إدانة الإمارات لاقتحام الأقصى.. رسائل هامة
رسائل هامة حملتها إدانة دولة الإمارات بشدة لاقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك.
رسائل تؤكد من خلالها دولة الإمارات مجددا دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية، وأن توقيعها لمعاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
أيضا تؤكد تلك الإدانة رفض دولة الإمارات المطلق للعنف من أي طرف وأهمية تغليب صوت العقل.
يحمل بيان الإدانة أيضا رسالة إماراتية مفادها بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة، وإنه لن يستطيع أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حسم الصراع لصالحه مهما طال الوقت، وسيكون الخاسر دائما هم الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم.
بيان الإدانة
أدانت دولة الإمارات، السبت، بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، الجمعة، والذي أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان لها، ضرورة ضبط النفس وتوفير الحماية للمصلين، مشيرة إلى موقف الدولة الداعي إلى ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.
كما أكدت ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
وشددت على ضرورة دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدما بعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك ضرورة وضع حد للممارسات الاسرائيلية غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
رفض العنف
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أن "إدانة دولة الإمارات لاقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك تعبير عن الموقف الرسمي والشعبي الرافض للعنف بكافة أشكاله والمتمسك بوقف أي ممارسات تنتهك حرمة الأقصى".
وشدد، في تغريدة له على موقع "تويتر"، على أن "اللجوء للعنف يعرقل جهودنا المشتركة للوصول إلى حل سياسي بما في ذلك دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
رسالة إماراتية واضحة تدعو للتخلي عن العنف بكافة أشكاله والمضي قدما في رسم مسار سلام دائم.
دعوة تؤكد التزام دولة الإمارات الأبدي بتحقيق السلام وسعيه الدائم لحقن دماء الجميع، تعزيزا لمبدأ الأخوة الإنسانية وانتصارا لها، دون أن يعني ذلك تفريطا في الحقوق الفلسطينية.
دعوة لم تمنع دولة الإمارات من تحميل كل طرف مسؤوليته القانونية والإنسانية تجاه سياساته، لذا جاءت مطالبة دولة الإمارات قوية واضحة لإسرائيل بضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى، وضرورة وضع حد لممارساتها غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
نشر السلام ودعم فلسطين
رسائل تبرز دعم دولة الإمارات الدائم للقضية الفلسطينة، ومساندتها لحل سياسي سلمي دائم لتلك القضية.
وهو ما أكد عليه الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، خلال زيارته التاريخية لإسرائيل يومي 27 و28 مارس/آذار الماضيين، والذي شارك خلالها على مدار يومين في "قمة النقب"، بمشاركة وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والبحرين والمغرب وإسرائيل.
وخلال تلك الزيارة التاريخية، حرص الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على إغلاق الباب أمام أي محاولة للصيد في الماء العكر، وأكد بشكل واضح خلال "قمة النقب" على التزام دولة الإمارات بدعم الشعب الفلسطيني، ولحقوقه المشروعة وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التزام دولة الإمارات بمساعدة الشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال دعم وكالات الأمم المتحدة ذات العلاقة.
التزام أكدت عليه دولة الإمارات مرارا وتكرارا، قولا وفعلا، قبل وبعد وخلال توقيع اتفاق السلام التاريخي مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول 2020، وتؤكد عليه مجددا في بيان الخارجية الإماراتية الصادر السبت.
يأتي ذلك استمرارا لسياسة دولة الإمارات، منذ تأسيسها، في وضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، في نهج أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتسير على خطاه القيادة الرشيدة التي تكرس الجهود كافة لإحلال قيم العدالة والسلام.
كما يأتي ترجمة لرؤية دولة الإمارات ورسالتها التي عبرت عنها عمليا منذ توقيع اتفاقية السلام التاريخية وتحملت في سبيل إيمانها برؤيتها الكثير من حملات الإساءات والافتراءات، وهي أن نشر السلام ودعم القضية الفلسطينية مساران يتكاملان ولا يتقاطعان.
رسائل تؤكد رغبة إماراتية في أن يجني الفلسطينيون ثمار اتفاق السلام، بما يدعم قضتيهم، ضمن مقاربة منطقية تستند إلى استراتيجية داعمة ومشجعة للسلام، وقائمة على ترسيخ مفاهيم التعايش والتسامح ودعم القيم الإنسانية، دون أن يعني ذلك تفريطا في الثوابت والحقوق.
ومنذ خطوتها التي وصفها مراقبون ومسؤولون بالشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، ما فتئت دولة الإمارات تؤكد أن المعاهدة لن تكون على حساب القضية الفلسطينية، وإنما تدعمها لتحقيق أمنيات الشعب الفلسطيني والعالم العربي والإسلامي في إقامة دولة فلسطينية انطلاقا من رؤيتها حول إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
ولا يخلو أي خطاب سياسي لدولة الإمارات في أي محفل دولي أو إقليمي أو من خلال لقاءات ثنائية أو أي مباحثات مشتركة من التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية لدولة الإمارات والأمة العربية والإسلامية، والتحذير من مغبة عدم التوصل لحل عادل لتلك القضية، والتأكيد على الالتزام الثابت بدعم القضية الفلسطينية.
دعم سياسي وإنساني
ومرارا أكدت دولة الإمارات التزامها ودعمها لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث تعتبرها الوسيلة الوحيدة لتحقيق استقرار وأمن المنطقة، وأن ذلك لا يكون إلا من خلال الحوار الساعي لتحقيق سلام عادل وشامل، حسب القرارات الدولية ذات الصلة، ومرجعيات مؤتمر مدريد، ومبادرة السلام العربية، وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها.
التزام تجاوز الآفاق السياسية إلى الأطر الإنسانية، إذ ساهمت دولة الإمارات بأكثر من 883 مليون دولار أمريكي، منذ عام 2013 وحتى 2021، لتمويل القطاعات الحيوية ودعم جهود التنمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووكالة الأونروا.
كما أرسلت 60 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19، وأكثر من 36.6 طن من المساعدات الطبية العاجلة لآلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، لتمكينهم من التصدي للجائحة.
أرقام وتصريحات ورسائل تؤكد أن الاتفاق الإبراهيمي للسلام جاء في إطار دعم جهود السلام العادل والشامل والمستدام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، وهذا الاتفاق تم إيمانا بأنه سيكون قاعدة للبناء عليها ولإعطاء دفعة لعملية السلام المجمدة منذ عقود.
وتسعى دولة الإمارات حاليا من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي خلال عامي 2022-2023، إلى العمل بشكل حثيث لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، وتعزيز التعاون مع الأصدقاء والشركاء لمواجهة التحديات العالمية الحالية، وعلى رأسها حل القضية الفلسطينية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg5IA==
جزيرة ام اند امز