة الحضاري.
واعتبر أن زيارة قداسة بابا الفاتيكان وفضيلة شيخ الأزهر تكريس لقيمة التسامح في الإمارات، وتؤكد أن دولتنا شجرة وارفة الظلال، وواحة بديعة تسكنها الأرواح المتآلفة المحبة للسلام والإنسانية، وهي تؤمن بأن الحب والتسامح لا بد منهما من أجل عمارة الأرض.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg جزيرة ام اند امز