الإمارات تواصل جسرها الجوي الإغاثي إلى أفغانستان
90 طناً من المساعدات الإنسانية تصل إلى مزار شريف
تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، وصلت إلى مطار مزار شريف في شمال أفغانستان طائرة مساعدات إماراتية جديدة محملة بالمستلزمات الإنسانية العاجلة، ضمن جسر جوي إغاثي تسيره دولة الإمارات لدعم المتضررين من الزلزال.
وكان زلزالا عنيفا ضرب مناطق شمال البلاد وأدى إلى خسائر بشرية ومادية جسيمة، وتضرر واسع في البنية التحتية والمنازل والمستشفيات.
وتُعد هذه الطائرة الثالثة ضمن سلسلة الرحلات الإغاثية الإماراتية، ليصل إجمالي ما تم نقله حتى الآن إلى نحو 90 طناً من المساعدات الإنسانية، تشمل مواد غذائية، وخيم إيواء، ومستلزمات طبية، إلى جانب شراء مواد إغاثية من الأسواق المحلية في شمال أفغانستان لدعم الاقتصاد المحلي وتسريع عمليات التوزيع على المحتاجين.
ومن المقرر أن يستفيد أكثر من 200 ألف شخص من هذه المساعدات التي تأتي في إطار حرص القيادة على الاستجابة الفورية للكوارث الإنسانية، وتقديم الدعم للشعوب المتضررة حول العالم.

وصرّح حمود العفاري، رئيس فريق الإغاثة الإماراتي، أنه تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تواصل فرق الإغاثة الإماراتية تقديم الدعم والمساندة للأشقاء في أفغانستان في هذه الظروف الإنسانية الصعبة.
وأوضح العفاري أن رحلات الجسر الجوي الإماراتي تنطلق محمّلة بالمواد الغذائية ومواد الإيواء، على أن تتبعها شحنات من المستلزمات الطبية العاجلة، مشيراً إلى أن جهود الإغاثة تتزامن مع شراء الاحتياجات الأساسية من السوق المحلي في أفغانستان، بما يسهم في دعم المجتمعات المحلية وتسريع عملية التعافي للشعب الأفغاني.
واختتم العفاري تصريحه بالتأكيد على أن دولة الإمارات، قيادةً وشعباً، تتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى الشعب الأفغاني في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدداً من المناطق، وتسبب في نزوح العديد من القرى وتضرر الممتلكات، مؤكداً وقوف الإمارات الدائم إلى جانب الشعب الأفغاني في أوقات المحن والأزمات.

ويأتي هذا التحرك السريع امتداداً لنهج الإمارات الإنساني الراسخ في الاستجابة للأزمات والكوارث الطبيعية حول العالم، انطلاقاً من مسؤولياتها الدولية ورسالتها الإنسانية، وتجسيداً لقيم التضامن والتكافل الإنساني التي تميز سياستها الخارجية.
وقد أشاد الجانب الأفغاني بالدعم الإماراتي العاجل، مؤكداً أن الإمارات كانت أول دولة سارعت إلى مساندة الشعب الأفغاني في هذه الأزمة الصعبة، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والمواقف المشرفة التي طالما ميزت الدور الإنساني لدولة الإمارات في المنطقة والعالم.
وتؤكد دولة الإمارات بذلك حضورها الإنساني الفاعل في مناطق الأزمات حول العالم، ومن أبرزها أفغانستان، التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة سلسلة من الزلازل المدمرة خلّفت آلاف الضحايا وأضرارا جسيمة في البنية التحتية.
كانت الإمارات من أوائل الدول التي استجابت لتلك الكوارث، من خلال تنفيذ جسر جوي إغاثي عاجل ونشر فرق ميدانية متخصصة في الإنقاذ والدعم الإنساني، الأمر الذي عكس نهجها الثابت في مساعدة الشعوب المتضررة ومساندة المجتمعات المنكوبة.
ففي ولاية هيرات، أنشأت الإمارات مستشفى جراحة ميدانياً متقدماً وقدّمت مساعدات طبية وإنسانية عاجلة للمتضررين، ضمن استجابة فورية عقب الزلزال الذي ضرب المنطقة. كما كانت حاضرة أيضاً في زلزال ولايتي كونر وجلال آباد في أغسطس الماضي، حيث أرسلت فرق بحث وإنقاذ وقدّمت أكثر من 3,618 طناً من المواد الغذائية ومواد الإيواء والمستلزمات الطبية.

وفي أعقاب الزلزال الأخير الذي ضرب شمال البلاد في ولايتي بلخ وسمنغان بقوة 6.3 درجة، سارعت دولة الإمارات مجدداً إلى إرسال فريق البحث والإنقاذ الإماراتي التابع لهيئة أبوظبي للدفاع المدني والحرس الوطني وقيادة العمليات المشتركة، للمشاركة في جهود الإنقاذ ودعم المتأثرين في المناطق المنكوبة، عبر عمليات ميدانية تهدف إلى إنقاذ الأرواح وإجلاء المصابين وتقديم المساعدات العاجلة.
وتواصل الفرق الإماراتية عملها الإنساني في الميدان، مركّزة على إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضرراً، بما في ذلك مزار شريف، التي شهدت دماراً واسعاً شمل المباني والمواقع التاريخية، ومن أبرزها المسجد الأزرق الشهير.
تعكس هذه الجهود المتواصلة التزام دولة الإمارات الراسخ بنهجها الإنساني القائم على الاستجابة السريعة والتواجد الميداني الفعّال في مواجهة الكوارث الطبيعية، بما يعزز من قيم التضامن الإنساني ويخفف معاناة الشعوب في أوقات الأزمات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز