الإمارات والصين.. 35 عاما من الصداقة
العلاقات "الإماراتية-الصينية" تستمد متانتها ورسوخها من الاستراتيجية بعيدة المدى التي ربطت بين البلدين منذ وقت مبكر من تأسيس الإمارات.
تستمد العلاقات "الإماراتية-الصينية" متانتها ورسوخها من الاستراتيجية بعيدة المدى التي ربطت بين البلدين منذ وقت مبكر من تأسيس دولة الإمارات؛ ما انعكس على التبادلات الاقتصادية والتجارية المتنامية عبر الزمن.
كما تجلت وشائج علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والصين بفضل التعاون الثقافي الذي أصبح أكثر غنى وتنوعا مع تزايد الاهتمام المتبادل بالمناحي الثقافية للبلدين، كما نرى في القطاع السياحي انعكاسا واضحا لهذه العلاقات الوثيقة الممتدة لنحو 35 عاما.
- الإمارات والصين .. علاقات تعزز استقرار المنطقة
- العلاقات الإماراتية الصينية نجاحات وتطورات متواصلة عبر التاريخ
وبالعودة إلى بداية العلاقات بين البلدين؛ فقد تأسست العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1984؛ حيث حرصا على تطوير علاقات الصداقة والتعاون بينهما في المجالات كافة وبإمكانات ضخمة.
وفي أبريل/نيسان 1985 تم افتتاح السفارة الصينية في أبوظبي، كما أنشئت القنصلية العامة في دبي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988، فيما افتتحت سفارة الإمارات في بكين يوم 19 مارس/آذار 1987.
وأثرت هذه العلاقات الزيارات المتبادلة التي قام بها كبار القادة والمسؤولين في البلدين، وبدأت بزيارة رسمية قام بها الرئيس الصيني -آنذاك- يانج شانجكون إلى الإمارات خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام 1989.
وعلى إثر هذه الزيارة قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة الصين خلال شهر مايو/أيار عام 1990 بهدف دعم وتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين، وخلال الزيارة تم تأسيس مركز الإمارات العربية المتحدة لتدريس اللغة العربية والدراسات العربية والإسلامية، والتبرع لبناء مبنى كلية اللغة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية في بكين.
كما قدم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، منحة قدرها مليون دولار أمريكي إلى المركز لدعمه ودعم القائمين عليه، لتغطية كل الاحتياجات اللازمة والمتعلقة بشؤون الدراسات العربية والإسلامية.
وفي أبريل/نيسان 2000 افتتحت الإمارات قنصلية عامة في مدينة هونج كونج، تلاها افتتاح قنصلية أخرى في شنغهاي في يوليو/تموز 2009، فيما تم الاتفاق على افتتاح القنصلية العامة الثالثة للدولة في مدينة جوانج جو الصينية.
وفي مارس/آذار 2008، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بزيارة للصين بهدف تفعيل وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين التي تقوم على أساس التعاون والمنفعة المتبادلة، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
كما قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بـ3 زيارات إلى الصين في 2009 و2012 و2015، جسدت حرصه الكبير على تنمية علاقات الصداقة والتعاون مع جميع دول العالم.
وتزايد في الآونة الأخيرة تقارب العلاقات بين الإمارات التي تُعَد من القوى الصاعدة في النظام الدولي، وأحد أهم مراكز القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية في الشرق الأوسط والجنوب العالمي من جانب، وبين الصين التي باتت من أكبر الفاعلين الدوليين وأكثرهم تأثيرا ونفوذا في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.
وتسعى الصين إلى توسيع نطاق انغماسها وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية مع دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي عبر البوابة الإماراتية.. كما تسعى الإمارات لتنويع وتوسعة نطاق علاقاتها الخارجية ومنظومة تحالفاتها العالمية مع مختلف القوى الدولية وعلى رأسها الصين التي يجمعها مع الإمارات الكثير من الروابط الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية التي ستحقق الكثير من تدعيم وتحسين ليس فقط العلاقات الثنائية بين البلدين ولكن أيضا ستعزز من أمن واستقرار ورفاهية المنطقة الخليجية والعربية بوجه عام.
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA==
جزيرة ام اند امز