الإمارات والصين .. علاقات تعزز استقرار المنطقة
المعهد الدولي للثقافة الدبلوماسية بدبي يؤكد عمق العلاقات الإماراتية مع الصين وأثرها الإيجابي في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
أشاد المعهد الدولي للثقافة الدبلوماسية بدبي، الثلاثاء، بعمق العلاقات التي تربط بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية.
- سفير الإمارات لدى الصين: علاقات أبوظبي وبكين تشهد نقلة استراتيجية
- الصين تعفي مواطني الإمارات من تأشيرات الدخول المسبقة
وقال الدكتور محمد كامل المعيني رئيس المعهد: "تستمد العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية الصين متانتها ورسوخها من الاستراتيجية بعيدة المدى التي ربطت بين البلدين منذ وقت مبكر من تأسيس الدولة مما انعكس على التبادلات الاقتصادية والتجارية المتنامية عبر الزمن وأيضاً بفضل العلاقات الثقافية التي أصبحت أكثر غنى وتنوعاً مع تزايد الاهتمام بثقافة البلدين بشكل متبادل، وفي القطاع السياحي نرى انعكاساً واضحاً لهذه العلاقات الوثيقة، حيث تصدرت الصين منذ بداية العام قائمة أكبر الأسواق الخارجية من ناحية عدد النزلاء من مواطنيها بالمنشآت الفندقية خلال الأشهر الخمسة الأولى".
وأضاف: "نظراً لنمو اهتمام السائح الصيني بالوجهة المتميزة للإمارات والتي تجمع ما بين الأصالة والحداثة، عملت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي بشكل وثيق مع العديد من الجهات المحلية لتسهيل وصول السائح الصيني لتنشيط القطاع وتوفير تجربة سياحية جذابة، فقد تم إنشاء مرافق عالمية تقدم تسهيلات تلبي احتياجات الزائر الصيني خصوصاً فيما يتعلق باللغة وطرق الدفع وتأشيرات الزيارة وتوفير خطوط ربط جوي مرن على متن أسطول حديث من الطائرات، فضلاً عن توطيد العلاقات التجارية والاستثمارية المشتركة، بينما أسهم القرار الاستراتيجي في منح زوار جمهورية الصين الشعبية تأشيرة دخول عند وصول المطارات والمنافذ الحدودية في نمو عدد الزوار من الصين إلى أبوظبي إلى أكثر من 5 أضعاف ومع تطور الصلات الدبلوماسية بين البلدين نرى آفاقاً مفتوحة ومشجعة للعلاقات بين البلدين".
وتابع الدكتور المعيني: أن تطور نمو اهتمام السائح الصيني بالإمارات يأتي من العلاقات المتينة التي تجمع بين البلدين ليس في المجالات الدبلوماسية والتجارية فقط بل أيضاً في جماليات الجوانب الثقافية.
ولفت إلى أنه سبق لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب الاحتفاء بالصين ضيف شرف في عام 2017 واستضاف وفداً مرموقاً من الكتاب والمبدعين الذين أسهموا في إثراء الحوار الثقافي بين الطرفين بينما تعد مناسبة السنة الصينية الجديدة في شهر يناير/كانون الثاني من كل سنة حدثاً رئيساً على الأجندة الثقافية في الإمارات، إذ يستقطب الاحتفال الذي تشارك فيه المراكز التجارية آلاف من الصينيين إلى جانب الأهالي في مشهد تتمازج فيه الثقافات وتقاليد الشعوب بشكل منسجم، وإننا نتطلع إلى المزيد من النمو والازدهار في القطاعين السياحي والثقافي، بفضل العلاقات المتينة بين البلدين.
وأوضح أن الإمارات تتمتع بمستويات عالية من الأمان على مستوى العالم مما يجعلها وجهة مفضلة في الشرق الأوسط لا سيما من قبل السائح الصيني الذي يبحث عن تجارب تحاكي التطور والانفتاح والاندماج الثقافي، وقد شهدنا اهتماماً متزايداً من قبل السائح الصيني بما تمنحه من وجهات مميزة تعكس غنى الحياة الثقافية في الإمارات التي تتعايش فيها جنسيات متعددة من حول العالم.
واستناداً إلى ذلك قال المعيني: "إن العلاقات الوطيدة بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية الصين قد أسهمت في النمو الملحوظ في أعداد السياح الصينيين إلى الإمارات وزيادة معدلات الاستثمار الاقتصادي والتجاري المتبادل بين البلدين، وقد شجعت الإمارات هذا النمو على تنظيم المزيد من الحملات الترويجية في المدن الصينية عن مميزات الوجهة السياحية وتنوع الخيارات الترفيهية والتسوق والمقومات الثقافية والتراثية الجاذبة".
وثمّن المعيني التزايد والتقارب الملحوظ في العلاقات بين الإمارات التي تعتبر من القوى الصاعدة في النظام الدولي، وأحد أهم مراكز القوة الناعمة والدبلوماسية الثقافية في الشرق الأوسط والجنوب العالمي وبين الصين التي باتت تعتبر من أكبر الفاعلين الدوليين وأكثرهم تأثيراً ونفوذاً في المجالات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية.
وألمح إلى أن العلاقات الإماراتية مع الصين التي تعتبر من أكبر عشر دول عالمية في مجال القوة الناعمة، تصب في المحصلة الأخيرة في صالح تعزيز المصالح الوطنية والمكاسب والمنافع المتبادلة للطرفين، إذ تسعى الصين لتوسيع نطاق انغماسها وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية والثقافية والاقتصادية مع دول الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي عبر البوابة الإماراتية.
وأشار إلى أنه من ناحية أخرى تسعى الإمارات لتنويع وتوسعة نطاق علاقاتها الخارجية ومنظومة تحالفاتها العالمية مع مختلف القوى الدولية وعلى رأسها الصين التي يجمعها مع دولة الإمارات العربية المتحدة الكثير من الروابط الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية التي ستحقق الكثير من تدعيم وتحسين ليس فقط العلاقات الثنائية بين البلدين ولكن أيضاً ستعزز من أمن واستقرار ورفاهية المنطقة الخليجية والعربية بوجه عام.