الإمارات والصين.. علاقات استراتيجية رسخها الشيخ زايد
العلاقات "الإماراتية - الصينية" ارتكزت على أسس قوية وضعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال زيارته التاريخية للصين في مايو عام 1990.
لا شك أن المقدمات الجيدة تقود إلى نتائج سليمة، هذا الأمر يتوافق مع العلاقات بين دولتي الإمارات والصين، فالاكتشاف المبكر للفرص والمصالح المشتركة أسهم في بناء علاقات استراتيجية قوية بين البلدين.
كما أن الحوار والتنسيق المستمر والزيارات الرسمية المتبادلة، وتوافق الإرادات على دعم التعاون وتعزيزه وفق خطط استراتيجية دقيقة بين البلدين، مهدت كل السبل لوصول العلاقات إلى حد الشراكة الاستراتيجية.
- الإمارات والصين .. علاقات تعزز استقرار المنطقة
- السفير الصيني لـ"العين الإخبارية": وحدة الحلم تجمع الإمارات والصين
والعلاقات "الإماراتية - الصينية" ارتكزت على أسس قوية وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، خلال زيارته التاريخية للصين مايو/أيار عام 1990، رداً على زيارة الرئيس الصيني الأسبق يانغ شانغكون إلى دولة الإمارات في ديسمبر/كانون الأول عام 1989؛ حيث كانت الزيارة بمثابة ترسيخ لمبدأ من مبادئ السياسة الخارجية الإماراتية، وهو تنويع الحركة السياسية والاقتصادية، والانفتاح على جميع الدول الصديقة، والسعي للتعاون الدولي على أسس مصالحية مشتركة.
واستكمالاً لمسيرة العلاقات الثنائية عبر الزيارات رفيعة المستوى، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بزيارة إلى الصين عام 2008، توجت بنتائج الزيارات التي قام بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتي، في أعوام 2009 و2012 و2015، ثم جاءت زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات منتصف يوليو/ تموز 2018، لتتوج مسيرة علاقات ناجحة.
ومن واقع الأرقام والإحصاءات، تبدو الإمارات محطة مهمة للتخطيط الاستراتيجي الصيني في منطقة الشرق الأوسط، فبكين نفسها تتوقع طفرة هائلة في معدلات التبادل التجاري الثنائي التي تبلغ حالياً نحو 50 مليار دولار، لتصل إلى 80 مليار دولار في غضون العامين المقبلين، وعلى الجانب الآخر، تدرك الصين مكانتها ضمن محاور السياسة الخارجية الإماراتية، فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان أول رئيس لدولة من دول مجلس التعاون الخليجي، يقوم بزيارة رسمية للصين، وهناك اتفاقية تعاون اقتصادي وفني موقعة بين البلدين منذ عام 1985، وسلسلة من الاتفاقات المتخصصة في مجالات مختلفة تم توقيعها خلال عقد التسعينيات.
وتحتل الإمارات مكانة مهمة ضمن مبادرة "الحزام والطريق" التي أعلنها الرئيس شي جين بينغ عام 2013، وتوصف بأنها الموجة الثانية من العولمة، والعولمة بنسختها الصينية وغير ذلك من مسميات ومفاهيم، وهي مبادرة تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي الدولي، وستثمر عن معطيات جديدة بما يتوقع أن تنتجه من روابط جديدة للتعاون الاقتصادي بين أكثر من 60 دولة في قارات العالم المختلفة، وتمثل الإمارات منفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى دول المنطقة عبر موانئ دبي وغيرها.
ومن واقع المقدمات السليمة التي أسس لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصلنا إلى النتائج الرائعة التي بني عليها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الجانب الصيني مسيرة العلاقات "الإماراتية الصينية" التي تواصلت بالإعلان عن زيارة ولي عهد أبوظبي إلى الصين، لتمثل مرحلة جديدة من النمو المطرد في هذه العلاقات المتميزة.
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg جزيرة ام اند امز