اختتام احتفالات الذكرى الـ40 للعلاقات الصينية الإماراتية في تشينغداو
من ربوع صحراء الجزيرة إلى بلاد التنين، حلّقت الإمارات والصين على مدار ثلاثة أيام، بأربعين عاما من الصداقة والشراكة.
ففي مدينة تشينغداو الواقعة على الساحل الشرقي للصين، اختتمت فعاليات الاحتفال بمرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي نظمتها سفارة دولة الإمارات لدى بكين، بحضور رسمي وشعبي.
فعاليات اقتصادية وتجارية وثقافية وسياحية، تقاطعت فيها الكلمات لتكتب حكاية حزام لطريق ينشد رسم همزة وصل بين القارات وتقري ما أبعدته تضاريس الجغرافيا وحاصرته روايات التاريخ.
واحتفاءً بهذه المناسبة، أضاءت مدينة تشينغداو مبانيها البارزة بألوان علم دولة الإمارات ومعالمها.
كما شهد الاختتام عروض ألعاب نارية بطائرات الدرونز، على ساحل المدينة، عكست متانة العلاقات الثنائية بين الإمارات والصين.
مرحلة جديدة من النمو
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، وصف سفير دولة الإمارات لدى الصين حسين الحمادي، العلاقات مع الصين بالمتينة والوطيدة والقديمة التي تمتد إلى عصر طريق الحرير القديم.
وقال إن "الإمارات والصين تمران الآن بمرحلة جديدة من العلاقات، ولكن الزيارة الأخيرة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إلى الصين، تم التوقيع خلالها على العديد من الاتفاقيات".
وأضاف "لذلك نحن في مرحلة جديدة من النمو والازدهار في العلاقة بين البلدين".
وعلى صعيد التبادل التجاري بين البلدين، بيّن سفير دولة الإمارات أنه فاق الـ80 مليار دولار في السنوات الماضية، معربا عن توقعه أن يصل في السنوات القادمة حتى 2030 نمو العلاقات التجارية والتبادل التجاري إلى 200 مليار دولار أمريكي.
ولفت السفير الحمادي إلى أن الاحتفالات القادمة بمناسبة مرور 40 عاما على العلاقات الإماراتية الصينية ستمتد إلى مدن أخرى مثل بكين وشنغهاي.
وفي كلمة لها خلال الحفل الافتتاحي، شددت جانغ هوي، نائب سكرتير الحزب الشيوعي لمدينة تشينغداو، على أهمية الاحتفالات بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين في تعزيز التعاون والتبادل بين البلدين في مختلف المجالات.
وأعربت المسؤولة الصينية عن أملها في أن تسهم هذه الفعاليات في تعميق التفاهم المتبادل بين الشعبين الصيني والإماراتي.
وأكدت هوي أن الإمارات تعد شريكا استراتيجيا مهما للصين، مشيرة إلى أن العلاقات الثنائية شهدت تطورا كبيرا في ظل الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين.
تراث عابر للقارات
وعلى هامش الفعالية أقيم مهرجان الصداقة الإماراتي الصيني الذي تخللته عروض فنية تقليدية وحرف يدوية، لاقت إقبالا كبيرا من الزوار الصينيين الذين تهافتوا على التقاط الصور التذكارية.
فمن "السدو" إلى "التلي" مرورا بـ"الخوص" كتبت المرأة الإماراتية في المهرجان قصة وفاء لتراث الآباء والأجداد، وهي تروي حكايات توثق خصوصية وملامح هوية تنبض على وقع ذكرى مرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
أما فرقة المزيود الحربية، فقدمت للجمهور الصيني ملحمة التاريخ على وقع أهازيج عبرت من الخليج إلى الجنوب الشرقي لآسيا، فنشرت في دقائق ما خبأته الذاكرة في سنوات.
الزوار الصينيون، بدورهم، حملوا الإمارات في قلوبهم واقتطعوا تذاكرهم في رحلات مع التراث لم يغب عنها اللباس الإماراتي التقليدي الذي أبهرهم سحره فارتدوه وحرصوا على توثيق اللحظة فتهافتوا على التقاط الصور التذكارية ليعودوا محملين بذاكرة تنبض بهوية الإمارات ولسان يحاول تهجي كلمات من لهجتها.